الوزير بنسعيد يترأس بتطوان لقاء تواصليا مع منتخبي الأصالة والمعاصرة    العسكريات يضيعن لقب أبطال إفريقيا بعد الخسارة من مازيمبي 1-0    المغرب التطواني يحقق فوزا مهما على حساب مضيفه اتحاد طنجة    أنشيلوتي يفقد أعصابه بسبب سؤال عن الصحة العقلية لكيليان مبابي ويمتدح إبراهيم دياز    الإمارات: المنتخب المغربي يفوز بكأسي البطولة العربية ال43 للغولف بعجمان    المنتخب الوطني المغربي يتعادل مع الجزائر ويتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا لأقل من 17 سنة    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة        المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة الجاحظ ويحافظ على حصته من التونة الحمراء    التفاصيل الكاملة حول شروط المغرب لإعادة علاقاته مع إيران    الشراكة الاستراتيجية بين الصين والمغرب: تعزيز التعاون من أجل مستقبل مشترك    انتخاب لطيفة الجبابدي نائبة لرئيسة شبكة نساء إفريقيات من أجل العدالة الانتقالية    وسط حضور بارز..مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة تخلد الذكرى الستين لتشييد المسجد الكبير بالعاصمة السنغالية داكار    الجزائر تعتقل كاتبا إثر تصريحاته التي اتهم فيها الاستعمار الفرنسي باقتطاع أراض مغربية لصالح الجزائر    مكتب "بنخضرة" يتوقع إنشاء السلطة العليا لمشروع أنبوب الغاز نيجيريا- المغرب في سنة 2025    الأخضر يوشح تداولات بورصة الدار البيضاء    كرة القدم النسوية.. توجيه الدعوة ل 27 لاعبة استعدادا لوديتي بوتسوانا ومالي        اغتصاب جماعي واحتجاز محامية فرنسية.. يثير الجدل في المغرب    الحسيمة تستعد لإطلاق أول وحدة لتحويل القنب الهندي القانوني    هتك عرض فتاة قاصر يجر عشرينيا للاعتقال نواحي الناظور    قمة "Sumit Showcase Morocco" لتشجيع الاستثمار وتسريع وتيرة نمو القطاع السياحي    استغلال النفوذ يجر شرطيا إلى التحقيق    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    "مرتفع جوي بكتل هواء جافة نحو المغرب" يرفع درجات الحرارة الموسمية    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري    نمو صادرات الصناعة التقليدية المغربية    معهد التكنولوجيا التطبيقية المسيرة بالجديدة يحتفل ذكرى المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال    انخفاض مفرغات الصيد البحري بميناء الناظور    المعرض الدولي للبناء بالجديدة.. دعوة إلى التوفيق بين الاستدامة البيئية والمتطلبات الاقتصادية في إنتاج مواد البناء    اعتقال الكاتب بوعلام صنصال من طرف النظام العسكري الجزائري.. لا مكان لحرية التعبير في العالم الآخر    بعد متابعة واعتقال بعض رواد التفاهة في مواقع التواصل الاجتماعي.. ترحيب كبير بهذه الخطوة (فيديو)    محمد خيي يتوج بجائزة أحسن ممثل في مهرجان القاهرة    بوعشرين: أصحاب "كلنا إسرائيليون" مطالبون بالتبرؤ من نتنياهو والاعتذار للمغاربة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب    الوزير برّادة يراجع منهجية ومعايير اختيار مؤسسات الريادة ال2500 في الابتدائي والإعدادي لسنة 2025    اختفاء غامض لشاب بلجيكي في المغرب    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التاريخ البحري
نشر في صحراء بريس يوم 09 - 03 - 2016

هو الدراسة التي تُعنى بالنشاط الإنساني في البحار، حيث يغطي موضوعًا واسع النطاق من التاريخ وغالبًا ما يسلُك نهجًا عالميًا، على الرغم من أن التاريخ الوطني والإقليمي لا يزال هو الغالب، وبوصفه مادةٍ أكاديمية، فإنه يتجاوز حدود التخصصات التقليدية، حيث يقوم بالتركيز على فهم العلاقات البشرية المختلفة التي تربط الإنسان بالمحيطات، والبحار، والمعابر المائية الرئيسية في العالم، ويقوم التاريخ الملاحي بتدوين أحداث الماضي وتفسيرها بما في ذلك السفن، والشحن البحري، والمِلاحة، والبَحّارة.
