تنطلق، اليوم الاثنين، فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، الذي تنظمه جمعية أبي رقراق، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس. يونس الركاب مخرج 'الأوراق الميتة' الذي سيفتتح المهرجان وقال عبد اللطيف العصادي، مدير المهرجان "إن برنامج المهرجان سيحافظ على فقراته المعتادة مع بعض التجديدات التي ستشمل طبيعة الأفلام وضيوف المهرجان ومواضيع الندوات ومحتوى بعض الأنشطة الموازية"، مشيرا إلى أن موضوع المهرجان يتعلق بموضوع المرأة، وأنه لم يتغير. وأوضح العصادي في تصريح ل"المغربية" أن المهرجان الدولي لفيلم المرأة لا يعني بالضرورة عرض أفلام لمخرجات، بل أيضا، أفلام لمخرجين، مع الحرص أن تتناول هذه الأفلام القضايا المرتبطة بالمرأة وعلاقتها الإنسانية مع الرجل، وعلاقتها بمحيطها، في العمل وفي البيت. وأكد العصادي أنه منذ انطلاق المهرجان في دورته الأولى تعمل إدارة المهرجان وجمعية أبي رقراق على تصحيح الأخطاء السابقة من أجل تحسينه وتطويره سنة تلو أخرى، مشيرا إلى أنه تم ترسيخ المسابقة الرسمية بين 12 دولة مشاركة في المهرجان، ولجنة تحكيم مكونة من سبع نساء تترأسهن امرأة لها شخصية قوية، وهي الوزيرة السابقة عائشة بلعربي، وأستاذة جامعية وعالمة اجتماعية، وناشطة في حقوق الإنسان وحقوق المرأة ومن المدافعين عن المناصفة بين الجنسين، مؤكدا أن إدارة المهرجان تحرص، منذ سنة 2004، على أن يتم تشكيل لجنة التحكيم من دول مختلفة تمثل جميع القارات حتى تكون هناك تشكيلة متنوعة من النساء تكون لهن نظرة مختلفة تساهم في عطاء أكبر. ومن بين النقط الأساسية في برنامج هذه الدورة، حسب مدير المهرجان، البلد الضيف، حيث إنه في كل سنة يتم اختيار بلد معين، وهذه السنة، يضيف مدير المهرجان، تم اختيار لبنان الذي يتوفر على العديد من النساء المبدعات في موضوع المرأة، حيث سيتم عرض ثلاثة أفلام وثائقية وفلمين من إبداع خيالي لهذا البلد. وأضاف أن المهرجان سيشهد تكريم نساء مبدعات على المستوى الوطني والدولي، وعلى رأسهن المخرجة اليابانية ناومي كاواسي، التي حصلت على جائزة في مهرجان كان سنة 2007، وكانت عضوا في لجنة التحكيم لهذا المهرجان سنة 2014، وفازت سنة 2010 بالجائزة الكبرى لفيلمها هانوسي بالمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا، كما سيتم تكريم وفاء عامر من مصر، والزاهية الزاهري، ممثلة أمازيغية من المغرب، والمنتجة المغربية خديجة العلمي، التي أنتجت أفلاما مغربية كثيرة، كما أنتجت ونفذت أفلاما أجنبية في المغرب. ومن بين الأمور الجديدة التي تتميز بها هذه الدورة، أيضا، حسب العصادي، كون المهرجان، وعن طريق جمعية أبي رقراق، استطاع أن يحفز الجماعة الحضرية لسلا منذ أربع سنوات لاقتناء سينما الملكي، التي تعد أقدم وأعرق سينما في المدينة العتيقة بسلا، وتم إصلاحها وتجهيزها بأحدث آلات العرض السينمائي، مشيرا إلى أنه سيتم تدشينها في إطار فعاليات هذا المهرجان، وستصبح فضاء ثقافيا لعرض الأفلام السينمائية ولجميع العروض الثقافية بصفة عامة. وإلى جانب ذلك، يضيف العصادي، سيتم بدعم من عمالة وبلدية سلا، إصلاح قاعتين سنمائيتين بحي الانبعاث بالعيايدة وهو أكبر حي شعبي بمدينة سلا يقطنه ما يفوق 600 ألف نسمة. وأبرز العصادي أن هذا المهرجان ساهم في إشعاع مدينة سلا، حيث أصبحت قبلة للإنتاجات السينمائية الوطنية والدولية، فضلا عن استقطاب السياح، مشيرا إلى أن المهرجان يشهد، أيضا، إقبالا كبيرا من جميع المعاهد المختصة في تدريس المهن السينمائية والمهن السمعية البصرية، بحيث يحضر الطلبة للورشات التي تنظم حول كيفية كتابة السيناريو، التي يؤطرها مخرجون ومؤلفون عالميون. وحول الكلفة الإجمالية للمهرجان، أكد العصادي، أن تنظيمه يحتاج إلى 10 ملايين درهم على الأقل، ولكن نظرا للدعم الذي تقدمه الجماعات المحلية بسلا والمركز السينمائي المغربي والمساهمون، فضلا عن الخدمات المجانية التي تقدر بملايين الدراهم، فإن الكلفة الإجمالية تصل إلى 5.5 ملايين درهم. يشار أنه تكريما للسينما المغربية، سيفتتح الفيلم المغربي "الأوراق الميتة" للمخرج يونس الركاب، العروض الرسمية بقاعة سينما "هوليود" وسيتنافس على إحدى الجوائز الخمس للمهرجان إلى جانب 11 فيلما من أوروبا وإفريقيا وآسيا.