قال فيليكس سادراك، ممثل اليونسكو بمكتب نيروبي، خلال هذا الحفل، إن المسؤولين عن "جيوبارك مكون" مدعوون إلى إيلائه المزيد من الاهتمام والعناية، مشيرا إلى المنتزهات المصنفة تخضع للتقييم مرة كل أربع سنوات. وأوضح سادراك أن هذه العلامة تعتبر أملا بالنسبة للدول الإفريقية، التي ستسير على النهج نفسه للمغرب في هذا المجال، وتجعل من المنتزه وسيلة للتنمية، مبرزا أن منظمة اليونسكو ستستمر في دعم هذه المبادرات. من جانبه، ذكر وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، لحسن الداودي، أن الوزارة مستعدة للمساهمة في إحداث مركز للبحث العلمي بإقليم أزيلال، سيمكن من التعريف أكثر بهذه الجهة وبمؤهلاتها، خاصة أن الدعم يندرج في إطار اتفاقية تجمع بين اليونسكو ومجلس جهة تادلة أزيلال وجمعية "جيوبارك مكون" والوزارة، لوضع إطار للبحث مخصص لهذه الجهة. وشدد الوزير على ضرورة "فك العزلة عن هذه المنطقة، إذا كانت هناك إرادة في جعل من هذا المنتزه منتزها وطنيا ودوليا حقيقيا". واعتبر ممثل وزارة الطاقة والمعادن والماء والبيئة، نيابة عن الوزير عبد القادر عمارة، في كلمته بالمناسبة، أن هذا التصنيف العالمي سيعطي نفسا آخر لجهة تادلة أزيلال، في أفق تأهيل مواردها الثقافية والجيولوجية والجيومورفولوجية والسوسيولوجية. في السياق نفسه، أوضح محمد فنيد، والي جهة تادلة أزيلال، أن تصنيف "جيوبارك مكون" منتزها دوليا من طرف اليونسكو جاء "تتويجا لعمل دؤوب، انطلق منذ سنة 2005، تاريخ توقيع المعاهدة الإطار من أجل خلق هذا المنتزه، ليلعب دوره كاملا، في حماية تراث المنطقة، والنهوض بالمجال الذي ينتمي إليه". وكان مكتب الشبكة الدولية للجيومنتزهات، التابع لمنظمة اليونيسكو، منح شهادة الاعتراف والتصنيف لأحد عشر جيومنتزها جديدا، موزعة على سبع دول أوروبية وأمريكية وآسيوية وإفريقية، ضمنها المغرب. وجرى خلال الدورة السادسة للمؤتمر الدولي للجيومنتزهات، الذي انعقد من 18 إلى 22 شتنبر الماضي بكندا، حسب بلاغ لجهة تادلة أزيلال، تشريف المغرب كأول دولة عربية وإفريقية، تنضم إلى هذه الشبكة الدولية بتصنيف "جيوبارك مكون" الواقع في جهة تادلة أزيلال منتزها عالميا، ما يجعله رائدا للشبكة الإفريقية للجيومنتزهات، التي ستدعم بانضمام أعضاء أفارقة جدد في المستقبل. ويمتد منتزه "جيوبارك مكون" على مساحة 5700 كلم²، على طول الأطلس الكبير الأوسط، الذي يعتبر أعلى وأكبر سلسلة جبلية في المغرب، ويزخر بمؤهلات طبيعية، وجيولوجية، وثقافية وبشرية، وعلى مواقع جيوسياحية (قنطرة إيمينيفري – موقع ايواريضن – صخرة ماستفران – شلالات أوزود – بحيرة بين الويدان...)، ومواقع أركيولوجية وثقافية (تيزينتيرغيست – حوض ايت بوكماز – زاوية احنصال – ايت بوولي...)، وتراث طبيعي غني ومتنوع (مواقع ذات أهمية بيولوجية وايكولوجية – غابات – موارد مائية سطحية وجوفية مهمة).