نظمت المديرية الجهوية لوزارة الصحة بمكناس، بتنسيق مع السلطات المحلية، والمركز الاستشفائي الإقليمي محمد الخامس، وجمعية "أنجاب"، وجمعية "الثريا"، وجمعية أصدقاء «بانيو »، أخيرا، حملة الأسبوع الحراجي لأمراض النساء والتوليد. وشهدت هذه المبادرة، إجراء 20 عملية جراحية ناجحة، منها 8 مستعصية بل معقدة من المستوى الثالث، وعملية أخرى تم إجراؤها ولأول مرة عبر تقنية الجراحة بالمنظار. في هذا الصدد، أكد سمير المسنان، مدير مستشفى "بانيو" للأم والطفل بمكناس، في تصريح ل "الصحراء المغربية"، أن «الهدف من تنظيم هذا الأسبوع الخاص بجراحة النساء والتوليد، الذي تعبأ لإنجاحه عدد من الأطر الطبية، والتمريضية والإدارية، يكمن في تقليص مدة الانتظار، وتسهيل الولوج للاستشفاء بالخصوص للفئات المعوزة، وتقريب الخدمات الصحية للسكان، تنزيلا لمخطط وزارة الصحة 2025 ، وتنفيذا لبرنامج العمل الجهوي 2018 / 2019 بجهة فاس-مكناس، الذي يهدف إلى الوصول عند نهاية سنة 2019 ، إلى صفر موعد في جميع التخصصات الجراحية، خاصة جراحة "النساء والتوليد".
زيارة للمستشفى
يوجد مستشفى "بانيو" للأم والطفل بمدينة مكناس، بمنطقة لسيندا، برج مولاي عمر، بحي «لانوفيل في"، افتتح أبوابه سنة 2004 ، ويتربع على مساحة 6900 متر مربع، 1400 متر مربع منها منجزة، ويتوفر على طاقة استيعابية ل 82 سريرا. ويعتبر مستشفى "بانيو" بمكناس الوحيد المتخصص في طب الأم والطفل، لذلك يشهد اكتظاظا كبيرا، إذ يتوافد عليه المرضى والحوامل من مناطق بعيدة جدا. بحي "لسيندا"، يتراءى من بعيد مستشفى "بانيو"، للأم والطفل، وتظهر عليه علامات الصيانة والإصلاح، جدرانه بألوان زاهية، تتوسطها "سقالة" صغيرة تروي عطش المرضى الذين ينتظرون مواعيدهم، بباحة استراحة بها واقيات من أشعة الشمس. باجتياز البوابة الكبرى ل"بانيو"، توجد حديقة جميلة بها أزهار وأشجار باسقة، توحي بأن شكله الداخلي سيكون أريح، وبمدخل المستشفى يوجد مكتب لاستقبال المريضات والحوامل، يتأكد داخله الموظفون من ملفات المرضى، الذين ينتقلون بعد ذلك إلى قاعة الانتظار، وبعد المناداة عليهن يلتحقن بأقسام الأطباء، كل حسب مرضها. بداخل "بانيو"، حركة دؤوبة.. ممرضات، يرشدن ويوجهن المريضات والحوامل نحو غرفهن، حيث يلتحقن فيما بعد بقسم العمليات الجراحية، سواء المريضات، أو الحوامل اللواتي ينتظرن أطفالهن، وسط ممرات "بانيو"، هناك حيطان نظيفة مزينة بألوان جميلة مغطاة بصور خاصة بالأطفال الصغار والزهور وورود رائعة، لاستقبال المواليد الجدد الذين يرون النور لأول مرة ب "بانيو"، الشيء نفسه، بالنسبة لغرف المريضات اللواتي عانين الكثير من الآلام، ليتخلصن منها بمجرد إجراء العملية الجراحية واستئصال المرض. أثناء زيارتنا التقينا، بالطاقم الطبي، المشرف على العمليات، والمكون من أطباء متخصصين في طب الأطفال، وآخرين في طب النساء