يعد التاريخ البحري موضوعًا واسعًا وشاملاً يتضمن صيد السمك، وصيد الحيتان، والقانون البحري الدولي، وتاريخ البحرية، وتاريخ السفن وتصميمها، وبناء السفن، وتاريخ الملاحة، وتاريخ العلوم البحرية المختلفة ذات الصلة ( مثل علم البحار والمحيطات، وعلم الخرائط، وعلم وصف المياه، وما إلى ذلك)، بالإضافة إلى استكشاف البحار، والتجارة والاقتصاد البحري، والشحن البحري، و الإبحار باليخوت، والمنتجعات، وتاريخ المنارات، ووسائل الملاحة، والموضوعات البحرية في الأدب والفن، والتاريخ الاجتماعي للبحّارة والركاب والمجتمعات البحرية ذات الصلة.[1]، وعادةً يتم النظر إلى الدراسات المتعلقة بالشحن البحري التجاري والقوات البحرية باعتبارهما مجالين منفصلين، كذلك عادةً ما يتم اعتبار الدراسات المتعلقة بالمعابر المائية الداخلية غير مناسبة للدراسة في إطار "التاريخ البحري".
ويُلقَّب المنهج السائد لكتابة التاريخ البحري ب "حساب البرشام" (وهي مثبتات ميكانيكية) بسبب التركيز على التفاصيل الثانوية للسفن، غير أن العلماء المؤيدين للمنهج التعديلي يقومون بخلقِ اتجاهات جديدة في مجال دراسة التاريخ البحري، وتشمل هذه الاتجاهات الجديدة الاتجاه الذي ظهر بعد الثمانينيات بشأن دراسة مستخدمي السفن من البشر (وتتضمن علم الاجتماع، والجغرافيا الحضارية، ودراسات النوع، والدراسات السردية)، وتضم هذه الاتجاهات أيضًا الاتجاه الذي ظهر بحلول القرن الحادي والعشرين بشأن اعتبار السفر عن طريق البحر جزءًا من التاريخ الأكبر لحركة النقل والمواصلات، وقد صدرت هذه النقلة عن الاتحاد الدولي لتاريخ النقل والمرور والتنقلات.
عِبَ الإبحار بالمراكب الشراعية دورًا هامًا عبر التاريخ في تطور الحضارة، حيث أتاح للبشرية فرصًا أكثر للسفر غير الطرق البرية، سواء في التجارة، أو التنقل، أو الحروب، كما زاد من قدرتها على صيد الأسماك، وتم اكتشاف أول تصوير لسفينة شراعية مُبْحِرة مرسومًا على لوحة وُجِدَت في الكويت وترجع إلى أواخر الألفية الخامسة قبل الميلاد.
وفي التاريخ البحري القديم، يُفترَض أن أول أنواع القوارب هي قوارب الكانو المصنوعة من جذع الشجر والتي قام بتطويرها سكان العصر الحجري، وكانت يتم استخدامها لأغراض الصيد الساحلي والسفر، وكان السكان الأصليون في شمال غرب المحيط الهادئ بارعين للغاية في نحت الأخشاب، حيث اشتهروا بصناعة أعمدة الطوطم التي قد يصل طولها إلى 80 قدم (24 م)، كما قاموا أيضًا ببناء القوارب المصنوعة من جذوع الشجر والتي قد يتعدى طولها 60 قدم (18 م) للاستخدام اليومي وللأغراض الاحتفالية.
وقد يكون أول قارب صالح للإبحار تم تطويره منذ حوالي خمسة وأربعين ألف عامٍ مضت، وفقًا للافتراض الذي يوضح عملية التَّوَطُّنُ في أستراليا.
