أكد رئيس مجلس النواب التشيكي، جان هاماسيك أن جمهورية التشيك "ترحب" بالجهود التي يبذلها جلالة الملك محمد السادس لصالح استقرار المغرب والمنطقة. وأبرز هاماسيك، خلال مباحثات أجراها يوم الجمعة الماضي ببراغ مع رئيس مجلس المستشارين، محمد الشيخ بيد الله، الذي رافقه أمين مكتب المجلس، محمد عداب ازغاري، وسفيرة المغرب في جمهورية التشيك، صوريا العثماني، أنه في منطقة تشهد عدم الاستقرار، يقوم المغرب قيادة جلالة الملك، بدور وازن في الحفاظ على الاستقرار و"التحكم" في محاربة الإرهاب. وأضاف أن "المغرب فاعل أساسي في بث الاستقرار في منطقة يهددها الإرهاب ونهنئ المملكة على التحكم الذي أبانت عنه في السيطرة على هذه الآفة"، مشيدا بالإصلاحات والتطور الاقتصادي الذي سجله المغرب خلال السنوات الأخيرة رغم ظرفية دولية صعبة. ودعا هاماسيك، في هذا الصدد، إلى مضاعفة الاتصالات بين البلدين، سواء على المستوى الحكومي أو التشريعي أو على مستوى القطاعين الخاص المغربي والتشيكي من أجل إرساء شراكة اقتصادية مثمرة بين براغ والرباط. من جهته، استعرض بيد الله أمام رئيس مجلس النواب التشيكي الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي اعتمدها المغرب منذ اعتلاء جلالة الملك محمد السادس العرش سنة 1999، مشددا على أن جلالة الملك لم ينتظر الربيع العربي لإطلاق الإصلاحات. وأشار إلى أنه من بين هذه الإصلاحات، بالخصوص، إحداث مجلس لحقوق الإنسان، ومدونة الأسرة، ومجلس لمحاربة الرشوة قبل اعتماد دستور جديد في 2011، وذلك من أجل جعل المغرب دولة قانون عصرية تقوم على قاعدة مؤسساتية متينة. وبعدما أشار إلى أن هذه الإصلاحات واكبتها جملة من التدابير الرامية إلى تقوية تنافسية الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات الأجنبية، ركز رئيس مجلس المستشارين على التعاون جنوب-جنوب الذي يقوده المغرب عبر تعزيز الشراكة الاقتصادية مع العديد من البلدان الإفريقية. وذكر، في هذا الصدد، بأن المغرب متواجد حاليا في 24 بلدا إفريقيا، ولاسيما في مجالات البنوك والتأمينات والبناء والاتصالات، داعيا جمهورية التشيك إلى الاستفادة من التجربة المغربية من أجل استكشاف أسواق جديدة في إفريقيا، هاته القارة التي تشهد معدل نمو اقتصادي ملحوظ. بعد ذلك، تناول بيد الله التهديد الإرهابي الذي يخيم على منطقة شاسعة تمتد من نيجيريا مع جماعة بوكو حرام إلى غاية مالي مع جماعة أنصار الدين، داعيا إلى تظافر الجهود من أجل محاربة الإرهاب في هاته المنطقة. كما أثار مع مخاطبه قضية الصحراء، مبرزا أن مخطط الحكم الذاتي يظل الحل الأنسب لتسوية هذا النزاع الاقليمي، معربا عن أمله في هذا الصدد، في أن تعود الجزائر إلى رشدها وكذلك الأمر بالنسبة للانفصاليين التابعين لها، بغرض رفع الحصار المفروض على المحتجزين في تندوف (جنوب غرب الجزائر). واستنكر بيد الله رفض الجزائر والبوليساريو السماح للمفوضية السامية للاجئين بإحصاء عدد المحتجزين في المخيمات وتمكين هؤلاء من التنقل بحرية وبدون أي قيود. وقام رئيس مجلس النواب على رأس وفد بزيارة عمل رسمية لجمهورية التشيك استغرقت ثلاثة أيام، حيث ترأس إلى جانب وزير الثقافة، محمد أمين الصبيحي، حفل افتتاح الدورة ال24 لمهرجان براغ للأدباء الذي اختار المغرب ليكون ضيف شرف هذه الدورة. وشاركت أكثر من 120 من الشخصيات التشيكية والمغربية، من عالم السياسة والفن والثقافة في حفل افتتاح المهرجان الذي أعقبه تنظيم حفل تخللته قراءات شعرية لفاطمة شهيد وبنسالم حميش وعرض عبر شاشة كبرى للفنانين التشكيليين المغاربة المشاركين في هذه الدورة، وذلك لتمكين الجمهور من التعرف على أعمال كل واحد منهم. وقد كان الحضور على موعد مع نقاش تناول تيمتي "الحب والكراهية"، شارك فيه كل من بنسالم حميش والشاعر صلاح الوديع وميكائيل مارش رئيس المهرجان وصحفي تشيكي.