خلد عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة بفرنسا الذكرى التاسعة والثلاثين للمسيرة الخضراء، وذلك من خلال حفل نظم يوم السبت بكولومب بالضاحية الباريسية، بمبادرة من جمعيات مغربية بفرنسا. وتميز الحفل الذي حضره جامعيون، ورجال قانون مغاربة ،ومنتخبون فرنسيون من المنطقة، بعرض فيلم «البوليساريو : هوية جبهة» لحسن البوحروتي، الذي يسلط الضوء على الظروف التاريخية التي أحاطت بخلق (البوليساريو) ودور الجزائر في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية .ويكشف الشريط الغني بالمعلومات الوثائقية السياق الجيو- سياسي، والجيو-استراتيجي لنشأة «البوليساريو» واحتضانها واستغلالها من قبل الجزائر، من أجل إطالة أمد هذا النزاع المفتعل، والأضرار بمصالح المغرب، والمس بوحدته الترابية، لكن ذلك اصطدم بالتشبث المتين لسكان الاقاليم الجنوبية بوطنهم الأم. ويتطرق الشريط إلى معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر)، كما يكشف الخروقات السافرة لحقوق الانسان، التي يرتكبها مرتزقة «البوليساريو» في حق هؤلاء المحتجزين، والذين يمنعون بالقوة من الالتحاق بوطنهم الام المغرب، فضلا عن العراقيل التي تضعها الجزائر أمام التوصل الى تسوية لهذا النزاع المفتعل . كما يعطي المخرج حسن البوحروتي في هذا الشريط الكلمة للصحراويين المغاربة، الذين عادوا إلى وطنهم من أجل دحض الأكاذيب التي يروجها الانفصاليون وكشف ممارسات أعداء الوحدة الترابية للمغرب، والتي تتعدد من تجنيد الأطفال وإرسالهم إلى أمريكا اللاتينية، إلى تشتيت آلاف الأسر، واعتقال المحتجزين في معتقلات العار قصد منعهم من الالتحاق بالمغرب والتمتع بكافة حقوقهم وحرياتهم وعيش حياة كريمة. وتميز الحفل أيضا بتنظيم ندوة أدارها جامعيون مغاربة، حيث تم التذكير بالسياق الجيو-سياسي والجيو-استراتيجي لنشأة هذا النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية . وأشاد المتدخلون بمضمون الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، مبرزين أن جلالة الملك شدد على أن المغرب سيظل في صحرائه والصحراء في مغربها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. وأضافوا أن جلالة الملك بسط أيضا المقاربة المغربية لحل هذا النزاع، حيث أكد جلالته على أنه لن يكون هناك حل لقضية الصحراء دون تحميل المسؤولية للجزائر، الطرف الرئيسي في هذا النزاع. وتطرق المشاركون الى سوء نية الجزائر وتورطها المباشر في هذا النزاع، وهو ما يتجسد عبر مواقف معادية للوحدة الترابية للمملكة يعبر عنها مسؤولو هذا البلد بشكل علني بمختلف المحافل الدولية. وذكر المشاركون بالسياق القانوني المرتبط بنزاع الصحراء المغربية، مستعرضين مختلف القرارات الأممية التي تم تبنيها في هذا الموضوع.