وكانت أول إشارة معروفة إلى منظمة مخصصة للسفن في الهند القديمة هي تلك التابعة للإمبراطورية الماورية منذ القرن الرابع قبل الميلاد، ويُعتقَد أن الملاحة كعلمٍ قد نشأت على ضفاف نهر السند منذ حوالي خمسة آلاف عامٍ مضى..
كما كان قدماء المصريين على درايةٍ بكيفية بناء المراكب الشراعية،[6] ويخضع ذلك لعلوم الديناميكا الهوائية، ووفقًا لكلام المؤرخ اليوناني هيرودوت، فقد أرسل الملك نخاو الثاني حملةً استكشافية من الفينيقيين والتي أبحرت لمدة ثلاث سنوات من البحر الأحمر حول أفريقيا حتى مصب نهر النيل، ويُصدِّق بعضُ المؤرخين المعاصرين كلام هيرودوت بشأن هذه النقطة، على الرغم من أن هيرودوت نفسه لم يُصدِق أن الفينيقيين قد أنجزوا هذا العمل.
ويشير الاتصال عبر المحيطات قبل الكولومبي إلى التفاعل الافتراضي بين السكان الأمريكيين الأصليين وشعوب القارات الأخرى قبل وصول كريستوفر كولومبوس عام 1492، ولقد تم اقتراح العديد من هذه الأحداث في أوقاتٍ مختلفة استنادًا إلى التقارير التاريخية، والاكتشافات الأثرية، والمقارنات الثقافية.
وفي أوائل فترة الهند الحديثة وشبه الجزيرة العربية، تم استخدام السفن ذات الأشرعة المُثَلَّثة المعروفة باسم الداو في البحر الأحمر، والمحيط الهندي، والخليج العربي، كذلك فإن البحّارة في جنوب شرق آسيا، والبولينيزيون، والفايكنج في شمال أوروبا قاموا بتطوير السفن التي تجوب المحيطات واعتمدوا عليها اعتمادًا كبيرًا في السفر وتنقلات السكان قبل عام 1000 بعد الميلاد، وقد كانت أحجام السفن الصينية في العصور الوسطى كبيرةً بشكلٍ ملحوظ، حيث كانت سفن الينك الصينية متعددة الصواري تحمل ما يزيد عن مائتي فرد سنة 200 ميلادية، وكان الأسطرلابهو الأداة الرئيسية في الملاحة الفلكية في أوائل التاريخ البحري، وقد تم اختراع الأسطرلاب في اليونان القديمة وقام بتطويره علماءُ الفلك المسلمون، وفي الصين القديمة، اخترع المهندس ما جون (حوالي 200-265 ميلادية) عجلة حربية بها مؤشر للجنوب، وهي عبارة عن عربة بعجلات تستعمل مبدل حركة السرعة الذي يسمح لتمثال صغير بالإشارة دائمًا إلى جنوب الاتجاه السماوي.
ولم يتم ذكر الإبرة المغناطيسية للبوصلة التي استُخدِمت في الملاحة في السجلات المكتوبة حتى ظهور كتاب مقالات بركة الأحلام عام 1088 ميلادية من تأليف الصيني شين كيو (1031–1095)، وهو أيضًا أول من اكتشف فكرة الشمال الحقيقي (ليميزها عن انحراف البوصلة المغناطيسية تجاه القطب الشمالي)، وبحلول عام 1117 ميلاديًا على الأقل، استخدم الصينيون الإبرة المغناطيسية المغمورة في وعاءٍ من الماء والتي تشير إلى جنوب الاتجاه السماوي، ولقد كتب ألكسندر نيكهام عن أول استخدام للإبرة المُمَغْنَطَة في الملاحة في أوروبا حوالي عام 1190 ميلاديًا، وحوالي عام 1300 ميلادية، تم اختراع البوصلة الجافة ذات الإبرة المحورية في أوروبا، ويشير اتجاهها السماوي نحو الشمال على غرارِ بوصلة البحّارة في العصر الحديث، وقد تمت إضافة بطاقات البوصلة في أوروبا، كما استخدمها الصينيون في وقتٍ لاحق من خلال الاتصالبالقراصنة اليابانيين في القرن السادس عشر.
