تنطلق، اليوم الثلاثاء، بمدينة مراكش، فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، التي ستحمل هذه السنة اسم الشاعر العباسي أبي تمام. من الندوة الصحفية المخصصة للإعلان عن برنامج الدورة 14 للجائزة (خاص) وأعلنت مؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، في بلاغ توصلت "المغربية" بنسخة منه، أنها اختارت المغرب للاحتفال بيوبيلها الفضي، الذي يتزامن مع فعاليات الدورة الرابعة عشرة، تقديرا لما يوليه جلالة الملك محمد السادس من اهتمام بالغ بالثقافة كعنصر أساسي للتنمية. وقال رئيس مجلس أمناء المؤسسة، الشاعر عبد العزيز سعود البابطين، في كلمة وردت في البلاغ، إن "هاتين المناسبتين ستنظمان على مدى ثلاثة أيام، برعاية سامية من الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية"، مضيفا أن "المؤسسة تقدر الرعاية الملكية السامية التي تعكس وعي جلالة الملك محمد السادس بأهمية الثقافة كعنصر أساسي في مكونات بناء الحضارات الإنسانية، وهو ما لمسناه من خلال الزخم الثقافي المتميز، الذي تعيشه المملكة المغربية". وأعرب البابطين عن اعتزاز المؤسسة بالرعاية الكريمة لجلالة الملك، قائلا "إن هذه الرعاية السامية تمنح الثقة للمثقفين، وتعزز من إمكانية ترسيخ الفكر كمكون أساس في التنمية الحضارية، ويكون الأمر أفضل حين تحظى الحركة الثقافية بمثل هذه الرعايات لقيادات سياسية واعية، وهو ما يتحلى به جلالة الملك، إذ سبق لجلالته، حين كان وليا للعهد، حضور الدورة التي أقامتها المؤسسة عام 1994 في فاس تحت عنوان دورة أبي القاسم الشابي". وأشاد البابطين بالأوساط الأدبية والأكاديمية والإعلامية في المغرب، معتبرا أن الحركة الثقافية متطورة ومؤثرة في اكتمال صورة المشهد الثقافي العربي، ونوه بضرورة أن تكون هذه الدورة، وغيرها من أنشطة المؤسسة في المملكة المغربية، بمثابة الجسر الحضاري لتواصل المشرق العربي بمغربه، حيث توجد كوادر وطاقات وإبداعات جديرة بالاطلاع عليها من الطرفين اللذين هما في حقيقة الأمر جسد واحد بمشارب واحدة. وبخصوص اختيار الشاعر العربي أبي تمام الطائي، قال البابطين "إن الشاعر أبي تمام أسس لمدرسة شعرية غنية بفلسفتها ومضامينها، وستقام ندوة مصاحبة تتضمن أبحاثا وإصدارات وأمسيات شعرية تليق بهذا الشاعر وتاريخه الأدبي العريق". وتتضمن الدورة ندوات أدبية حول أبي تمام، تتناول حياته وقصائده، وإصدار ديوان شعري يحمل إضافات جديدة من أشعاره، وندوات أخرى بمشاركة أكاديميين متخصصين من مختلف أرجاء الوطن العربي. كما تشتمل على أمسيات شعرية، منها أمسية لشعراء عرب، مخصصة لمناسبة الاحتفاء بأمير دولة الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، باختياره قائدا إنسانيا من قبل الأممالمتحدة، واختيار دولة الكويت مركزا إنسانيا. يذكر أن جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري رأت النور عام 1989 في القاهرة، وتتلخص أهدافها في إثراء حركة الشعر العربي ونقده، وتشجيع التواصل بين الشعراء والمهتمين بالشعر العربي وتوثيق الروابط بينهم، من خلال إقامة مسابقة عامة في الشعر العربي وفي نقده، وتكريم المبدعين، وإصدار سلسلة "معاجم البابطين" لشعراء العربية المعاصرين والراحلين. وتبلغ قيمة الجوائز الأربعة، التي تمنحها المؤسسة، مائة وعشرين ألف دولار، موزعة على الجائزة التكريمية للإبداع في مجال الشعر (خمسون ألف دولار)، وجائزة الإبداع في مجال نقد الشعر (أربعون ألف دولار)، وجائزة أفضل ديوان شعر (عشرون ألف دولار)، وأخيرا، جائزة أفضل قصيدة (عشرة آلاف دولار).