تفتح سينما "ميغاراما" بالدارالبيضاء، يوم غد الثلاثاء، أبوابها في وجه عشاق السينما وكرة القدم على السواء، لمتابعة تفاصيل الصراع الأبدي بين أنصار فريق ريال مدريد وغريمه أ ف س برشلونة، الذي استطاع المخرج المغربي عبد الإله الجوهري أن ينقله في قالب كوميدي إلى الشاشة الكبرى، من خلال شريطه الجديد "هلا مدريد فيسكا بارصا". وسيكون العرض مخصصا للصحافة والنقاد، والعديد من الفنانين المدعوين، بحضور مخرج الفيلم وطاقمه الفني، بينما سيكون الجمهور الواسع مع موعد مع العرض الرسمي انطلاقا من يوم الأربعاء 2 أكتوبر 2019. وقد تجازوت شهرة شريط (تحيا ريال مدريد.. تحيا برشلونة) الحدود المغربية حتى قبل طرحه في القاعات السينمائية، إذ بلغ صيته معاقل أنصار ريال مدريد وإف س برشلونة في العديد من دول العالم. فمنذ بداية تصويره في ضواحي مدينة مراكش سنة 2017، خصصت الوكالة الإسبانية للأنباء "إيفي" العديد من القصاصات الإخبارية حول هذا الفيلم المطول، الذي اعتبرته من الأعمال الفنية النادرة التي استطاعت تجسيد الصراع الأبدي بين الريال والبارصا في قالب سينمائي كوميدي. فكتبت "ماركا"، الصحيفة الرياضية واسعة الانتشار، "إن الصراع الكروي التاريخي بين ريال مدريدوبرشلونة سيتجسد قريبا على شاشات السينما المغربية"، موضحة أن الفيلم يتطرق لشخصية زعيم قوي يعشق فريق الريال مدريد، ويستغل نفوذه لحث الناس على اتباعه ومنعهم من مناصرة أي فريق آخر، وخصوصا برشلونة. وأوردت، من جهتها، جريدة "البايس" الشهيرة مقالا بعنوان "هلا الريال فيسكا بارصا.. الفيلم المغربي الذي ينقل صراع الكلاسيكو السينما"، جاء فيه أنه "لم يسبق لأي مخرج مغربي أن حاول نقل هذا الصراع التاريخي بين الريال والبارصا إلى الشاشة الكبيرة، رغم شغف الجماهير المغربية بمتابعة هاذين الفريقين العريقين". وألمحت إلى أن مخرج الفيلم يسعى إلى دبلجته وعرضه في إسبانيا وأمريكا الجنوبية. من جهتها، كتبت وكالة "إيفي" في تقرير مطول حول الفيلم أنه يكفي التجول في أي مدينة مغربية يوم إجراء الكلاسيكو، لتفاجأ بالعديد من الشوارع خالية تقريبا، بينما تمتلئ المقاهي عن آخرها بشباب يحملون أوشحة فريقهم المفضل. وأضاف التقرير، الذي تناقلته العديد من الصحف في أمريكا الجنوبية وباقي الدول الناطقة باللغة الاسبانية، أنه يجرى الاحتفال في المغرب ببطولات الفريقين، سواء الليغا أو كأس الملك، في شوارع، وخصوصا في شمال المملكة حيث تطلق السيارات منبهاتها بلا توقف طوال ساعات، احتفالا بفوز الريال أو البارصا. وأضافت أن الأشخاص الأثرياء لا يترددون في دفع المال مقابل رحلة ليومين أو ثلاثة إلى مدريد أو برشلونة من أجل حضور كلاسيكو الأرض في ملعب سانتياغو برنابيو أو كامب نو، لتشجيع الفريق الذي يعشقونه. ويحكي الفيلم خلال ساعة و35 دقيقة، قصة "بولحواجب"، وهو رجل ذو نفوذ وسلطة، من مناصري فريق ريال مدريد، دأب على فرض شغفه بهذا النادي ولاعبيه على سكان القرية، ومنع الانتماء لأي ناد آخر، خصوصا فريق برشلونة، الخصم التاريخي لفريقه المفضل الريال. ويوظف "بولحواجب" أيضا الدين والقوة والمال من أجل التأثير وخدمة أهدافه الشخصية. لكن الوضع سيتغير، بظهور "الأخضر"، أحد مناصري نادي برشلونة المقيم بالديار الاسبانية، بعد عودته للقرية بسبب وفاة والدته، حيث سيحاول كلا الرجلين استقطاب أكبر عدد من المشجعين لصالح ناديه المفضل. وتنتصب خلف هذا الصراع دواعي أخرى ذات طبيعة سياسية ودينية. وجسد أداور هذا الفيلم، الذي ينتظره بشغف كبير عشاق السينما والكرة على السواء، كل من عبد الحق بلمجاهد، الذي حظي بتنويه خاص من لجنة تحكيم المسابقة الرسمية لمهرجان تازة الدولي لسينما التنوع، ولطيفة أحرار، والسعدية أزكون، وهدى صدقي، وعبد الإله رشدي، وعبد اللطيف شكرا، ورشيد عبد الإله، وعبد الطيف التحفي، وفاطمة بوشان، ومحمد حميمصة، وحسن بديدا، وعبير الكراوي. ويسلط الفيلم الجديد للمخرج عبد الإله الجوهري، الذي تم اختياره للمشاركة في الدورة 20 من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، الضوء على العديد من القضايا الاجتماعية المرتبطة بكرة القدم والدين والسلطة والمال والمخدرات. الشريط تدور أحداثه في إحدى القرى الفقيرة بضواحي مدينة مراكش وتتخلله العديد من المشاهد الكوميدية، وهو من إنتاج شركة الشاوي، التي سبق أن أشرفت على إنتاج فيلم "مسعود وسعيدة وسعدان" سنة 2018، و"الفروج"، الذي عرف نجاحا جماهيريا لافتا، سنة 2015. ويعتبر "هلا مدريد فيسكا بارصا"، الذي يُصنف ضمن خانة الأفلام الموجه للجمهور الواسع، الفيلم الطويل الثاني لعبد الإله الجوهري بعد فيلمه الأول "ولولة الروح".