يعتبر تصنيف موقع جيوبارك "مكون" بمنطقة تادلة أزيلال، مؤخرا، من قبل منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو)، ضمن الشبكة العالمية للمنتزهات، قيمة مضافة لاستقطاب المزيد من السياح المغاربة والأجانب. كما يشكل تتويج موقع جيوبارك مكون بعلامة "غلوبال جيوبارك"، التي تعتبر أول علامة تمنح على الصعيد الإفريقي والعربي، حافزا قويا لتضافر جهود كل الفاعلين على المستوى الجهوي لمزيد من الاشعاع لهذه المنطقة إن على المستوى الوطني أو العالمي. ويعكس هذا التصنيف اعترافا صريحا لما تزخر به المملكة بصفة عامة، وجهة تادلة أزيلال بصفة خاصة، من مناظر طبيعية (جبال، وديان وبحيرات …) ومآثر تاريخية ذات حمولة ثقافية كبيرة (القصيبة وقصر عين أسردون …). ومن شأن هذا التميز أن يكون رافعة أساسية للسياحة المحلية والجهوية، وذلك من خلال استقطاب العديد من هواة السياحة الإيكولوجية والطبيعية، للوقوف على التفرد الذي تعرفه هذه المنطقة، خاصة ما يتعلق بالتراث الجيولوجي بفضل عدد من النقوش الحجرية والديناصورات وأثر أقدامها. وفي هذا الصدد، قالت أمينة بورقية المسؤولة بجمعية جيوبارك مكون ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه العلامة تعتبر تتويجا للجهود التي يبذلها المجلس الجهوي لتادلة أزيلال للمحافظة على هذا الموقع التاريخي، مما سيتيح الفرصة لتعزيز إشعاع المنطقة، ويعمل على النهوض بالقطاع السياحي سواء على المستوى المحلي أو الجهوي. وأضافت أن هناك استراتيجية للتنمية السياحية بالجهة في أفق سنة 2020، التي تأخذ بعين الاعتبار مجال "مكون"، الذي تمتد مساحته على 5730 كلم مربع، كمجال لتنمية مجموعة من المشاريع من بينها مشروع إنجاز حديقة الديناصور "دينوبارك" ما سيعزز من جاذبية هذا الموقع. ونوهت بورقية بانخراط كل الفعاليات في هذا المشروع الذي سينضاف إلى ما يزخر به موقع جيوبارك مكون، والذي سيعمل ليس فقط على التنمية السياحية، بل إيلاء المزيد من الاهتمام بالتنمية المستدامة والحفاظ على الغابة والتراث، وهو حافز، تضيف بورقية، لخلق دينامية من أجل دعم هذا المجال. وأشارت إلى الجهود المبذولة حاليا من أجل إعداد مشروع برنامج مندمج لخلق دينامية ستعمل على فك العزلة على المناطق النائية وتثمين التراث المجالي ودعم البنيات التحتية والمحافظة على الغابة وتشجيع المبادرة الحرة، وذلك لتوفير كل العوامل الضرورية لتحقيق التنمية المستدامة. واستطردت قائلة إن تحقيق التنمية المستدامة مع الحفاظ على المجال الغابوي لن يتم إلا من خلال تغيير منظور الساكنة المحلية والقطع من بعض الممارسات المضرة بالطبيعة مع تغيير بعض الأنشطة، ما سيساهم في تثمين ما تزخر به المنطقة من مؤهلات طبيعية وجيولوجية وثقافية وهندسية. يذكر أن مكتب الشبكة العالمية ل"جيوبارك إيماناسيون" التابع لليونسكو منح، خلال الدورة السادسة للمؤتمر العالمي للمنتزهات التي عقدت من 18 إلى 22 شتنبر الماضي ب" ستونيهامر جيوبارك" بكندا، علامة "غلوبال جيوبارك" لموقع "مكون"، وذلك من بين 11 موقعا جديدا تقع بسبع دول أوروبية وآسيوية (الصين، إسبانيا، البرتغال، الدنمارك، النمسا وفرنسا). وتضم الشبكة العالمية للمنتزهات 111 فضاء موزعا على 32 بلدا، حيث أن الحصول على هذه العلامة يتعين الاستجابة لمعيارين أساسيين، أولهما تقديم فضاء يتوفر على تراث طبيعي جيولوجي، ثقافي ومعماري غني ومتنوع، وثانيهما التوفر على بنية ناجعة للتدبير، واستراتيجية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية معتمدة أساسا على أبعاد تتعلق بالسياحة المستدامة.