أعلنت فتيحة الشرادي، نائبة رئيس السوق المحلي للتنمية الفلاحية ب مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، أن عدد المنصات التطبيقية الفلاحية لبرنامج "المثمر " ل OCP، سينتقل من 2000 إلى 4000 منصة خلال الموسم الفلاحي المقبل- 2019/2020. وأجمعت المداخلات، أمس الخميس بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببن جرير بمناسبة انعقاد لقاء موسع مع جميع الشركاء المتدخلين في البرنامج إلى جانب خبراء دوليين يمثلون إفريقيا والهند ودول أخرى، على أهمية المقاربة التي تنهجها مجموعة المكتب الشريف بالمغرب وإفريقيا من أجل ترسيخ منطلقات وازنة لفلاحة ذكية ومستدامة قادرة على رفع تحديات التغيرات المناخية، وتقلص المساحات الفلاحية بسبب النمو الديموغرافي المتزايد، وتركيز المجموعة على دعم مردودية الفلاحين الصغار للدفع بمسارات تشكيل طبقة وسطى اجتماعية في العالم القروي، من خلال التكوين والإشراف وتقديم حلول مشخصة للمستفيدين من هذا البرنامج الذي نوه به بشدة الحضور الأجنبي خلال هذا اللقاء. ومكنت شهادات قدمها عدد من الفلاحين الذين عاشوا تجربة "المثمر " عن نجاعة هذه الآلية وضرورتها لازدهار أنشطتهم، مؤكدين أنه رغن الظرفية المناخية الصعبة هذه السنة، فقد نمت أنشطتهم الفلاحية يشكل ملحوظ، مبرزين على سبيل المثال أن زراعة الحبوب تطورت ب 25 في المائة، مقارنة مع السنوات الفارطة، رغم قلة التساقطات المطرية. وأفادت فتيحة الشرادي، نائب رئيس السوق المحلي للتنمية الفلاحية ب OCP، وعقب تذكيرها بأهمية جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، أن المكتب الشريف للفوسفاط الشريك التاريخي للفلاحة المغربية أحدث آلية المثمر لخدمات القرب لمواكبة تطور القطاع الفلاحي، اعتمادا على ثلاث ركائز، وهي الشراكة مع الفلاح، والمقاربة التشاركية، والطريقة العلمية وتقاسمها مع المعنيين، وأعلنت أن المنصات التطبيقية للمثمر ستنتقل إلى 4000 منصة عوض 2000 منصة التي أفرزت نتائج جيدة السنة الجارية. وأشارت إلى أن الهدف الرئيسي هو خلق قيمة مضافة وترسيخ نجاعتها وجعلها رافعة تنموية أساسية بالعالم القروي، وفق مقاربات ذكية. وأوضحت مداخلات هذا اللقاء، أنه من خلال التزامها بتطوير القطاع الفلاحي ورغبتها في تحقيق تحول حقيقي في هذا المجال، صممت مجموعة OCP آلية متنقلة ومتعددة الخدمات لمواكبة وخدمة الفلاحين عن قرب. مبرزة أن هذه المبادرة المرنة والمتكاملة التي تحمل اسم "المثمر" تعكس عرض المجموعة الذي يستند على تقديم خدمات الإرشاد الفلاحي المرتكزة على البحث العلمي والابتكار الفلاحي، كما توفر هذه المبادرة إطارا للتعاون والتبادل بين مختلف الفاعلين في القطاع الفلاحي (القطاع الخاص، السلطات المحلية، البحث العلمي، التكوين، التنمية الفلاحية، إلى غير ذلك)، وتهدف إلى خدمة الفلاحين منخلال تزويدهم بنظام لاتخاذ القرارات السليمة قائم على البدائل التقنية والتنظيمية الملائمة، المستدامة، المرنة، المقبولة اجتماعيا، المربحة اقتصاديا والمحافظة على الموارد الطبيعية. وأكدت المداخلات، أن المثمر يهدف إلى التأثير بشكل مستدام على القطاع الفلاحي الوطني وإغناء شبكة الفاعلين المبتكرين في هذا القطاع من خلال الاستناد على نهج علمي لمواكبة مختلف المراحل، إضافة إلى تعزيز الشراكات الفعالة والحكامة الرشيدة مع مختلف الهيآت الفاعلة، مع إدماج مختلف الفئات السوسيو-اقتصادية وخاصة المرأة القروية والشباب. يضم برنامج المثمر العديد من الخدمات المتكاملة، ويتعلق الأمر بشكل خاص بعرض