وقف العشرات من التلاميذ والتلميذات، رفقة آبائهم، حاملين قمصانا ولافتات تعبر عن "التضامن والحب والتقدير" لأستاذهم، مطالبين بتحقيق العدالة في ملف الأستاذ المتهم، المتابع في حالة اعتقال، اقتناعا منهم ب"براءته، لاستحالة ارتكاب الفعل المشار إليه في الزمان والمكان المزعومين". وخرج الآباء وأولياء الأمور متضامنين مع الأستاذ، في أول حادثة أخلاقية بالمؤسسة التعليمية الخاصة، بعد اتهامه من طرف والدة تلميذة قاصر (5 سنوات) بالتعدي جنسيا عليها. وجاء تضامن التلاميذ والآباء والأمهات، كما صرحوا ل"المغربية"، من أجل المطالبة بتحقيق العدالة وإنصاف الأستاذ المتهم، مستنكرين متابعته في قضية قد تنهي مستقبله المهني، ومشددين على عدم التشويش على القضاء، وترك القضية تأخذ مجراها الطبيعي، بعيدا عن "الضغوطات" التي قالوا إن والدة الطفلة تمارسها من أجل إدانة الأستاذ. وأضاف المتضامنون أنها ليست المرة الأولى التي يعلنون فيها عن مساندتهم للأستاذ المتهم منذ تفجر القضية، مؤكدين إيمانهم ببراءته، انطلاقا من "سلوكه وسمعته الجيدة داخل المؤسسة"، فضلا عن "تصريحات أم الضحية المتناقضة، وسوابقها في إثارة مشاكل مماثلة داخل مدارس أخرى، كانت تدرس فيها ابنتها". وسيمثل أستاذ الرياضيات (23 عاما) الأربعاء المقبل، أمام محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، في أولى جلسات محاكمته، وأكدت تصريحات بعض أمهات التلاميذ الذين يدرسهم ل"المغربية" أن أسباب الوقفة هي "الكفاءة المهنية والأخلاق العالية التي يتميز بها الأستاذ"، وهو ما جاء على لسان أبنائهم وبناتهم، مستنكرين تصريحات والدة التلميذة، التي اتهمت الأستاذ بالاعتداء على ابنتها القاصر، ما أدى إلى اعتقاله. وتعود وقائع هذه القضية إلى الأسبوع ما قبل الماضي، حين وضعت أم تلميذة شكاية لدى الشرطة القضائية، ضد أستاذ، متهمة إياه بالتحرش الجنسي بابنتها لفترة طويلة، علما أن الطفلة لا تدرس عنده، وليست له علاقة بها، دون إبلاغ إدارة المؤسسة. وكانت والدة التلميذة قالت في تصريحاتها للشرطة أنها اكتشفت الاعتداء الجنسي على ابنتها من طرف أستاذ الرياضيات على مدى شهرين، حين كانت تحكي لابنتها قصة عن الشيطان، فقالت لها إن "هناك شريرا في المدرسة"، مضيفة "أخبرتني أنه كان يأتي في فترة الزوال، ويستعمل أصابعه في الاعتداء عليها"، كما اتهمت المدرسة بالتستر على الأمر. وبدورهم أشاد المدرسون والمدرسات بالمؤسسة الذين التقهم "المغربية" خلال الوقفة بأخلاق زميلهم، وأفادوا أن (ي.س) حديث العمل في المؤسسة، ولا يعلم كثيرا من مرافقها، مشيرين إلى أن الطفلة لا تدرس عنده، بل في أقسام الحضانة، التي لا يلجها معلمو الابتدائي، خاصة أنها توجد في بناية منفصلة عن الأقسام الابتدائية، حيث يدرس المتهم، موضحين أن البناية الأولى تغلق أبوابها في الساعة 12، وأن الأستاذ لا ينهي فصله إلا في حدود الساعة الثانية عشرة والربع، ويخرج مباشرة لتناول الغداء مع زميل له في المؤسسة نفسها. من جانبها، طالبت عائلة المتهم، المتمثلة في والدته وشقيقته، اللتين حضرتا للوقفة التضامنية، بإنصافه موضحة أنها التقته بعد اعتقاله، وأكد براءته، وعدم معرفته بالطفلة وبالسبب الحقيقي وراء اتهام والدتها له. وأضافت أن ابنها بعد علمه باتهامات الأم له من خلال الشرطة، لم يعر الأمر اهتماما في البداية، لأنه كان متأكدا أنه لم يفعل شيئا، قبل أن تحضر الشرطة من جديد وتصطحبه معها في حالة اعتقال بناء على شكاية والدة الطفلة. وعبرت إدارة المؤسسة التعليمية عن حيادها في هذه القضية، معلنة أنها تنتظر ما سيقوله القضاء، وأنكرت في تصريح أطرها للجريدة أن تكون أعلنت عن تضامنها مع والدة التلميذة، أو مع الأستاذ المتهم، مشيرة إلى أنها تستنكر تصريحات أم الطفلة بخصوص المؤسسة، التي "لم يسبق أن عرفت حادثة أخلاقية في مسارها الدراسي منذ سنوات"، وأن "جميع أساتذتها مشهود لهم بالكفاءة والأخلاق، واستحالة ارتكاب الأستاذ الفعل المشار إليه في الزمان والمكان المزعومين". وفي بلاغ سابق موقع من طرف الآباء والأمهات، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أكدوا أن المعطيات، التي أوردتها الأم، يستحيل أن تكون صحيحة، بالنظر إلى انفصال بناية روضة الأطفال حيث تدرس الطفلة عن بناية التعليم الابتدائي، حيث يدرس الأستاذ، إضافة إلى أن التوقيت المفترض لا يسمح بالأمر.