اختتم، الأحد، الموسم السنوي الربيعي لقبائل رجراجة "موسم رجراجة "، المنظم أخيرا، بمنطقة الشياظمة بإقليم الصويرة، والذي امتدت فعالياته الاحتفالية من قبيلة إلى أخرى على مدى 44 يوما. هذا الموسم التراثي الذي يسمى محليا باسم "دور الأربع والأربعين 44"، يعتبر تقليدا سنويا تنظمه قبائل رجراجة ال 14، حيث يتميز بخاصية فريدة كونه يمتد لأزيد من ستة أسابيع متواصلة، قبل أن يختتم فعالياته بمنطقة الدرا، يوم الأحد، في أجواء غلب عليها الاحتفال والتواصل بين مكونات هذه القبائل، بحضور ممثلين عن السلطات المحلية والدركية. ويساهم تنظيم الموسم، حسب المنظمين، في إنعاش الحركة التجارية والتعريف بالموروث الثقافي للمنطقة. وتتخلل فعاليات الموسم الذي انطلق أخيرا، الاحتفاء بعادات وطقوس قبائل الشياظمة بالمنطقة التي حافظت عليها عبر قرون، حيث تجعل المحتفلين بها يستحضرون جوانب بدايات انتشار الدين الإسلامي بالمغرب. ويعمل المحتفلون بالموسم، الذين يجوبون قبائل رجراجة عبر الأسابيع الستة، إلى استحضار أصل عادة "الدور" الذي يسرد لما قام به الرجال السبعة بعد أن دعوا الناس للدخول في الإسلام من شتى المناطق، وكانوا يحرصون كل سنة على أن يجوبوا تلك المناطق، ليتفقدوها ويعلمون سكانها المزيد من تعاليم الدين الحنيف، وأيضا بتعيين متفقه في الدين في كل منطقة، يعلم الناس أمور دينهم ويفقههم فيه. ويحرص منظمو الموسم على استحضار هذه العادة التي توارثتها أجيال "رجراجة" عبر ترديد أشعار وترانيم تخلد لهذه العادة عبر الزمن، وأيام احتفالية يتخللها استعراض "التبوريدة"، ونصب الخيام، والاعداد لأطباق الطعام من الأكلات المغربية التي تتميز بها المنطقة خاصة الكسكس. ويرتبط موسم رجراجة، حسب المنظمين، بدخول مارس الفلاحي حيث ينادي مناد من طرف ما يعرف ب "المقدم" يوم سوق ثلاثاء سيدي على الكراتي، معلنا أن "الدور عامر يوم الخميس" وهو ما يسمى ب "يوم الصفية"، ومساء يوم الخميس نفسه، تأتي الطائفة فيبيت أفرادها في المسجد ذاكرين مصلين، وبعدها تنطلق فعاليات الموسم وتتجول القبائل بين بعضها في طقوس احتفالية، يحرص المنظمون على تكريسها في كل يوم جديد من عمر الموسم على امتداد أسابيعه الستة.