والتوليد ومولدات وممرضات وممرضون، وأطباء متخصصين في طب الإنعاش والتخدير، الذين كانوا يتناقشون في ما بينهم قبل الدخول لقسم العمليات برئاسة سمير المسنان مدير المستشفى، والدكتور زهير لهنا، المتخصص في طب النساء والولادة، المعروف بإجراء العمليات الجراحية المستعصية. وأفاد المسنان في حديثه إلى "الصحراء المغربية"، أن حملة أسبوع جراحة النساء والتوليد، التي نظمت أخيرا، ب"بانيو"، تدخل في إطار برنامج وزارة الصحة بهدف الحد من مستوى المواعيد، من ضمنها مواعيد العمليات الجراحة، التي تكون طويلة، لأن الضغط على المستشفى كبير جدا، لذا من حين لآخر ينظمون حملات في جميع التخصصات، كحملة "أسبوع جراحة أمراض النساء والتوليد"، التي نظمت أخيرا إذ قاموا بعمليات جراحية لحالات مستعصية، من أجل تخفيف عبء تنقل المرضى للعلاج في مدن أخرى، سيما أن مستشفى "بانيو" هو الوحيد الذي يوجد في مكناس الخاص بالأم والطفل، مشيرا إلى انه سيدشن قريبا مستشفى سيدي اسعيد، الذي سيفتتح أبوابه في المستقبل، وسيشتغل مع "بانيو" بالتساوي للتخفيف من الضغط، وأوضح المسنان، أنه تماشيا مع توجيهات وزار الصحة، وتنفيذا لبرنامج العمل الجهوي 2018 و 2019، الذي يسعى للوصول في نهاية 2019 الى صفر موعد في جميع التخصصات الجراحية، خصوصا جراحة النساء والتوليد، ارتأى مستشفى "بانيو" للأم والطفل، بتأطير من المديرية الجهوية فاسمكناس والمديرية الإقليمية للصحة بمكناس بتنسيق مع المركز الاستشفائي محمد الخامس، وجمعيات المجتمع المدني، وعلى الخصوص جمعية "إنجاب"، وعلى رأسها الدكتور زهير لهنا، وجمعية "الثريا" وعلى رأسها الحاجة ثرية القشقوش السوسي، وجمعية "أصدقاء بانيو"، تنظيم أسبوع جراحي لأمراض النساء والتوليد من 17 إلى 21 يونيو الماضي، الذي كان برمج 20 عملية جراحية من ضمنها عمليات جراحية عادية من المستوى الثاني، وعمليات جراحية مستعصية من المستوى الثالث التي تجرى عادة في المستشفى الجامعي، والتي شارك فيها الدكتور زهير لهنا، المعروف بإجراء هذا النوع من العمليات المستعصية في المستشفيات الجامعية سواء في المغرب أو في الخارج، مشيرا إلى أنه قام بإجراء أول عملية جراحية بالمنظار، رفقة طاقم طبي ترأسه الدكتور الرجا في الله، وهي الأولى من نوعها في الإقليم، وذلك بدعم من وزارة الصحة التي قدمت لهم الجهاز الخاص بالعمليات الجراحية بواسطة المنظار، وهي مبادرة جيدة تساعد على التقليص من مدة الانتظار، وتسهيل الولوج للاستشفاء سيما في مثل حملة «الأسبوع الخاص بجراحة أمراض النساء والتوليد »، الذي تعبأ لإنجاحه جميع الأطر الطبية والتمريضية، والإداريين لمستشفى "بانيو"، لذلك نشكر كل من ساهم من قريب أو بعيد في حملة هذا الأسبوع الجراحي، الذي ساهمنا من خلاله من التخفيف من مواعيد الانتظار الطويلة للمرضى الفقراء والمعوزين، الذين يترقبون مواعيدهم بشوق كبير.
