كانت الساعة تشير إلى التاسعة من ليلة أول أمس الاثنين، عندما شوهدت ألسنة النيران تتعالى ودخان كثيف يغطي سماء حي سيدي يوسف في مدينة أكادير، وكلما ازدادت الدقائق كلما تكاثف لهيب النيران، ومعها انفجار قنينات الغاز التي كانت بالمحلات التجارية والسوق في يوم عطلة. بعدها، خرج سكان حي سيدي يوسف وهرع العشرات من أرباب المحلات التجارية التي شرعت ألسنة النيران في التهام سلعها، خاصة سوق المتلاشيات، ومنهم من حاول أن يظفر ببعض سلعه، ومنهم من حاصرته النيران، ولم تترك له سوى الرماد. ومع تواصل اشتعال النيران وتواصل انفجار قنينات غاز البوتان، اضطرت السلطات لتطويق الموقع من جهة مسجد سيدي يوسف وشارع عبد الرحيم بوعبيد، مستعينة بعناصر الأمن والقوات المساعدة، تفاديا لأي نهب أو سرقة للممتلكات والأموال والسلع أو استغلال للحادث، وتفاديا أيضا لأي خسائر محتملة في الأرواح البشرية، كما عاينت ذلك "الصحراء المغربية" في مكان الحادث. وتزامنا مع حادث الحريق، استنجدت عناصر النجدة بخمس شاحنات صهريجية للوقاية المدنية وناقلات النجدة وآلتي "طراكس"، واستقدمت المياه من نقطة مائية بشارع عبد الرحيم بوعبيد بمحاذاة محطة الوقود لمواصلة عمليات إطفاء حريق فاجعة سيدي يوسف على مدى ثلاث ساعات ونصف، وسط متاريس وذروع أمنية منعت التجار وأرباب المحلات والمواطنين من الاقتراب من موقع الحريق. وإلى حدود صباح اليوم أمس الثلاثاء لم يتم بعد حصر حجم الخسائر المادية التي طالت السلع والمحلات التجارية، بحسب إفادات مصدر من السلطات المحلية ل "الصحراء المغربية". وأفاد مصدر مطلع أن السلطات المحلية والأمنية، ومصالح الوقاية المدنية، عبأت كل الوسائل الضرورية لإخماد النيران التي انتشر لهيبها جراء وجود مواد شديدة الاشتعال بمكان الحادث. وبينما لم تسجل أية إصابات بشرية، فتحت السلطات تحقيقا أوليا لتحديد أسباب وملابسات اندلاع الحريق.