سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
'أكلو' محاصرة بين البحر ومياه الفيضانات بإقليم تزنيت السلطات تقدم المساعدات الأولية والمتضررون يطالبون بإيوائهم
متضرر ل'المغربية': فوجئت باجتياح مياه النهر لمنزلي فسارعت لإنقاذ بقرتي الوحيدة
بعد يومين، عاينت "المغربية" مساعدات غذائية بالدقيق والزيت، وأغطية وغيرها من المساعدات، بينما يطالب المتضررون بإعادة إيوائهم أو مساعدتهم في إعادة بناء ما جرفته فيضانات واد "أدودو"، الذي جاب جماعات كبرى وأتلف مساكنها ومرافقها، كما حصل في آيت جرار، وبولعمان، والعوينة، قبل أن يعزل دوار سيدي عبد الرحمان بشاطئ أكلو. عبد الله الزعيو، رب أسرة، يشتغل مستخدما بمحطة تزويد البنزين بمدينة تزنيت، لم يكن موجودا ببيته حين وقعت الكارثة، الجمعة الماضي، يحكي أن عائلته تضررت كثيرا من فيضان الوادي المذكور، إذ اجتاحت سيوله منزله وجرفت كل وثائقه ومستلزماته المنزلية. وتحسر ياسين حلا (36 عاما)، على فقدان منزله وبهائمه، التي جرفتها سيول واد "أدودو" تاركة عائلته المكونة من 8 أفراد عرضة للضياع والتشرد، قبل أن يتدخل أحد الجيران لإيوائهم مؤقتا بمنزله، في انتظار الحل. بدورها، اعتبرت عائشة كوكا، التي قاربت الثمانين من عمرها، أن فيضان هذه السنة لم يسبق أن عاشته طوال حياتها، وقالت إن حالة من الرعب أصابتها فسقطت مغمى عليها، مضيفة أنها تحمد الله أن الكارثة حصلت نهارا، ولو وقعت في الليل لكان عدد من السكان في عداد الموتى. وعلمت "المغربية"، خلال زيارتها لهذه المنطقة المتضررة، أن الدراسة كانت متوقفة بفرعية وحدة إكرار، التابعة لمجموعة مدراس ابن سينا، في حين، تلطخت الكتب المدرسية وكراسات التلاميذ بالطين، بعدما أتت السيول على أقسام الدراسة ومرافقها الصحية، التي تحولت في ظرف وجيز إلى برك مائية كبرى. ورغم محاولات السكان تسييج الوادي بالرمال والقصب ومحاصرته بما أوتوا من إمكانيات بسيطة، إلا أن قوة المياه كانت أكبر مما توقعوا، فحملت الأودية أطنانا من الرمال التي غطت الأراضي الفلاحية، ما يهدد بموسم فلاحي أبيض وأبرز حسن أوعزلي، فلاح ورب أسرة مكونة من 4 أفراد، في تصريح ل"المغربية" أن عون السلطة اتصل به، مشعرا إياه بمقدم الواد بعد دقائق معدودة، فصعد إلى سطح منزله الآيل للسقوط لمعاينة حجم الواد قبل أن يفاجأ باجتياح الأخير لمنزله، فسارع إلى إنقاذ بقرته الوحيدة. وكان حسن يتحدث بحسرة، وهو يتأمل بحزن عميق أطلال غرف منزله المتصدع بالشقوق، ويشير إلى الأتربة والسيول، التي دفنت أغنامه تحت الأرض، وضياع أسمدته، وزريعة القمح والشعير التي اقتناها استعدادا للحرث. وأفاد عبد المالك الديوان، ممثل السكان، أن المشكلة في دوار سيدي عبد الرحمان لا تتمثل في حجم الخسائر، وأن هناك عددا من الدواوير أكثر تضررا منه، لكن خاصية دوارهم تتجلى في أن العائلات المنكوبة من أفقر سكان الدوار، ما يجعل إمكانية إعادة إيوائهم على حسابهم الخاص أمرا مستحيلا، إن لم تتدخل الجهات المعنية لمساعدتهم. وأضاف المتحدث أن أغلب السكان المتضررين لا يملكون وعاء عقاريا سوى المناطق المحاذية للوادي، الذي لم يكن السكان يعرفون حدود خطورته إلا بعد وقوع الكارثة، مبرزا أن جل الأراضي في الدوار هي إما ملك خاص للسكان أو أراض تابعة للأوقاف، وكلها زراعية وفلاحية لا تصلح للتعمير، أو متنازع عليها مع المندوبية السامية للمياه والغابات، ما يعيق إعادة إيواء المتضررين، ويهدد ببقائهم مشردين في الخلاء، طيلة ما تبقى من أيام البرد والشتاء.