يشكل الارتباط الروحي بالخيول العربية الأصيلة، مصدر إلهام للفنانة التشكيلة المغربية ابتسام أبو عنان التي تمتلك حسا فنيا لافتا تعكسه لوحاتها الفنية التي تحاكي الفرس العربي بمشاعر وأحاسيس حالمة ورموز لصيقة بالتراث البدوي وثقافة الصحراء . وتحرص أبو عنان، التي شاركت برواق خاص في فضاء الفنون المصاحب للمعرض الدولي ال 17 للصيد والفروسية بأبوظبي، الذي اختتمت فعالياته نهاية الاسبوع الماضي، في رسم لوحاتها على إبراز جمالية الخيول العربية من خلال إنتقاء الخطوط و ألوان الطبيعة، ورصد دلالات حركة وعيون الخيل، لأنه بالنسبة إليها “مثال للخير ووازع للفرح وصفاء الروح”. في لوحات أبو عنان دائما تستشعر ذلك المزج بين التعابير الفنية والألوان البديعة التي تحتفي بعيون الخيول والتراث والوجوه الإنسانية المعبرة عن التفاؤل ونقيضه وهو ما يمنح أعمالها التشكيلية إحساسا صادقا ومرهفا، يثير كنه الأشياء ويرصد جماليتها. ونجحت الفنانة المغربية في جذب انظار زوار هذه التظاهرة الفنية، الذين وقفوا عن كثب على لوحاتها البديعة التي أسرت اهتمامهم، اعتبارا لروعتها وجماليتها الإبداعية. تقول أبو عنان في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالمناسبة، إن تعبيرات حركة الريشة وجاذبية الألوان التي تنتقيها بعناية في لوحاتها، تساعدها على إذكاء حبها الدفين للفرس العربي الأصيل لإبراز قوته وشموخه وشجاعته وجمالية عيونه، والتعبير عن كل ما يخالجها من أحاسيس إزاء الطبيعة. وتضيف هذه الفنانة ،التي تقيم بالامارات منذ سنة 2002، إن “لكل لوحة من لوحاتها المعروضة عنوان يعكس ارتباطها الروحي بالخيول العربية الاصيلة منها ” صفاء الروح ” و” وقفة تأمل ” والحصان الأبيض والمسجد ” ومن الظلام الى النور” و”التحدي” و”الصوفية” ، مسجلة أن الخيل بالنسبة اليها رمز للخير ومدعاة للتفاؤل وصفاء للنفس ومصدرا لمزيد من الإلهام والابداع”. وبالموزاة مع مشاركتها في هذه التظاهرة الدولية الكبرى في أبوظبي، أعلنت الفنانة المغربية ،أنها تنكب حاليا على الإعداد لتنظيم معرض دولي بالدارالبيضاء ما بين 25 و30 شتنبر الجاري وذلك بمشاركة فنانين بارزين يمثلون مشارب متنوعة من الإبداعات التشكيلية من المغرب والعالم. وأكدت ابو عنان التي ترعرعت بمدينة الدارالبيضاء والمنحدرة من مدينة فاس، أن المعرض سيشكل مناسبة سانحة لاشعاع الثقافة المغربية والتعريف بعراقتها وتنوعها في صفوف المشاركين من خلال ورشات عمل وزيارة معالم سياحية وثقافية بالمدينة . وذكرت انها أشرفت السنة الماضية على تنظيم معرض مماثل بأبوظبي بصفتها ممثلة ل”منظمة نوادي زيرفاس العالمية للفن” المدعومة من اليونيسكو ورئيسة لنادي زيرفاس في المغرب وأبو ظبي.
وأشارت ابو عنان الى أن منظمة نوادي “زيرفاس” العالمية للفن، هيئة دولية ثقافية وعلمية مقرها في اليونان تضم نوادي في عدة دول من العالم أسسها الفنان التشكيلي اليوناني بناجيوتيس زيرفاس سنة 2002 وتهدف إلى دعم قطاع الفنون وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب وتشجيع الإبداعات الفنية عبر ربوع العالم. تجدر الاشارة الى ان الفنانة أبوعنان، الأم لأربعة أبناء ، خولت لها لوحاتها الفريدة المميزة حول الخيول العربية الأصيلة المشاركة في معارض عديدة بمختلف عواصم العالم منذ سنة 2004 منها على الخصوص معرض باريس للفرس(2009)و معرض الجديدة للفروسية (2010) ومعرض الفرس إكويست بإسطنبول التركية (2013) ، والمعرض الدولي للخيول والتراث بمسقط بعمان (2014 و2015) ومعرض الفرس إكويتانا إسن بألمانيا (2015. وعلى مستوى الإمارات، دأبت ابتسام على المشاركة منذ 2004 برواق خاص لعرض لوحاتها في المعرض الدولي للصيد والفروسية بأبو ظبي مع فنانين من العالم يعشقون رسم الخيل العربي. كما شاركت في معرض دبي الدولي للخيول (2006-2007 2009) وكذا في المعرض الدولي لجمال الخيول في الشارقة ابريل 2006.