علم اليوم الاثنين لدى "أرضية دعم الشابة الصحراوية محجوبة محمد حمدي داف"، المحتجزة منذ الصيف الماضي بمخيمات تندوف (جنوب غرب الجزائر)، أن الأرضية تلقت تهديدات من طرف انفصاليي "البوليساريو". صرح مصدر من الأرضية، لمكتب وكالة المغرب العربي للانباء بمدريد، أن عضوا في هذه المجموعة المؤطرة لهذه الارضية تلقى شتائم وتهديدات عبر صفحة الارضية للتواصل الاجتماعي "فايسبوك" بسبب الحملة التي تم إطلاقها من أجل "فك الاحتجاز الفوري" عن الشابة الصحراوية التي تحمل الجنسية الاسبانية. وأضاف المصدر ذاته أنه في أعقاب هذه التهديدات والإهانات المتكررة على شبكة "فايسبوك"، تقدمت الارضية اليوم الاثنين بشكوى في اسبانيا لدى فرقة جرائم المعلوميات، مشيرا إلى أن المحققين تمكنوا من "تحديد" مصدر هذه التهديدات والشتائم وأنه سيتم اتخاذ الاجراءات اللازمة ضد ذلك الشخص. يذكر أن أرضية دعم محجوبة محمد حمدي داف، تطالب ب"الإفراج الفوري" عن هذه الشابة. وستقدم الارضية بيانا يحمل أزيد من 4000 توقيع لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية، "يندد باحتجاز الشابة محجوبة محمد حمدي داف، وبالوضع الذي توجد فيه نساء أخريات تم اقتيادهن رغما عنهن إلى مخيمات تندوف". وحسب الأرضية فإن محجوبة "محتجزة رغما عنها في غرفة بمدينة السات الجزائرية ومراقبة على مدار الساعة"، مشيرة إلى أن هذه الشابة "تلقت تهديدات بالقتل إذا ما حاولت الهرب". وأضاف المصدر ذاته أنه أمام هذا الوضع أطلقت محجوبة نداءات استغاثة للمجتمع الدولي من أجل إيجاد حل لحالتها، وبذل جهود من أجل الإفراج عنها وعودتها إلى عائلتها بالتبني في بلنسية بإسبانيا. وأدانت، في هذا السياق، موقف قادة "البوليساريو"، داعية إلى "وضع حد للعنف" الممنهج ضد النساء في مخيمات تندوف. يشار إلى أن هذه الشابة، التي تعمل منذ أشهر مع مؤسسة "ميري كوري فوندايشن كير" بلندن ، والتي كانت تعتزم متابعة دراساتها العليا بالعاصمة البريطانية، توجهت إلى مخيمات تندوف في الصيف الماضي لزيارة والديها، لكنه نزع منها جواز سفرها ونقودها لمنعها من العودة إلى أوروبا التي كانت مقررة في 18 غشت الماضي. كما أن وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية، التي طرحت عليها هذه القضية، بدأت "الإجراءات اللازمة لإيجاد حل لقضية هذه الشابة". وبدورها قررت جهة بلنسية، احتجاجا منها على احتجاز هذه الطالبة الشابة، تعليق جميع الاتفاقيات والمساعدات الموجهة للبوليساريو إلى حين الإفراج عن محجوبة. وتأتي هذه القضية لتفضح الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي يقترفها "البوليساريو" في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري والمعاناة التي يعيشها السكان المحتجزون بهذه المنطقة. كما أن هذه القضية تسلط الضوء على الخطاب المزدوج وصمت بعض المنظمات غير الحكومية المدافعة عن حقوق الإنسان في مثل هذه الحالات.