وضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أمس الثلاثاء، مع القادة العسكريين من نحو 20 دولة من بينها تركيا والسعودية اللمسات الأخيرة لاستراتيجيته لمواجهة الدولة الإسلامية مع تزايد الضغوط على التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة لفعل المزيد لوقف تقدم مقاتلي التنظيم المتشدد. الرئيس الأمريكي باراك أوباما قبل نحو ثلاثة أسابيع من انتخابات الكونجرس الأمريكي التي تعتبر بدرجة كبيرة بمثابة استفتاء على زعامة أوباما يسعى الرئيس الأمريكي لإظهار للرأي العام الأمريكي والحلفاء في الخارج التزامه بخطة "لإضعاف" و"تدمير" التنظيم الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراقوسوريا. ويحضر أوباما اجتماعا يرأسه الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة مع وزراء دفاع الدول الأجنبية المتحالفة في قاعدة اندروز الجوية خارج العاصمة واشنطن الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الثلاثاء بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة (1900 بتوقيت غرينتش). وقال اليستير باسكي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض "هذا يجيء في إطار الجهود المتواصلة لبناء تحالف وتحقيق تكامل بين قدرات كل دولة في الاستراتيجية الموسعة". وما تزال الشكوك تحيط بهذه الاستراتيجية. وقال السناتور الجمهوري جون مكين وهو من منتقدي أوباما الأحد الماضي عن مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية "هم يفوزون ونحن لا". وقالت الأممالمتحدة، أول أمس الاثنين، إن القتال في محافظة الأنبار في غرب العراق أجبر 180 ألف شخص على الفرار بعد ان سيطرت الدولة الإسلامية على مدينة هيت. وقال انتوني كوردزمان محلل الأمن القومي في مركز الدراسات الدولية والإستراتيجية "هذه حملة طويلة. لم تتحرك في اتجاه سيء لكنها أيضا وبالقطع لم تسر بشكل جيد". وكما كان متوقعا شارك في اجتماع أمس الثلاثاء ممثلون من البحرين ومصر والعراق والأردن والكويت ولبنان وقطر والسعودية ودولة الإمارات العربية وتركيا وأستراليا وبلجيكا وكندا والدنمرك وفرنسا وألمانيا وايطاليا وهولندا ونيوزيلندا واسبانيا. وقال الكولونيل إد توماس، المتحدث باسم رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة انه من غير المتوقع اتخاذ قرارات سياسية هامة في اجتماع يوم الثلاثاء وأضاف "الأمر هو الالتقاء معا بشكل شخصي لبحث الرؤية والتحديات وكيفية التحرك قدما". ومشاركة تركيا في الاجتماع مهمة. وتعرضت أنقرة لبعض الضغوط حتى تدفع بقوات برية إلى سوريا لمواجهة قوات الدولة الإسلامية. وقال كوردزمان إنه يمكن لتركيا أن تعلن عقب الاجتماع أنها ستنضم إلى السعودية في تدريب مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة. وقالت مصادر في مكتب رئيس الوزراء التركي، أول أمس الاثنين، إن تركيا لم تتوصل إلى اتفاق جديد يسمح للولايات المتحدة باستخدام قاعدة انجيرليك الجوية في حربها ضد متشددي الدولة الإسلامية وان المحادثات بهذا الشأن لا تزال جارية. وقالت المصادر للصحافيين إن تركيا توصلت إلى اتفاق مع الولاياتالمتحدة بشأن تدريب قوات المعارضة السورية دون أن تذكر من سيدرب مقاتلي المعارضة وأين. وجاءت هذه التصريحات بعد ان أعلنت مستشارة الأمن القومي الأمريكية سوزان رايس ان تركيا وافقت على السماح لقوات التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة باستخدام قواعدها للقيام بأنشطة داخل سورياوالعراق وعلى تدريب قوات المعارضة السورية المعتدلة.