التكوين المستمر للمجتمعات الفلاحية حول المواضيع التي تمكنهم من اتخاذ القرارات العقلانية والملائمة للبيئة الفلاحية والاقتصادية المحلية، الجهوية والوطنية. يضع برنامج المثمر كذلك رهن إشارة الفاعلين في القطاع الفلاحي قاعدة من البيانات الرقمية المفيدة والمجانية من أجل مساعدتهم على اتخاذ القرارات، كما يهدف كذلك إلى تعزيز الشراكات بين المجتمعات المهنية ومواكبة وتشخيص الفلاحين بشكل دائم من طرف فريق من الخبراء المتمرسين في القطاع. وأخيرا، يضم المثمر برنامجا للمنصات التطبيقية الفلاحية التي يتم إنجازها بشكل مشترك مع النظام الإيكولوجي الفلاحي، حيث يتم اختيار، إنشاء، تتبع وتقييم المنصات التطبيقية التي تمكن من استخدام وإدماج الابتكارات الفلاحية المتلائمة مع الأنظمة الزراعية. وبخصوص الحصيلة الإيجابية لمنصات التطبيقية لموسم 2018 2019، أفاد اللقاء، أبرزت المداخلات أنه تم تخصيصها لزراعة الحبوب والقطاني، وهمت جميع المناطق المناخية المواتية لهذا النوع من الزراعات، واستفادت من هذه المبادرة مختلف الفئات الاجتماعية والاقتصادية التي تضم الفلاحين الصغار والمتوسطين، الشباب، النساء، الجمعيات والتعاونيات الفلاحية. ووصل العدد الإجمالي للمنصات التطبيقية الخاصة بزراعة الحبوب والقطاني والتي تم إنشاؤها وتتبعها خلال السنة الأولى من مبادرة المثمر إلى1071 منصة، تنضاف إليها 460 قطعة فلاحية مرجعية، وقد توزعت هذه المنصات على 21 إقليما وهمت أساسا الحبوب الخريفية من خلال785 منصة (73٪ من إجمالي المنصات) والقطاني من خلال 286 منصة (27٪). وأشار المتدخلون، إلى أن التدبير المتكامل للزراعات الذي يطلق عليه "ICP "Integrated Crop Program، ارتكز على الاستخدام المعقلن للمياه، المدخلات الزراعية والمحافظة على الموارد الطبيعية (التربة والمياه)، وفي هذا الإطار، تم تطبيق ثلاثة أصناف من الأسمدة على مستوى المنصات التطبيقية : التركيبات الجهوية الموصى بها من خلال خارطة الخصوبة، التركيبات الجهوية التي تحتوى على الكبريت والتركيبات المشخصة والملائمة لنوعية التربة والزراعات. وتمت مقارنة محصول الحبوب في المنصات التطبيقية مع القطع الفلاحية المرجعية للفلاحين، وتبين بالملموس وجود ارتفاع هام في المردودية. بالنسبة للحبوب، مكنت التركيبات الإعتيادية من تحقيق ارتفاع بنسبة 23 في المائة على المستوى الوطني، في حين ساهمت التركيبات الجهوية في ارتفاع المردودية بنسبة 48 في المائة، أما التركيبات الخاصة التي تم إعدادها اعتمادا على تحليل التربة من خلال آلة المزج الذكي "Smart Blender" فقد حققت أفضل مردودية في جميع مواقع الإنتاج. عموما، وبفضل استخدام هذه التركيبات، تم تسجيل ارتفاع بنسبة 43 في المائة. فيما يخص القطاني، مكنت التركيبات الجهوية الاعتيادية من الرفع من الإنتاج بنسبة 43 في المائة، في حين سجلت التركيبات الجهوية التي تحتوى على الكبريت تحسنا في المردودية بنسبة 93 في المائة. ومن خلال هذه المعطيات، يتبين حجم التأثير على المردودية وجودة المحاصيل، وهذا ما يمهد الطريق لتنفيذ نماذج للتنمية الفلاحية المبتكرة وذات القيمة المضافة العالية بشراكة مع النظام الإيكولوجي بأكمله، وتتيح النتائج الموضوعة رهن الإشارة من الإعداد الجيد للموسم الفلاحي المقبل من أجل فلاحة مثمرة ومستدامة. وتلتزم مجموعة OCP، الفاعل الملتزم، إلى جانب الفاعلين في القطاع الفلاحي من أجل المساهمة في إنشاء منصات للتبادل والمشاركة والمساهمة في ظهور نماذج مبتكرة لخدمة الفلاح الذي يعتبر الفاعل الحقيقي للتغيير.