نظمت جمعية الصويرة موكادور، أول أمس الاثنين، بالفضاء الثقافي والاجتماعي دار الصويري، حفل استقبال لطاقم سفينة فونيسيا، التي رست بميناء الصويرة قادمة من مدينة قرطاج بتونس، مرورا بمضيق جبل طارق وبمدينة قادس الإسبانية. وكان في مقدمة المستقبلين لطاقم الباخرة أندري أزولاي مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور. وتسعى رحلة السفينة، حسب المنظمين، إلى إثبات أن القرطاجيين هم أول من اكتشف القارة الأمريكية قبل أن يأتي بعد 2000 سنة الرحالة الايطالي كريستوف كولومبوس ويقوم باكتشافها سنة 1942. ويعتقد عدد من المؤرخين في القرن العشرين، وخاصة من أمريكا اللاتينية، أن إحدى السفن المبحرة في المحيط الاطلسي إلى افريقيا، تاهت ووصلت إلى بحر الكاريبي بأمريكا وكان على متنها 12 رجلا و3 نساء. ويتكون طاقم السفينة، التي ستتوجه بعد محطة الصويرة إلى جزر الكناري ومنها إلى أمريكا، من 12 شخصا من جنسيات مختلفة، إنجليزية، وأمريكية، ونيوزلندية، ولبنانية، ومكسيكية، وتونسية، وأصغر المشاركين يبلغ عمره 21 سنة وأكبرهم 76 سنة. وتبلغ مساحة السفينة 90 متر مربع، تحتوي على 20 مجدافا، طولها 21 متر، وارتفاعها 15 متر، ووزنها 50 طن، وتعتمد في قيادتها على قوة دفع الريح من خلال شراع واحد. واستمدت تصميمها من حطام سفينة تجارية فنيقيه عثر عليها قرب سواحل مارسيليا بالجنوب الفرنسي. وقد تم صنع السفينة سنة 2008 في جزيرة أرواد في طرطوس بسوريا، باستعمال خشب البلوط والصنوبر والزيتون والأرز. يذكر أن سفينة فونيسيا، انطلقت في مغامرتها المثيرة وغير المسبوقة في 25 شتنبر 2019 من مدينة قرطاج بتونس، ومن المتوقع أن تدوم رحلتها 3 أشهر، ومن المرجح، يوضح أحد المشاركين، أن تتعرض الرحلة لنفس التحديات المناخية والظروف الطارئة التي واجهها الفينيقيون والبونيقيون آنذاك داخل السفينة الشراعية، باعتماد وسائل بدائية في التعرف على الطريق.