كان هناك العديد من السفن المستخدمة خلال فترة العصور الوسطى، وتعتبر السفينة الطويلة نوعًا من السفن التي تم تطويرها على مدار قرونٍ عدة، وقد قام الفايكنج بتعديلها في القرن التاسع تقريبًا وهم أكثر مستخدمي هذه السفن شهرةً، وتم بناء هياكل هذه السفن على طريقة الألواح المتراكبةباستخدام الألواح الخشبية التي يركب بعضها فوق الآخر، وتعتبر السفينة كنار، نوعًا من أنواع سفن البضائع، وتنتمي لفئة السفن الطويلة، ولكنها تختلف عن السفينة الطويلة من حيث إنها أكبر حجمًا وتعتمد فقط على أشرعة مربعة في عملية الدفع، ويُعتقد أن تصميم سفينة الكُج قد تطور من تصميم السفينة الطويلة (أو تأثَّرَ به على الأقل)، وتم استخدام الكُج على نطاقٍ واسع في القرن الثاني عشر، وبالمثل فقد تم بناؤها على طريقة الألواح الخشبية المتراكبة، وتُعد الكارافيل سفينةً شراعية تم اختراعها في أيبيريا الإسلامية، واستُخدِمَت في مياه البحر المتوسط بدءًا من القرن الثالث عشر،[7] وعلى عكس السفينة الطويلة وسفينة الكُج، يتم بناء الكارافيل على طريقة الألواح الخشبية المتراصة جنبًا إلى جنب بدون فراغات، وقد تكون أشرعتها على شكلٍ أَشْرِعَة مربعة (بالإسبانية Caravela Redonda) أو أَشْرِعَة مثلثة (بالإسبانية Caravela Latina)، أماالكاراك فهو نوعٌ آخر من السفن تم اختراعه بمنطقة حوض البحر المتوسط في القرن الخامس عشر، ويُعد أكبر حجمًا من سفينة الكارافيل، وتعتبر سفينة كولومبوس سانتا ماريا مثالاً شهيرًا لسفن الكاراك.
حافظت الإمبراطورية العربية وعملت على توسيع شبكة تجارية واسعة عبر أجزاء من آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وقد ساعد ذلك في تأسيس الإمبراطورية العربية (بما في ذلك الخلافة الراشدة، والأموية، والعباسية، والفاطمية) وجعلها القوة الاقتصادية الرائدة الأكثر توسعًا في العالم منذ القرن السابع حتى القرن الثالث عشر.[8]
وباستثناء نهر النيل، ونهري دجلة والفرات، لم تكن الأنهار الصالحة للملاحة أمرًا شائعًا في المناطق الإسلامية؛ لذلك فقد كان السفر عن طريق البحر مهمًا للغاية، ولقد تطورت الجغرافيا الإسلامية وعلوم الملاحة بشكلٍ كبير، حيث استفادتا من البوصلة المغناطيسية والوسائل البدائية المعروفة مثل أداة التوجيه المستخدمة في الملاحة الفلكية وفي قياس الارتفاعات والعرض الجغرافي للنجوم، وعن طريق دمجها مع الخرائط التفصيلية لهذه الفترة، تمكّن البحّارة من السفر عبر المحيطات بدلاً من الإبحار بمحاذاة السواحل فقط، ووفقًا للعالم السياسي هوبسون، فإن أصول سفينة الكارافيلالتي استخدمها الإسبانيون والبرتغاليون في السفر لمسافات طويلة منذ القرن الخامس عشر ترجع إلى القارب الذي استخدمه المستكشفون الأندلسيون في القرن الثالث عشر.[7]
