دعا رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، جميع مكونات المجتمع المغربي إلى ضرورة التسلح بجرعة عالية من الوطنية لإنجاح الأوراش التنموية ببلادنا. وخلال ترؤسه اللقاء التواصلي الخاص بزيارة جهة الدارالبيضاءسطات، اليوم السبت، قال رئيس الحكومة "يعد ورش الجهوية المتقدمة، من بين الأوراش الهيكلية التي عرفتها بلادنا"، ومضى قائلا "نريد أن نجعل من هذا الورش، الذي يحظى برعاية ملكية سامية، واقعا عمليا، ونحرص على إنجاحه، لأنه سيغير بنية الإدارة وسيمكن من إصلاح لهيكلة الدولة، من خلال السير الحثيث والمتدرج على درب اللامركزية واللاتمركز، تفعيلا للتوجيهات الملكية السامية بمناسبة افتتاح الدورة الأولى لأشغال البرلمان بتاريخ 13 أكتوبر 2017". كما شدد رئيس الحكومة على أن المرحلة المقبلة يجب أن تكون فرصة لتفعيل التعاقد بين الجهات والدولة، من خلال إبرام عقود - برامج بين كل جهة على حدة والقطاع الحكومي المعني، تنفيذا للاختصاصات المشتركة الواردة في إطار برنامج التنمية الجهوية، وكذا في إطار الاستراتيجية القطاعية المعنية، مذكرا بتوصيات المناظرة الوطنية للجهوية المتقدمة التي احتضنتها أكادير، يومي 20 و21 دجنبر الجاري، والتي ستعمل الحكومة على تنزيلها. وتوقف العثماني عند اعتماد وتفعيل ميثاق اللاتمركز، الذي تتوخى منه الحكومة الحد من تمركز اتخاذ القرار على مستوى الإدارات المركزية، وحصر نشاطها في الوظائف الاستراتيجية المتمثلة في بلورة تصور السياسات العمومية، مع ترك التنفيذ والتنزيل على المستوى الترابي إلى المصالح اللاممركزة للدولة، مضيفا أن تنزيل هذا الورش ينبغي أن يواكب التنظيم الترابي اللامركزي للمملكة، القائم على الجهوية المتقدمة لضمان نجاعته وفعاليته، مع تعزيز آليات التكامل والتعاون والشراكة بين المصالح اللاممركزة للدولة والهيئات اللامركزية، لا سيما منها الجماعات الترابية، مع التوطين الترابي للسياسات العمومية، وأخذ الخصوصيات الجهوية والإقليمية بعين الاعتبار في إعداد هذه السياسات وتنفيذها وتقييمها.