سلط الضوء، خلال جلسة نظمت أمس الجمعة بمراكش في إطار أشغال الدورة العاشرة لمنتدى إفريقيا للأمن، على استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني في مجال الوقاية ومحاربة الجريمة المعلوماتية (الجريمة السيبرانية). واستعرضت رئيسة مصلحة مكافحة الجرائم المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، ليلى الزوين، خلال هذه الجلسة حول موضوع "طبيعة ونطاق التهديدات السيبرانية.. الجهات الفاعلة الضارة، أساليب العمل"، هذه الاستراتيجية الشاملة والمندمجة والتي ترتكز حول أربعة محاور أساسية متمثلة في الهيكلة التنظيمية، وتعزيز الموارد البشرية، والاستثمار في التجهيزات والآليات اللوجستيكية، والوقاية.
وأوضحت الزوين، أن المديرية العامة قامت، في هذا الصدد، بإحداث 29 فرقة متخصصة في مكافحة الجريمة المعلوماتية، وأربعة مختبرات لتحليل الآثار الرقمية على المستوى الوطني، مشيرة إلى أن المديرية العامة للأمن الوطني تنظم حملات تحسيسية بالمدارس حول الجرائم المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، ومن خلال، أيضا، المنشورات التي تصدرها والأبواب المفتوحة التي تنظمها.
وأشارت المسؤولة الأمنية إلى أثر الجريمة السيبرانية على المستوى الأمني والاقتصادي والاجتماعي والفكري، مسجلة أن المغرب يتوفر على إطار قانوني جد متطور في مجال مكافحة الجرائم المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة.
وخلصت ليلى الزوين إلى القول أن مكافحة هذا النوع من الجرائم يستدعي تنسيقا بين مختلف الوزارات، وبين القطاعين العام والخاص، وأيضا تظافر جهود الأسرة والمدرسة لما لهما من دور مهم في تحسيس وتوعية الفئات الناشئة بمخاطر الاستعمال السيئ للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
من جهته، ذكر مدير مكتب التحليل الاستراتيجي " لا فيجي" (فرنسا)، أوليفيي كيمبف، أن الجماعات الإرهابية أصبحت تتوفر على آليات تكنولوجية تمكنها من القيام بعملياتها على نحو سهل ، مبرزا أن "الفضاء السيبراني" أصبح يكتسي صبغة سيادية بالنسبة للدولة.
من جانبه، دعا النائب الأول لرئيس المجلس الأمريكي للسياسة الخارجية السيد إيان بيرمان، إلى عدم الاستهانة بالتهديدات المرتبطة بالفضاء السيبراني، لكون الجماعات المتطرفة تستعمل الشبكات الرقمية كسلاح لها، مبرزا أن التكنولوجيا الحديثة، التي تستغلها الجهات المتطرفة، تجعل الارهابيين أكثر فعالية.
أما مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للأمن التابع لوزارة الداخلية بدولة قطر، محمد الكواري، فأكد، من جانبه، أن إفريقيا معرضة للهجومات ذات الطابع السيبراني لكونها غير قادرة على التصدي لهذا النوع من الاعتداء، داعيا الدول الإفريقية إلى وضع إطار قانوني كفيل بمكافحة الهجومات السيبرانية .
وتتمحور أشغال هذا المنتدى، المنظم على مدى يومين، حول عدد من المواضيع، منها "إعادة تصور مفهوم الأمن في العصر الرقمي.. تغيير النماذج والمفاهيم"، و"إفريقيا في مواجهة أوجه الهشاشة المزمنة والتهديدات العابرة للحدود وغير المتناظرة"، و"دائرة الأزمات في وسط إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء.. بين النزاعات المستحكمة والتهديدات المستجدة".
كما تشكل هذه التظاهرة فرصة لمناقشة قضايا متنوعة ك"الاتحاد الإفريقي في مواجهة تحدي إصلاح مجلس السلم والأمن"، و"طبيعة ونطاق التهديدات السيبرانية.. الجهات الفاعلة الضارة، أساليب العمل"، و"الاستخبارات كسلاح في الحرب ضد التهديدات الأمنية الناشئة".
ويتضمن جدول أعمال التظاهرة مواضيع أخرى تشمل "الاستخبارات السيبرانية والمخاطر الرقمية"، و"الإرهاب السيبراني والتطرف في الفضاء السيبراني"، و"المنظمات الإرهابية والإجرامية الهجينة، والتهديدات والحروب الهجينة.. التحول الضروري في خدمات الأمن والدفاع"، و"آفاق الاستخبارات الفضائية والجوية".
وبموازاة مع أشغال منتدى "أفريكا سيك"، المنظم من قبل المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية- الشبكة العالمية لمكافحة تطرف النساء، تقام ورشة عمل في موضوع "آفاق النوع الاجتماعي في منع التطرف العنيف"، وذلك بشراكة مع هيئة الأممالمتحدة للمرأة.