اليوم تختتم فعاليات مهرجان مراكش للسينما، الذي اختار السير قدما نحو تحقيق أهدافه، ليصير تظاهرة دولية بكل المقاييس والمعايير، تشد الأنفاس، وتنتزع الاعترافات من كبار النقاد والسينمائيين والسياسيين عبر العالم. وسيعرض في حفل الاختتام، بحضور نجوم السينما العالمية من مختلف الجنسيات، الفيلم الأمريكي "السنة الأكثر عنفا" لمخرجه جي سي شاندور، ويلعب فيه دور البطولة كل من أوسكار إيزاك، ودجيسيكا شاستان. ويعالج الفيلم قضية عنف، شهدتها مدينة نيويورك سنة 1981، وهي واحدة من أكثر السنوات عنفا في تاريخ المدينة، إذ يصطدم مهاجر طموح، يحاول أن يحقق لذاته نجاحا كبيرا في عالم تداول النفط والبترول، بعقبات ومشاكل وبيروقراطية وفساد وانحراف، تحول دون وصوله إلى هدفه. وكانت أقوى لحظات هذا اللقاء السنوي، الذي يعمل على نشر ثقافة سينمائية وسط شرائح واسعة من المجتمع المغربي، تكريم السينما اليابانية، بحضور وفد مهم من منتجين وممثلين وممثلات ومخرجين ومديري مهرجانات سينمائية. واختارت دورة 2014 من المهرجان الدولي للفيلم، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، برمجة خصبة وممتعة، من خلال تنوع وقوة في أفلام المسابقة الرسمية، ولجنة التحكيم، فضلا عن مسابقة أفلام المدارس الخاصة بأفلام المعاهد والكليات والجامعات. وعاشت مدينة مراكش، على مدى أسبوع، على نبض السينما بين عروض أفلام تتنافس على جوائز المهرجان، وعروض متنوعة خارج المسابقة، وفقرات تكريم، ودروس في السينما، ولقاءات مفتوحة بين النجوم وجمهور المدينة، من خلال عرض أزيد من 87 فيلما من 22 دولة، من بينها 13 عملا أول، منها 8 تتنافس في المسابقة الرسمية، إضافة إلى بانوراما خاصة بتكريم السينما اليابانية. ولم يعد المهرجان الدولي للفيلم مجرد موعد سينمائي يقدم أحدث انتاجات الفن السابع، ويتوج أفضلها، بل أصبح حدثا سنويا ينتظره نجوم العالم ويصنفونه ضمن أهم المهرجانات العالمية. واستطاع المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، على امتداد الدورات السابقة، جلب أنظار السينمائيين من مختلف أنحاء العالم، وبات واحدا من أقوى التظاهرات السينمائية في العالم العربي وإفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط، ويشكل هذا المهرجان فرصة للقاء المبدعين السينمائيين المغاربة مع نظرائهم في العالم، وفتح جسور التواصل المستمر، ومناقشة قضايا الفن السابع في المغرب والعالم. ويبقى المهرجان الدولي للفيلم قيمة خاصة تزداد بازدياد عدد نجومه ومشاهيره، متميزا بسعي هؤلاء إليه، لأنهم وجدوا فيه فرجة السينما العالمية بجميع أصنافها، كما وجدوا فيه الجمهور المحب المتعطش لرؤيتهم والمتتبع لأعمالهم، ووجدوا أيضا المدينة الساحرة بأضوائها ومعالمها وشمسها الدافئة، لتحول كل تلك العوامل مهرجان مراكش إلى أهم مهرجان مغربي بين دول البحر الأبيض المتوسط.