عقدت أخيرا بكلية العلوم التقنيات ببني ملال الأيام الأولى للتراث الطبيعي والثقافي لجهة تادلا ازيلال، تحت شعار مشروع المنتزه الجيولوجي امكون قاطرة للتنمية الجهوية، شارك فيها ـ إلى جانب الكلية ـ كل من المجلس الجهوي لجهة تادلا /ازيلال، والمركز الجهوي للاستثمار، وجمعية المنتزه الجيولوجي امكون. واعتبر عبد العزيز البوعديلي عميد الكلية اللقاء مشاركة في الإرادة الموحدة لتثمين وحماية هذا الموقع الفريد من نوعه بالقارة الأفريقية، و دق ناقوس الخطر إشارة إلى أهميته الطبيعية والثقافية. اللقاء كان الهدف من ورائه التعريف بالموارد الطبيعية للجهة، والتاريخ الجيولوجي والثقافي والإنساني للمنتزه الجيولوجي امكون بشكل خاصة، كما استهدف تحسيس قاعدة عريضة من الجمهور بأهمية تثمين وحماية هذه الموارد، وذلك بإخبار خريجي وطلبة مؤسسات التعليم العالي والتكوين المهني بالجهة بمختلف الإنجازات الحالية من لدن القطاعين العام والخاص. ويقع المنتزه الجيولوجي امكون بين إقليمي بني ملال وأزيلال، ويشكل أول محمية جيولوجية بالمغرب. وقد جاءت فكرة إنشاء هذا المنتزه ـ حسب بلاغ المشاركين ـ من القناعة التامة بغنى الموروث الجيولوجي الطبيعة الثقافي والمعماري للجهة، وأيضا للتفكير في مختلف التهديدات لهذا الإرث، الذي يمثل ذاكرة مسجلة على الحجر وفي المناظر التي يندمج فيها ما هو طبيعي مع ما هو ثقافي. وأضاف البوعديلي من هذا المنطلق يتجلى الهدف الأسمى من إنشاء المنتزه الجيولوجي امكون لتثمين وحماية الإرث الجيولوجي، باعتبار هشاشته، في إطار شمولي للتنمية المستدامة من خلال استهداف إنعاش مجموعة من الأنشطة، من بينها السياحة الجبلية والبيئة بالجهة. يذكر أن المساحة الإجمالية لمجال دراسة مشروع المنتزه الجيولوجي امكون تبلغ 12 ألف و791 كلم مربع لساكنة تقدر بـ 863 ألف و702 نسمة، وتشمل 59 جماعة و5 سدود توفر ما يناهز 9 % من الطاقة الكهرمائية للمغرب.