سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الدعوة إلى إحداث مرصد إفريقي خاص بالأمن السيبراني في اختتام الدورة العاشرة من المنتدى الدولي للأمن بإفريقيا الدورة تميزت باستعراض التجربة المغربية في مجال الوقاية ومحاربة الجريمة المعلوماتية
دعا المشاركون في الدورة العاشرة من المنتدى الإفريقي للأمن، التي اختتمت أشغالها أمس السبت بمراكش ، إلى إحداث مرصد إفريقي خاص بالأمن السيبراني، يسهر على تنظيم كل سنة ندوة دولية يطلق عليها المنتدى الإفريقي للأمن السيبراني، بشراكة مع المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية والاتحاد الإفريقي . وأكد المشاركون في البيان الختامي الذي توج أشغال دورة 2019، على ضرورة التزام الدول الإفريقية بإحداث المعهد الإفريقي للأمن السيبراني، يروم تقليص الهوة الرقمية وجعل الفضاء السيبراني الإفريقي متقاسم وآمن. وأوصى المشاركون في هذا المنتدى، الذي نظم على مدى يومين تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس تحت شعار "بناء أمن المستقبل لإفريقيا"، بانخراط الدول من أجل المصادقة على القوانين الجديدة تكون في مستوى الخطورة التي تمثلها التهديدات الرقمية. وتضمن البيان، أيضا، التأكيد على ضرورة حماية الدول للأنظمة الإدارية ومسلسل (عمليات) الانتخابات، فضلا عن احترام الممارسات المهنية الجيدة في مجال الأمن السيبراني( القانونية، التقنية، التنظيمية، التواصلية). ودعا المشاركون في هذا المنتدى الدول الإفريقية إلى وضع إطار قانوني كفيل بمكافحة الهجومات السيبرانية، وعدم الاستهانة بالتهديدات المرتبطة بالفضاء السيبراني، لكون الجماعات المتطرفة تستعمل الشبكات الرقمية كسلاح لها، مبرزين أن التكنولوجيا الحديثة، التي تستغلها الجهات المتطرفة، تجعل الإرهابيين أكثر فعالية. وطالبوا بإحداث، والمشاركة المنتظمة، في لجنة القيادة المرتبطة بتبادل المعلومات الرقمية، وتقاسم مع الأعضاء الآخرين عبر هذه اللجنة، كل معلومات الكفيلة بتحسين المعرفة والوسائل التي من شأنها محاربة الأخطار الرقمية والمعلومات ذات الطابع الحساس والمتعلقة بالأمن السيبراني. وأكدوا على ضرورة النهوض بالشراكة بين القطاعين الخاص والعام في مختلف الاستراتيجيات لمكافحة التهديدات الرقمية، ووضع سياسات وطنية وإقليمية ودولية من اجل الوقاية ومحاربة التطرف المقرون بالعنف ودمج بشكل أفقي مقاربة النوع، مع التركيز على البرامج التحسيسية وفق مقاربة النوع، حسب خصوصية كل منطقة، مع إدراج محاربة التطرف العنيف من خلال تمكين النساء. وتميزت أشغال الدورة العاشرة لمنتدى إفريقيا للأمن، باستعراض إستراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني في مجال الوقاية ومحاربة الجريمة المعلوماتية (الجريمة السيبرانية). وكشفت ليلى الزوين رئيسة مصلحة مكافحة الجرائم المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، عن هذه الإستراتيجية الشاملة والمندمجة والتي ترتكز حول أربعة محاور أساسية متمثلة في الهيكلة التنظيمية، وتعزيز الموارد البشرية، والاستثمار في التجهيزات والآليات اللوجستيكية، والوقاية. وأوضحت الزوين، أن المديرية العامة قامت، في هذا الصدد، بإحداث 29 فرقة متخصصة في مكافحة الجريمة المعلوماتية، وأربعة مختبرات لتحليل الآثار الرقمية على المستوى الوطني، مشيرة إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني تنظم حملات تحسيسية بالمدارس حول الجرائم المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، ومن خلال، أيضا، المنشورات التي تصدرها والأبواب المفتوحة التي تنظمها. وأشارت المسؤولة الأمنية إلى أثر الجريمة السيبرانية على المستوى الأمني والاقتصادي والاجتماعي والفكري، مؤكدة أن مكافحة هذا النوع من الجرائم يستدعي تنسيقا بين مختلف الوزارات، وبين القطاعين العام والخاص، وأيضا تظافر جهود الأسرة والمدرسة لما لهما من دور مهم في تحسيس وتوعية الفئات الناشئة بمخاطر الاستعمال السيئ للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. وتمحورت أشغال هذا المنتدى الذي نظم بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الإستراتيجية بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الإستراتيجية، حول عدد من المواضيع، منها "إعادة تصور مفهوم الأمن في العصر الرقمي.. تغيير النماذج والمفاهيم"، و"إفريقيا في مواجهة أوجه الهشاشة المزمنة والتهديدات العابرة للحدود وغير المتناظرة"، و"دائرة الأزمات في وسط إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء.. بين النزاعات المستحكمة والتهديدات المستجدة". كما شكلت هذه التظاهرة فرصة لمناقشة قضايا متنوعة ك"الاتحاد الإفريقي في مواجهة تحدي إصلاح مجلس السلم والأمن"، و"طبيعة ونطاق التهديدات السيبرانية.. الجهات الفاعلة الضارة، أساليب العمل"، و"الاستخبارات كسلاح في الحرب ضد التهديدات الأمنية الناشئة". وتضمن جدول أعمال التظاهرة مواضيع أخرى تشمل "الاستخبارات السيبرانية والمخاطر الرقمية"، و"الإرهاب السيبراني والتطرف في الفضاء السيبراني"، و"المنظمات الإرهابية والإجرامية الهجينة، والتهديدات والحروب الهجينة.. التحول الضروري في خدمات الأمن والدفاع"، و"آفاق الاستخبارات الفضائية والجوية".