كان على المرابطين ركوب البحر، فدفعهم الأمر لإنشاء أسطول من أجل حماية وتأمين السواحل البحرية والموانئ الساحلية الواقعة على المحيط الأطلسي،[9] والثغور الشمالية في المغرب كسبتة وطنجة،[10]، خصوصا عندما تحولت الأندلس إلى ولاية مرابطية،[11] وسرعان ما بلغ عدد قطع الأسطول المرابطي مائة قطعة موزعة على الموانئ الرئيسة من المغرب والأندلس، فكانت لهم في سبتة وقادس والمرية أساطيل دائمة.[12][13]. وتطورت صناعة السفن وأصبحت ذات شهرة عالمية، واكتسبت دار الصناعة في المرية أهمية كبيرة،[14] وكانت تصلها السفن التجارية من الشام والإسكندرية.[15] تألف أسطول المرابطين من سفن النقل، والسفن المقاتلة، واشترك الأسطول الناشئ في حصار سبتة عام 476 ه 1083م، ومد العون للقوات البرية التي كانت تقاتل برغواطة.[16] كما استطاع الأسطول الجديد أن يمد يد العون لقوات المرابطين وهي تجتاز البحر لأول مرة، وقد ظهر الأسطول المرابطي كعنصر فاعل في عدة معارك جهادية استطاع من خلالها استرجاع جزر البليار ومناطق عديدة أخرى، وشهد الأسطول المرابطي ازدهارا آخر في عهد الأمير علي بن يوسف بن تاشفين، حتى وصل إلى عشرة أساطيل في عهد ابنه تاشفين عام 539 ه1144م. وكانت أسرة بني ميمون هي التي تسير أغلب هذه الأساطيل،[17][18][19] وانتقلت على يدهم إلى خدمة دولة الموحدين بعد غروب شمس المرابطين.[20].
تُعد الرابطة الهانزية تحالفًا من النقابات التجارية التي أسست وحافظت على احتكار التجارة في بحر البلطيق، وإلى حد ما في بحر الشمال، ومعظم أوروبا الشمالية لفترة من الوقت في أواخر العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث بين القرنين الثالث عشر والسابع عشر، ويُرجِع المؤرخون أصول هذه الرابطة بشكلٍ عام إلى تأسيس بلدة في شمال ألمانيا تُسَمّى لوبيك تم تأسيسها ما بين عامي 1158و1159، وذلك بعد أن استولى هاينريش الأسد دوق ساكسونيا على المنطقة من كونت شونبرغ وهولشتاين، وفيما مضى تم القيام بالمغامرات التجارية الاستكشافية، والغاراتالعسكرية وأعمال القرصنة في جميع أنحاء بحر البلطيق (انظر الفايكنج) — فعلى سبيل المثال سافر بحّارة جزيرة غوتلندفي أعالي الأنهار وصولاً إلى نوفغورود — ولكن ظل حجم الاقتصاد الدولي في منطقة البلطيق ضئيلاً قبل نمو الرابطة الهانزية، وقد هيمنت المدن الألمانية تجاريًا في منطقة البلطيق بسرعةٍ فائقة على مدار القرن الذي تلاه، وأصبحت مدينة لوبيك نقطة التقاء مركزية لجميع أشكال التجارة البحرية، حيث قامت بالربط بين المناطق الواقعة حول بحر الشمال وبحر البلطيق.
شَهِدَ القرن الخامس عشر أوج الهيمنة التجارية لمدينة لوبيك، (وقد رفضت مدينة فيسبي أن تصبح عضوًا في الرابطة الهانزية، وهي واحدة من المدن التي تَمَخَّضَت عنها الرابطة عام 1358، حيث سيطرت فيسبي على حركة التجارة في بحر البلطيق قبل تشكيل الرابطة الهانزية، ونتيجةً لأيديولوجيتها الاحتكارية قامت بقمع منافسة التجارة الحرة في غوتلند)، وفي أواخر القرن السادس عشر، انهارت الرابطة ولم تعدْ قادرةً على التعامل مع صراعاتها الداخلية والتغيرات الاجتماعية والسياسية التي صاحبت حركة الإصلاح، بالإضافة إلى ازدهار التجار الهولنديين والإنجليز وإغارة العثمانيين على طرقها التجارية وعلى الإمبراطورية الرومانية المقدسة نفسها، وقد حضر تسعة أعضاء فقط الاجتماع الرسمي الأخير عام 1669، بينما ظلت ثلاث مدنٍ فقط (وهي لوبيك،وهامبورغ، وبريمن) أعضاءً في الرابطة حتى انهارت نهائيًا عام 1862.
