حظي شريط "علي يا علي"، سيناريو وإخراج عبد الحي العراقي، بالجائزة الكبرى كأحسن فيلم تلفزي متكامل، في حفل اختتام الدورة الثامنة لمهرجان الدراما التلفزية بمكناس، ليلة أول أمس الأربعاء بقاعة الفقيه المنوني. وتدور أحداث هذا الفيلم حول طفل في السابعة من عمره يعاني مرض التوحد، يتصرف أحيانا على نحو غريب، ويثير دهشة محيطه الاجتماعي، فيعقد وضعية أسرته، خصوصا أمه جميلة، التي ستجد في البشير زميلها في العمل سندا في وسط لا يعلم الشيء الكثير عن ظاهرة توحد الأطفال. وعادت جائزة أفضل تشخيص رجالي للممثلين عبد المجيد الكرون وفيصل عزيزي، وجائزة أحسن دور نسائي للممثلة فاطمة الزهراء بناصر، وتنويه خاص للطفل زياد حمان، أما جائزة أحسن إخراج فحضي بها مصطفى مضمون عن فيلم "القرية المنسية"، بينما منحت جائزة السيناريو مناصفة بين عبد الاله الحمدوشي عن فيلم "وراء المرآة" وبنعيسى المستيري عن فيلم "الايتام". أما في ما يخص المسلسلات، فعادت جائزة أفضل مسلسل ل"لوزين" من إخراج محمد أمين مونة، الذي يحكي خلال حلقاته الثلاثون حياة المجتمع المعاصر وإكراهات الحياة اليومية، من خلال سيناريو أحداث حول اختفاء مبلغ مالي مهم من خزينة مصنع للنسيج لتتوجه أصابع الاتهام نحو ثلاثة أزواج وزيجاتهم يشتغلون بالمصنع، نظرا للإنفاق المفرط الذي ظهر عليهم بعد عملية السرقة، هم 3 أزواج بأوضاع اجتماعية متباينة، لكن ما يوحدهم الرغبة الجامحة في تحقيق مطامعهم. وعادت جائزة أحسن إخراج لعلاء اكعبون عن مسلسل "ديسك حياتي"، وحضيت بشرى الواد بجائزة أحسن سيناريو عن مسلسل "الوجه الآخر". وعاشت العاصمة الإسماعيلية خلال الفترة ما بين 15 و20 مارس الجاري، أياما من المتعة والفرجة الهادفة التي خلقتها الأفلام والمسلسلات المبرمجة للمسابقة الرسمية للمهرجان المنظم من طرف جمعية العرض الحر، بتعاون مع كل من مجلس جهة فاسمكناس، وجماعة مكناس، وعمالة مكناس، والقناة الثانية. وعرفت التظاهرة تنظيم ندوة فكرية حول "الدراما التلفزية وترسيخ قيم المواطنة". كما حرص المنظمون على إشراك بعض شرائح المجتمع من نزلاء المؤسسات الاجتماعية في هذا الحدث الفني، وقام وفد مكون من الفنانين بزيارة كل من مركب مركز حماية الطفولة، ومركز الرعاية الاجتماعية بسيدي بوزكري. وتميز اليوم الأخير من المهرجان الذي تخللت فقراته لوحة موسيقية بديعة من أداء الفنان فيصل عزيزي وسكينة لفضيلي، بإشراف عامل عمالة مكناس، ورئيس الجماعة الحضرية لمكناس، ورئيس جماعة المشور الستينية، وشخصيات أخرى على توزيع الجوائز والأدرع والهدايا التذكارية على المتوجين. وأكد الفنان محمود بلحسن، المدير العام ومؤسس المهرجان، أن هذه التظاهرة التي أصبحت تحدث حراكا ثقافيا، تعيش خلالها العاصمة الإسماعيلية أياما من المتعة والفرجة الهادفة، التي تخلقها الأفلام والمسلسلات، وتخلق معها أيضا فرصة اللقاءات التواصلية بين المهتمين بالمجال، الغاية منها كسب رهان وتعميق روح التعاون واحتكاك مستويات الخبرة الفنية بين المشاركين. وأضاف بلحسن أن هذه التظاهرة إن دلت على شيء فإنما تدل عن مثابرة ومواصلة التحدي بكل اكراهاته والذي أخذناه مع دلك على العاتق مند تأسيس هدا الفعل المعياري للفن الدرامي والدي لن يكون مجرد رقم ينضاف إلى قائمة الملتقيات والمهرجانات المحلية والوطنية فحسب، بل هو مساهمة في إثراء القفزة النوعية، التي تشهدها بلادنا في المجال الفني التي تنخرط فيه بلادنا تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وكان حفل افتتاح الدورة الثامنة لفعاليات المهرجان الوطني للدراما التلفزية، الذي حضره وزير الثقافة والاتصال والعديد من الفنانين والمبدعين المغاربة والأجانب، تميز بتخصيص فقرة تكريم التي دأبت على إحيائها وترسيخها الجهات المنظمة للمهرجان منذ دورته الأولى، لبعض النجوم من العيار الثقيل، وكان الدور هذه السنة على الفنانة رشيدة الحراق والمرحوم عزيز موهوب، اعترافا من الجهات المنظمة بعطاءاتهما وإسهاماتهما الغزيرة والمتنوعة على مدى سنوات وعقود من العمل والريادة.