واصل الجيش السوري، أمس الاثنين، انتشاره على الحدود مع تركيا، في ريف مدينة رأس العين بمحافظة الحسكة شمال شرق البلاد، وسط أنباء عن اشتباكات عنيفة بين القوات السورية والجيش التركي. وأفادت وكالة «سانا » السورية الرسمية، بأن قوات الجيش وصلت إلى الحدود السورية التركية في ريف رأس العين الشمالي الشرقي بعد دخول عشرات القرى والبلدات، وصولا إلى قرية الكسرى وتل ذياب زركان. وتحدثت الوكالة عن «اشتباكات عنيفة » بين وحدات من الجيش السوري «وقوات الاحتلال التركي ومرتزقتها على محور قرى باب الخير وأم عشبة » بريف رأس العين الشرقي. وذكرت الوكالة، في وقت سابق من يوم أمس، أن الجيش السوري أحكم سيطرته على 4 قرى جديدة في ريف رأس العين الجنوبي الشرقي، وهي أم حرملة وباب الخير وأم عشبة والأسدية، وقلص المسافة باتجاه الحدود التركية إلى 3 كيلومترات. وجرى انتشار الجيش السوري في ريف رأس العين، بعد أن أعلنت «قوات سوريا الديمقراطية ،» الأحد، انسحابها الكامل من منطقة حدودية عمقها 30 كيلومترا تخضع لسيطرة الجيش التركي، وذلك في إطار مذكرة التفاهم التي توصل إليها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في سوتشي يوم 22 أكتوبر الجاري، لخفض التوتر في هذه الأراضي على خلفية عملية «نبع السلام » العسكرية، التي نفذتها أنقرة ضد المقاتلين الأكراد. من جهتها، استكملت الشرطة العسكرية الروسية بالتعاون مع حرس الحدود السوري أمس الاثنين، متابعة انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية إلى 30 كم عن الحدود السورية التركية حتى مساء غد الثلاثاء. وأعلن رئيس المركز الروسي للمصالحة الجنرال سيرغي رومانينكو، أن مهلة سحب الشرطة العسكرية الروسية وحدات «حماية الشعب » الكردية وأسلحتها لمسافة 30 كم عن الحدود السورية التركية، تنتهي اليوم الثلاثاء 29 أكتوبر الجاري، على أن يتم بعد ذلك تسيير دوريات روسية تركية مشتركة على مسافة 10 كم غرب وشرق منطقة عملية «نبع السلام .» وقال رومانينكو «ينبغي التشجيع على سحب وحدات حماية الشعب الكردية وأسلحتها لمسافة 30 كم من الحدود السورية التركية بحلول الساعة 18:00 من مساء 29 أكتوبر الجاري. وبعد ذلك، سيبدأ تسيير دوريات روسية تركية مشتركة بعمق 10 كم عن الحدود إلى الغرب والشرق من منطقة عملية «نبع السلام ،» باستثناء مدينة القامشلي .» وأضاف «جميع وحدات حماية الشعب الكردية وأسلحتها يجب أن تنسحب من مدينتي منبجوتل رفعت » أيضا. وتأتي هذه الإجراءات تطبيقا لمذكرة التفاهم التي توصل إليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي الثلاثاء الماضي لوقف العملية التركية في شمال شرق سوريا. » من جانبها، كانت القيادة العامة ل »قوات سوريا الد يمقراطية « » قسد »، أصدرت أول أمس الأحد بيانا أكدت فيه موافقتها على المبادرة الروسية. وقالت في البيان إنه «وبعد المناقشات المكثفة مع روسيا الاتحادية حول تحفظاتنا السابقة،وافقنا على تطبيق مبادرتها لوقف العدوان التركي على شمال شرقي سوريا التي جاءت استنادا إلى «اتفاقية سوتشي » المبرمة في 22 أكتوبر 2019». وأضافت «قسد » أن قواتها ستعيد انتشارها في مواقع جديدة بعيدة عن الحدود التركية السورية، وذلك حقنا للدماء ولتجنيب سكان المنطقة آلة الحرب التركية.