12 ألف عملية ولادة
من جهة أخرى، أكد سيعد فقير، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بمكناس، أن مستشفى "بانيو"، الخاص بالأم والطفل يتكفل بأمراض النساء والتوليد، وبالأطفال الخدج، الذين يكون لديهم أقل من شهر من الولادة، أو الأطفال غير الكاملين أي الذين يكون لديهم سبعة أشهر أو ثمانية أشهر (السباعي أو الثماني)، وهو ما فرض عليه ضغطا كبيرا، إذ يستقبل يوميا عددا كبيرا من المريضات، والحوامل اللواتي يقصدن "بانيو" من مدينة مكناس ومن مناطق بعيدة جدا، كإقليم خنيفرة، والحاجب، وسيدي قاسم، وغيرها من المناطق البعيدة. وأضاف فقير أن المستشفى يسدي خدمات جليلة لسكا المنطقة، والضغط الذي يعانيه ناجم على التخصص الذي لديه كمستشفى وحيد بمكناس، ويوجد به فقط أربعة أطباء أخصائيين في جراحة النساء والتوليد، وطبيبان للإنعاش، وأربعة أطباء للأطفال، إلى جانب الممرضين والطاقم الإداري، ويجري المستشفى سنويا 12 ألف عملية ولادة، ويتكفل بعلاج 1300 طفل أقل من الوزن العادي، وأن المستشفى لا يشتغل لوحده بل لديه شراكات مع الجماعة، والجهة والبلدية، ومع جمعيات المجتمع المدني، التي تساعد المستشفى كثيرا، مضيفا أنهم يحاولون جاهدين تخطي العقبات الموجودة، وإكراهات الضغط، من أجل الاستجابة لحاجيات سكان مكناس والأقاليم المجاورة.
مشاركة متميزة لجمعيتي "إنجاب" و" ثريا"
تشارك جمعيات المجتمع المدني في تحسين خدمات مستشفى "بانيو"، ومن بينها جمعية "أنجاب"، للدكتور زهير لهنا، الذي يشارك للمرة السادسة لأجراء عمليات جراحية خاصة بمرض النساء والتوليد، من ضمنها علميات معقدة، والذي أكد ل"الصحراء المغربية"، أن حملة الأسبوع الخاص بحراجة النساء والتوليد، مرت في ظروف جيدة، وأنه سعيد بإجراء علميات جراحية مستعصية من المستوى الثالث، تجرى عادة في المستشفيات الجامعية، كما أنه أشرف لأول مرة على إجراء عملية جراحية بالمنظار في مدينة مكناس، وأنها المرة السادسة، التي يشارك فيها في مثل هذه الحملات الجراحية بمدينة مكناس، مشيرا إلى أنه من أهم اللحظات التي عاشها خلال هذه الحملة، والتي تتجلى في رؤية وجه جدة أجرى لها عملية جراحية خلال الحلمة، حيث كانت تعاني منذ عشر سنوات، من هبوط رحم، كان يسبب لها ألما شديدا، وتعفنا وسلسا بوليا، رؤية وجهها الجميل بعد إجراء العملية، أضاء الغرفة، رغم تقدمها في السن، وتعبها من العملية التي أجريت لها، لكن كان يبدو على محياها الارتياح، وعندما جلس بجانبها، وسألها عن حالها وعن احتمال إحساسها ببعض الألم، أجابته بالنفي، فأخذ بيدها التي كانت ملقاة بجانب خذها، ليحسسها أكثر بوجوده بجانبها واهتمامه بها، بعدها قبل يدها وطلب منها الدعاء له، مشددا على أن هذا الشعور يكفي ليسخر كل ما يملك من قوة لخدمة النساء المريضات، لا سيما اللواتي لا حيلة لهن ولا قوة. في السياق نفسه، أكدت تورية قشقوش السوسي، رئيسة جمعية "الثريا" للعمل الخيري والتضامن الاجتماعي بمكناس،ل"الصحراء المغربية"، أن جمعيتهم أول من فكر في تحسين صورة مستشفى "بانيو" كمستشفى عمومي، من أجل توفير الجو الملائم للحوامل كي يضعن أطفالهن في فضاء مريح ونظيف، مضيفة أنها المرة الثانية التي تقوم فيها الجمعية بإصلاح فضائه الداخلي والخارجي، إذ عملوا على صباغته وتزيين الممرات الداخلية للمستشفى، والغرف، وتزليج أرضية المستشفى، وصيانة مرافقه الصحية، وتهييئ حديقة المستشفى، التي لم تكن جيدة وأصبحت اليوم مكسوة بالأعشاب الخضراء، والأزهار الجميلة والمتنوعة. كما عملوا على طلاء حيطان المستشفى الخارجية، وباحة الاستراحة التي وضعوا فيها واقيات للشمس والأمطار، و"سقاية" صغيرة من الطراز التقليدي، لري عطش الزوار الوافدين على المستشفى من مناطق بعيدة، سيما في هذه الفترة شديدة الحرارة، والتي يحتاجون فيها للماء، مشددة على أن كل هذه الأشياء تساهم في الراحة النفسية للمريضات التي تعتبر جزء من علاجهن.