تميز الحفل الذي حضره جامعيون، ورجال قانون مغاربة، ومنتخبون فرنسيون من المنطقة، بعرض فيلم "البوليساريو: هوية جبهة" لحسن البوحروتي، الذي يسلط الضوء على الظروف التاريخية التي احاطت بخلق (البوليساريو) ودور الجزائر في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. ويكشف الشريط الغني بالمعلومات الوثائقية السياق الجيو- سياسي، والجيو-استراتيجي لنشأة "البوليساريو" واحتضانها واستغلالها من قبل الجزائر، من أجل إطالة أمد هذا النزاع المفتعل، والاضرار بمصالح المغرب، والمس بوحدته الترابية، لكن ذلك اصطدم بالتشبث المتين لسكان الاقاليم الجنوبية بوطنهم الام. ويتطرق الشريط إلى معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر)، كما يكشف الخروقات السافرة لحقوق الانسان، التي يرتكبها مرتزقة "البوليساريو" في حق هؤلاء المحتجزين، والذين يمنعون بالقوة من الالتحاق بوطنهم الام المغرب، فضلا عن العراقيل التي تضعها الجزائر أمام التوصل الى تسوية لهذا النزاع المفتعل. كما يعطي المخرج حسن البوحروتي في هذا الشريط الكلمة للصحراويين المغاربة، الذين عادوا إلى وطنهم من أجل دحض الأكاذيب التي يروجها الانفصاليون وكشف ممارسات أعداء الوحدة الترابية للمغرب، والتي تتعدد من تجنيد الأطفال وإرسالهم إلى أمريكا اللاتينية، إلى تشتيت آلاف الأسر، واعتقال المحتجزين في معتقلات العار قصد منعهم من الالتحاق بالمغرب والتمتع بكافة حقوقهم وحرياتهم وعيش حياة كريمة. وتميز الحفل ايضا بتنظيم ندوة أدارها جامعيون مغاربة، حيث تم التذكير بالسياق الجيوسياسي والجيو-استراتيجي لنشأة هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وأشاد المتدخلون بمضمون الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء مبرزين ان صاحب الجلالة الملك محمد السادس شدد على أن المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وأضافوا ان جلالة الملك بسط ايضا المقاربة المغربية لحل هذا النزاع حيث أكد جلالته على أنه لن يكون هناك حل لقضية الصحراء دون تحميل المسؤولية للجزائر، الطرف الرئيسي في هذا النزاع. وتطرق المشاركون الى سوء نية الجزائر وتورطها المباشر في هذا النزاع، وهو ما يتجسد عبر مواقف معادية للوحدة الترابية للمملكة يعبر عنها مسؤولو هذا البلد بشكل علني بمختلف المحافل الدولية. وذكر المشاركون بالسياق القانوني المرتبط بنزاع الصحراء المغربية، مستعرضين مختلف القرارات الاممية التي تم تبنيها في هذا الموضوع.