خلال فترة عصر أجوران، ازدهرت السلطنات الصومالية وجمهوريات مركة، ومقديشو، وبراوا، وهُبْيا والموانئ الخاصة بها، حيث نشطت حركة تجارية أجنبية مربحة بينهم وبين السفن المُبحِرة إلى والقادمة من شبه الجزيرة العربية، والهند، والبندقية،[21] وبلاد الفرس (إيران حاليًا)، ومصر، والبرتغال وصولاً إلى الصين، وفي القرن السادس عشر، لاحظ دوارتي باربوسا أن العديد من السفن التابعة لمملكة كامبايا، وهي الهند حاليًا، قد أبحرت إلى مقديشو مُحمَّلةً بالملابس و البهارات، وأخذوا مقابل هذه البضائع الذهب، والشمع، والعاج، كما سلّط باربوسا الضوء على وفرة اللحوم، والقمح، والشعير، والأحصنة، والفاكهة في الأسواق الساحلية، الأمر الذي عاد على التجار بثرواتٍ طائلة..
وفي أوائل العصر الحديث، بدأت الدول التي عَقِبَت إمبراطوريات عدل وأجوران في الازدهار في الصومال، وقد واصلت هذه الدول حركة التجارة البحرية التي أسستها الإمبراطوريات الصومالية السابقة، وفي القرن التاسع عشر، شهد صعود الأسرة الغلدية الحاكمة بالتحديد إحياء المشروع البحري الصومالي، وخلال تلك الفترة كان حجم الإنتاج الزراعي الذي تصدره الصومال إلى أسواق شبه الجزيرة العربية ضخمًا للغاية لدرجة أن ساحل الصومال أصبح معروفًا باسم ساحل حبوب اليمن وسلطنة عُمَان..
عصر الاستكشاف هو الفترة التي تمتد من أوائل القرن الخامس عشر حتى أوائل القرن السابع عشر، والتي قامت خلالها السفن الأوروبية بالسفر حول العالم بحثًا عن طرقٍ تجارية جديدة وشركاءَ جدد لتشجيع الرأسمالية التي ازدهرت في أوروبا، بالإضافة إلى البحث عن التجارة في بضائعَ مثل الذهب، والفضة، والبهارات، وخلال عملية البحث، قابل الأوروبيون شعوبًا مختلفة وقاموا برسم الخرائط لأراضٍ لم تكن معروفةً لهم من قبل.
يُعد كريستوفر كولومبوس بحّار ومستكشفًا بحريًا، وهو أحدُ الشخصيات التاريخية المتعددة التي يُنسب إليها الفضل في اكتشاف الأمريكتين، ويُعتَقد بشكلٍ عام أنه وُلِدَ في مدينة جنوة، على الرغم من وجود نظريات واحتمالات أخرى، بدأت رحلات كولومبوس عبر المحيط الأطلسي بجهدٍأوروبي بهدف الاستكشاف واستعمار نصف الأرض الغربي، وفي حين يضع التاريخ أهميةً كبرى على رحلة كولومبوس الأولى عام 1492، إلا أنه في الواقع لم يصل إلى البر الرئيسي إلا في رحلته الثالثة عام 1498، وعلاوة على ذلك، لم يكن كولومبوس أول مستكشف أوروبي يصل إلى الأمريكتين، حيث كانت هناك روايات عن محاولاتٍ أوروبية للسفر عبر الأطلسي قبل عام 1492، ومع ذلك جاءت رحلة كولومبوس في وقتٍ حرج مع تنامي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.