هاجم عبد القادر الزاير، الكاتب العام للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، اليوم الأربعاء، الحكومة في احتفالات فاتح ماي، معلنا أنها (الحكومة) لم تستطع أن تفرض على مركزيتهم التوقيع على اتفاق للحوار الاجتماعي لا يرضي الطبقة العاملة. وقال الزاير الذي خلف رفيق دربه نوبير الأموي في قيادة سفينة الكونفدرالية، إن الكونفدرالية الديمقراطية للشغل اختارت أن تخلد فاتح ماي لهذه السنة تحت شعار "التنظيم والنضال"، وجعله يوما احتجاجيا، منبها إلى خطورة تفاقم الأوضاع الاجتماعية للطبقة العاملة. وحمل الكاتب العام كامل المسؤولية للحكومة، متوعدا إياها بالتصعيد، من خلال قرارات سيتخذها المجلس الوطني، الذي استنفر كل أجهزته الوطنية والجهوية والإقليمية لمواصلة تنفيذ برنامجه النضالي، وتسطير كل الأشكال النضالية دفاعا عن حقوق ومكتسبات الطبقة العاملة. كما أعلن الزاير أن "الكونفدرالية الديمقراطية للشغل قررت فتح نقاش واسع مع التنظيمات السياسية والحقوقية والمدنية الديمقراطية المنحازة لقضايا الجماهير الشعبية، من أجل تشكيل جبهة اجتماعية توحد النضالات". من جهة أخرى، عدد الزاير، في كلمته، وسط جماهير الطبقة العاملة الكونفدرالية، وقيادات أحزاب فدرالية اليسار الديمقراطي، الأسباب التي جعلت نقابته تنسحب من اجتماع يوم الثلاثاء 25 أبريل 2019، وترفض التوقيع على اتفاق الحوار الاجتماعي، معلنا أن هذا الموقف يأتي انسجاما، من جهة، مع مواقفها المعبر عنها سواء في لقاءاتها بمقر وزارة الداخلية أو في مراسلاتها لوزير الداخلية ولرئيس الحكومة، ومن جهة أخرى، انطلاقا من قناعتها بأن هذا الاتفاق مخيب للآمال، ولا يرقى إلى الحد الأدنى لانتظارات الطبقة العاملة، ويخل بمبدأ احترام الالتزامات والتعاقدات.
ومن بين الأسباب التي حالت دون التوقيع، تحدث الزاير عن عدم تضمين الاتفاق "أن الإجراءات المتعلقة بتحسين الدخل يجب صرفها ابتداء من فاتح ماي 2019، وتنفيذ ما تبقى من اتفاق 26 أبريل 2011، وإحالة كل القوانين الاجتماعية على طاولة التفاوض، وإرجاع ملف التقاعد إلى الحوار، ومراجعة الضريبة على الدخل وإعفاء معاش المتقاعدين من الضريبة، واستبدال كلمة التشاور بعبارة التفاوض والحوار الاجتماعي، وتصفية الأجواء الاجتماعية، وتسوية النزاعات ترابيا وقطاعيا". وخصصت الكونفدرالية جزءا مهما من احتفالاتها للدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة والقضية الفلسطينية. فبالإضافة إلى اللافتات والشعارات التي رفعت خلال الكرنفال الاحتفالي، أعلن الزاير أن "تحصين الوحدة الترابية واستكمال التحرير يعتبر من أولويات مهامنا وانشغالاتنا"، مؤكدا على "تقوية الجبهة الداخلية وتصفية الأجواء السياسية والاجتماعية بما يخلق شروط التعبئة الوطنية لمواجهة كل مخططات المس بوحدتنا الترابية الوطنية". كما أكد تضامن الكونفدراليين المطلق مع الشعب الفلسطيني في كفاحه من أجل بناء دولته الوطنية الحرة والمستقلة على كامل أراضيه، وعاصمتها القدس الشريف. ورفع الكونفدراليون خلال الاستعراض الذي جاب أزقة درب عمر وسط الدارالبيضاء، لافتات وشعارات تطالب ب "اعتماد التفاوض ثلاثي الأطراف كما تنص على ذلك منظمة العمل الدولية بدل التشاور، وتحسين الأجر، وتحصين المكتسبات، وتفعيل شراكة حقيقية". كما نددت الشعارات ب "ضرب القدرة الشرائية والزيادة في أسعار المحروقات، والتضييق على الحريات، والإجهاز على صندوق المقاصة والتهرب من مأسسته، واللجوء إلى التعاقد والكف عن التوظيف في إطار الوظيفة العمومية، وتفشي البطالة والهشاشة الاجتماعية والفوارق المجالية، وإثقال كاهل الموظفين بالضرائب، ومحاولة فرض ضرائب جديدة في ظل الفساد والاستبداد والاحتكار".