تم مساء أمس السبت، بمؤسسة دار المغرب بباريس، عرض الشريط الوثائقي "البوليساريو : هوية جبهة" لحسن البوهروتي، الذي يسلط الضوء على الظروف التاريخية لإنشاء "جبهة البوليساريو" ودور الجزائر في خلق النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وقد تم تقديم هذا العرض، الذي تم بمبادرة من (جمعية القبائل الصحراوية المغربية بأوروبا)، و(جمعية الطلبة المغاربة بفرنسا)، بهدف تنوير الرأي العام الدولي حول هذا النزاع، وإبراز عدالة القضية الوطنية، مع إعطاء الفرصة للأجيال الجديدة للحصول على أكبر قدر من المعلومات حول هذا الملف. ويكشف الشريط الغني بالمعلومات الوثائقية السياق الجيو- سياسي، والجيو-استراتيجي لنشأة "البوليساريو" واحتضانها واستغلالها من قبل الجزائر، من أجل إطالة أمد هذا النزاع المفتعل، والاضرار بمصالح المغرب، والمس بوحدته الترابية، لكن ذلك اصطدم بالتشبث المتين لسكان الاقاليم الجنوبية بوطنهم الام. ويتطرق الشريط إلى معاناة المحتجزين في مخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر)، كما يكشف الخروقات السافرة لحقوق الانسان، التي يرتكبها مرتزقة "البوليساريو" في حق هؤلاء المحتجزين، والذين يمنعون بالقوة من الالتحاق بوطنهم الام المغرب، فضلا عن العراقيل التي تضعها الجزائر أمام التوصل الى تسوية لهذا النزاع المفتعل . كما يعطي المخرج حسن البوهروتي في هذا الشريط الكلمة للصحراويين المغاربة، الذين عادوا إلى وطنهم من أجل دحض الأكاذيب التي يروجها الانفصاليون وكشف ممارسات أعداء الوحدة الترابية للمغرب، والتي تتعدد من تجنيد الأطفال وإرسالهم إلى أمريكا اللاتينية، إلى تشتيت آلاف الأسر، واعتقال المحتجزين في معتقلات العار قصد منعهم من الالتحاق بالمغرب والتمتع بكافة حقوقهم وحرياتهم وعيش حياة طيبة وكريمة. وأعقب عرض الشريط نقاش مفتوح، أداره كل من لحسن مهراوي عضو المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (كوركاس) ورحال بوبريك الناطق باسم (جمعية القبائل الصحراوية المغربية بأوروبا)، المستشار لدى رئيس المجلس الوطني لحقوق الانسان، وفاطمة ماء العينين من وكالة الانعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة، فضلا عن مخرج الشريط. وأكد الحضور على أهمية الشريط، الذي يعرض لأول مرة بفرنسا، ويطلع شريحة واسعة من الجمهور، على الأحداث الرئيسية في تاريخ المغرب المعاصر، كما يؤكد بالدليل والحجة، مشروعية قضية الوحدة الترابية للمملكة، مشيدين بالمنهجية التي اعتمدها المخرج والمبنية على الموضوعية، والوثائق الدقيقة في البحث عن الحقيقة. حضر عرض الشريط الوثائقي، على الخصوص، سفير المغرب بباريس شكيب بنموسى، وعدة شخصيات من ضمنها باحثون وفاعلون جمعويون مغاربة وفرنسيين.