تلقى مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا بشكل رسمي مشروع القرار الذي أعده الفلسطينيون وهو ما يعني إمكانية طرحه للتصويت خلال 24 ساعة ولكن لا يوجد ما يضمن حدوث ذلك، وهناك بعض المسودات التي قدمت رسميا إلى مجلس الأمن ولم يتم التصويت عليها قط. ويقول دبلوماسيون إن المفاوضات بشأن النص قد تستغرق أياما أو أسابيعا. وقالت دينا قعوار مبعوث الأردن لدى الأممالمتحدة أنها تأمل أن يتوصل المجلس إلى قرار بالإجماع بشأن مسودة القرار الأردني. وتسلم مجلس الأمن في أكتوبر مشروع قرار فلسطينيا يدعو إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية بحلول نوفمبر 2016، لكن الولاياتالمتحدة ودولا أخرى اعتبرت هذا النص غير مقبول. ويتعين موافقة تسعة أصوات للتصديق على القرار، وهو ما قد يرغم الولاياتالمتحدة، وهي حليف وثيق لإسرائيل أن تقرر ما إذا كانت ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضده أم لا. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولاياتالمتحدة "لم تحسم أمرها بشأن الصياغة أو المقاربة أو قرارات محددة ولا أي شيء من هذا". وتعكف فرنسا وبريطانيا وألمانيا أيضا على صياغة مشروع قرار. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن مشروع القرار سيقترح اختتام محادثات السلام في غضون عامين. وقال دبلوماسيون إنه سيتم وضع اطر زمنية أخرى لإنهاء الصراع. ويعكس مشروع القرار الفلسطيني على الأرجح بعض الأفكار الأوروبية. وينص مشروع القرار الذي قدم يوم الأربعاء على ضرورة أن يستند أي حل يتم التوصل إليه من خلال التفاوض إلى عدة عوامل منها حدود 1967 والاتفاقات الأمنية والقدس كعاصمة مشتركة للدولتين، وهو ما يلبي الطموح المشروعة للطرفين ويحمي حرية العبادة. ويدعو النص أيضا الجانبين إلى التوقف عن أي إجراءات أحادية وغير قانونية بما في ذلك الأنشطة الاستيطانية والتي قد تقوض جدوى حل الدولتين. من جهته، تبنى البرلمان الأوروبي، أول أمس الأربعاء، قرارا يؤيد قيام دولة فلسطينية من حيث المبدأ في إجراء يمثل حلا وسطا لا يحذو حذو بعض البرلمانات الوطنية الأوروبية التي ساندت الاعتراف بالدولة الفلسطينية على الفور. وتوصلت الأحزاب الرئيسية إلى اتفاق على اقتراح ينص على أن البرلمان الأوروبي "يؤيد الاعتراف بدولة فلسطينية وحل الدولتين من حيث المبدأ ويعتقد أن ذلك يجب أن يكون مصاحبا لتطور محادثات السلام التي يجب دفعها قدما." تم تبني الاقتراح بموافقة 498 صوتا مقابل 88. من جهة أخرى، قال مسؤول فلسطيني رفيع إنه تقرر طرح مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي يدعو لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية يوم الأربعاء للتصويت عليه. وقال صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين لإذاعة صوت فلسطين "قدمنا مشروع القرار، وستجتمع المجموعة العربية، ونحن على اتصال مع الأشقاء في الأردن الشقيق الممثل العربي في مجلس الأمن". وجاءت تصريحات عريقات بعد لقائه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في لندن ليل الثلاثاء. وقال عريقات إن اللقاء كان "واضحا وصريحا، أكدنا أننا سنتوجه إلى مجلس الأمن بمشروع قرار لحل الدولتين. الموقف الأمريكي معروف". وأضاف أن الولاياتالمتحدة أوضحت من قبل معارضتها التوجه إلى مجلس الأمن "ونحن أكدنا له أننا سنذهب اليوم". وتابع قائلا "نحن نسعى من خلال مجلس الأمن إلى الحفاظ على خيار الدولتين". ونقل عريقات عن كيري قوله إنه بالصيغة الحالية لمشروع القرار لن يكون أمام الولاياتالمتحدة خيار سوى استخدام حق النقض (الفيتو).