أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، أول أمس الثلاثاء بالرباط، أن العلاقات المغربية-البريطانية تتجه نحو إرساء شراكة استراتيجية حقيقية، معتبرا أن الجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين البلدين، التي انعقدت أول أمس، من شأنها أن تسهم في تحقيق هذا الطموح. وأوضح بوريطة، خلال ندوة صحفية مشتركة مع كاتب الدولة البريطاني المكلف بالتنمية الدولية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أندرو موريسون، أن العلاقات بين البلدين تشهد دينامية إيجابية وتتعزز باطراد في كل المجالات. وسجل الوزير أن هذه الدينامية عكستها العديد من اللقاءات والاجتماعات بين مسؤولين رفيعي المستوى، وخاصة زيارة الأمير هاري واستقبالهما من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وكذلك زيارة وزيري التجارة والقوات المسلحة البريطانية، وعقد الدورة الأولى من الحوار الاستراتيجي، منوها، بالمناسبة، بمستوى التعاون العسكري والأمني القائم بين المملكتين. وأشار بوريطة إلى التنسيق الثنائي بين البلدين داخل المنظمات الدولية والاقليمية، علاوة على فهم متبادل للمصالح الاستراتيجية للبلدين على المستويين الإقليمي والدولي. وفي الشق الاقتصادي والتجاري، سجل بوريطة المنحى الإيجابي للمبادلات التجارية خلال السنتين الأخيرتين، مشيرا إلى انعقاد مجموعة من الاجتماعات خلال السنة المقبلة بغية تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. وفي هذا الصدد، أعلن بوريطة عن الاتفاق مع الجانب البريطاني على التوقيع، في القريب العاجل، على اتفاق تجاري بين البلدين لما بعد بريكست، بلغ مراحله الأخيرة ومن شأنه خلق فرص أكبر للمبادلات التجارية بين المغرب والمملكة المتحدة. وسجل الوزير أن اللقاء الذي جمعه بموريسون كان مناسبة لتبادل الآراء حول القضايا الإقليمية في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وغرب إفريقيا، وكيفية التنسيق مستقبلا حول هذه القضايا. من جهة أخرى، جدد المغرب والمملكة المتحدة تأكيدهما، على الرغبة المشتركة في توفير إطار ملائم يتيح تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين. وأكد كاتب الدولة البريطاني المكلف بالتنمية الدولية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أندرو موريسون، خلال ندوة صحافية مشتركة مع كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، مونية بوستة، بمناسبة انعقاد الدورة الثانية من الحوار الاستراتيجي المغربي -البريطاني، على التقدم المحرز منذ انعقاد الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بلندن، بتاريخ 5 يوليوز 2018 . وأعرب موريسون عن ارتياحه للنتائج التي تحققت، مؤكدا على أهمية هذا اللقاء الذي يبرز «عمق وحجم » علاقات الصداقة التي تربط بين المملكة المتحدة والمغرب. وعبر كاتب الدولة البريطاني عن إرادة بلاده في مواصلة العمل مع شركائها الدوليين، وأمله في مزيد من التعزيز للعلاقات مع المغرب، لا سيما في المجال الاقتصادي. كما أكد على ضرورة دعم العلاقات الثنائية في مختلف مجالات الاهتمام المشترك، ولا سيما الأمن والتعليم والثقافة، وتعزيز القدرات في هذه المجالات. من جانبها، نوهت بوستة بالتبادل المثمر والمناقشات المعمقة، بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة التي تمخض عنها تحديد العديد من المجالات ذات الاهتمام المشترك، والتي تكتسي أولوية بالنسبة لكلا الطرفين. وأكدت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، أن «الدورة شكلت مناسبة للإشادة بالعلاقات المتميزة والصداقة التاريخية التي تربط المملكة المغربية بالمملكة المتحدة، اعتبارا لما يجمع البلدين من قيم ومصالح مشتركة، مبنية على مبدأيالاحترام والثقة المتبادلين »، مضيفة أنها مكنت من إجراء تقييم لواقع العلاقات الثنائية بين البلدين وأولويات التعاون التي تم تحديدها عقب الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي. وأشارت إلى أن الجانبين تطرقا إلى أربعة مجالات أساسية، والتي تشمل كلا من المجال السياسي والأمني والاقتصادي، إضافة إلى مجالي الثقافة والتعليم. وأبرزت بوستة إبداء الطرفين لرغبة أكيدة في تعزيز الحوار الاستراتيجي ومواصلة الجهود للرقي به إلى مستوى شراكة استثنائية تجمع البلدين، مضيفة أنه تم الاتفاق على دراسة سبل تعزيز المشاورات السياسية بين وزارتي خارجية البلدين وعلى مستوى المنتديات الدولية. كما جددت تأكيد الجانبين على دعم السلام والاستقرار، لا سيما في إفريقيا، وعزمهما المشترك على مكافحة الإرهاب، بجميع أشكاله ومظاهره. وأشارت كاتبة الدولة إلى تطرق الجانبين خلال هذه الدورة، إلى القضايا المتعلقة بالنزاعات والأمن في القارة الإفريقية، لا سيما فيما يتعلق بانعدام الأمن والاستقرار في منطقة الساحل والصحراء، مضيفة أنه تم التشديد على أهمية تعزيز المشاورات بشأن القضايا الراهنة، مسجلة ارتياح الطرفين للتطور الإيجابي الذي عرفه التعاون بين المؤسسات الأمنية المغربية والبريطانية، والذي ترجم إلى عدد هام من الزيارات المتبادلة بين خبراء البلدين، مؤكدة رغبتهمافي تعميق التعاون في المجال الأمني، خاصة في ما يتعلق بتكوين المؤطرين ومحاربة الإرهاب. وعلى المستوى الاقتصادي، أكدت بوستة ارتياح الطرفين للنتائج الواعدة التي تمخضت عنها اللقاءات الاقتصادية، والتي فتحت المجال لآفاق جديدة للاستثمارات البريطانية في المغرب، مع التشجيع على بلورة رؤية للاستثمار المشترك بإفريقيا وضرورةإعطاء دفعة قوية في المجالات الاستراتيجية، سيما في مجال التدبير المالي والسياحة والطاقة. وفي ما يتعلق بمجال التعليم والثقافة والشباب، أكدت كاتبة الدولة أن الدورة «سلطت الضوء على الدينامية الإيجابية التي تطبع شراكة المغرب والمملكة المتحدة في هذا الصدد، والتي تعرف نموا مضطردا »، ورحبت في هذا السياق بتوقيع مذكرة تفاهم حول إنشاء لجنةمغربية -بريطانية مشتركة خاصة بالتعليم العالي. وفي ما يتعلق بقضية الصحراء، أعربت بوستة عن شكر المغرب للمملكة المتحدة على موقفها الداعم للمجهودات الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب للتوصل إلى حل سياسي لقضية الصحراء، وكذا عزمه على المساهمة بشكل فعال في التوصل إلى حل سياسي تحت الرعاية الحصرية للأمم المتحدة.