انطلقت يومه الجمعة بمراكش، أشغال الدورة العاشرة لمنتدى إفريقيا للأمن، المنظم حول موضوع "بناء أمن المستقبل لإفريقيا"، وذلك بمشاركة ثلة من الخبراء ومسؤولي منظمات دولية ومسؤولين مدنيين وعسكريين من عدة بلدان. وتروم هذه التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى يومين، بمبادرة من المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية بشراكة مع الفيدرالية الإفريقية للدراسات الاستراتيجية، تسليط الضوء على واقع الأمن بإفريقيا وإبراز التحديات التي يتعين على القارة مواجهتها، فضلا عن كونه يعتبر فضاء لتحليل ومناقشة وتبادل التجارب والخبرات في هذا الميدان. وأكد مدير المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية السيد محمد بنحمو، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة، أن هذا المنتدى، يعد من بين المنتديات الكبرى الأولى التي تعالج قضايا الأمن بإفريقيا وفق مقاربة شمولية. وأضاف أن هذا الملتقى يعتبر فضاء للتفكير، ليس فقط في الإشكالات المتعلقة بقضايا الأمن بإفريقيا من النظرة الجغرافية، ولكن أيضا في مختلف الجوانب التي تضعف بشكل أكثر الأمن بالقارة، مسجلا أن المنتدى واكب دوما التطورات التي يعرفها هذا المجال من أجل دراسة وطرح المشاكل المتوقعة في سبيل تجاوز جميع التحديات. وقال إنه، ومنذ انطلاق هذا المنتدى سنة 2007، تم التركيز على مختلف الديناميات التي عرفتها منطقة الساحل والصحراء، مؤكدا أن المعالجة غير الملائمة لهذه التحولات ساهمت في تعقيد الوضعية بهذه المنطقة. من جهتها، أبرزت المبعوثة الخاصة للديوان الملكي للبحرين السيدة سميرة إبراهيم بن رجب، الخطورة الكاملة للعمليات الإرهابية بمختلف أنواعها وأشكالها في الفضاء السيبراني، مشيرة إلى أنه وعلى الرغم من خطورته على الأمن والسلم الدوليين وعلى اختراق السيادة الوطنية للبلدان، فإن الإرهاب السيبراني، هو أيضا منهج وأسلوب حديث في الحروب والصراعات الجيوسياسية التي تجتاح العالم. أما الوزيرة السابقة للشؤون الخارجية بالسلفادور السيدة ماريا أوجينيا بريزويلا دي أفيلا، فاعتبرت من جانبها، أن الأمن اتخذ صبغة شمولية بسبب التغيرات المناخية والإرهاب والمجاعة التي تعرفها عدد من مناطق العالم، مبرزة أن اتساع مفهوم الأمن يدفع إلى التفكير في نموذج جديد يكون بديلا للأمن على المستوى الوطني. من جانبه، أشار الممثل الخاص للاتحاد الأوربي لمنطقة الساحل، السفير أنجيل لوسادا، إلى أهمية هذا الملتقى الذي يعالج قضية بالغة الأهمية، مشيدا بالاختيار الأمثل لموضوع الدورة العاشرة لهذا المنتدى. وتطرق في تدخله للأمن على مستوى منطقة الساحل والصحراء، مشيرا إلى الوضعية الأمنية التي تعرفها هذه المنطقة، وما يتعين القيام به لمواجهة هذه التهديدات والتحديات الكبرى. من جهته، أكد الوزير المصري الأسبق للشؤون الخارجية السيد محمد العرابي، على أهمية التعاون الدولي في هذا المجال، مشددا على ضرورة قيام إفريقيا بوضع إجراءات خاصة بها واستراتيجيات تتعلق بالأمن، لكون الأمن بالقارة، يقول السيد العرابي، لا يمكن تأمينه من خلال القوات الأجنبية. وقال إن إفريقيا تعد منطقة مواتية لتحقيق التنمية، ولكنها أيضا، تبقى مستهدفة من قبل موجات جديدة من الإرهاب، مؤكدا أن المغرب ومصر، اللذين يقيمان تعاونا جيدا على مختلف الأصعدة، بإمكانهما لعب دور هام في محاربة هذه الظاهرة على المستوى القاري، وأنه من خلال التنسيق والشراكة يمكن لإفريقيا ربح رهان الحرب ضد الإرهاب. وتتمحور أشغال هذا المنتدى حول عدد من المواضيع، منها "إعادة تصور مفهوم الأمن في العصر الرقمي.. تغيير النماذج والمفاهيم"، و"إفريقيا في مواجهة أوجه الهشاشة المزمنة والتهديدات العابرة للحدود وغير المتناظرة"، و"دائرة الأزمات في وسط إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء.. بين النزاعات المستحكمة والتهديدات المستجدة". كما تشكل هذه التظاهرة فرصة لمناقشة قضايا متنوعة من قبيل "الاتحاد الإفريقي في مواجهة تحدي إصلاح مجلس السلم والأمن"، و"طبيعة ونطاق التهديدات السيبرانية.. الجهات الفاعلة الضارة، أساليب العمل"، و"الاستخبارات كسلاح في الحرب ضد التهديدات الأمنية الناشئة". ويتضمن جدول أعمال التظاهرة مواضيع أخرى تشمل "الاستخبارات السيبرانية والمخاطر الرقمية"، و"الإرهاب السيبراني والتطرف في الفضاء السيبراني"، و"المنظمات الإرهابية والإجرامية الهجينة، والتهديدات والحروب الهجينة.. التحول الضروري في خدمات الأمن والدفاع"، و"آفاق الاستخبارات الفضائية والجوية". وبموازاة أشغال منتدى "أفريكا سيك"، ينظم المركز المغربي للدراسات الاستراتيجية- الشبكة العالمية لمكافحة تطرف النساء، غدا السبت، ورشة عمل في موضوع "آفاق النوع الاجتماعي في منع التطرف العنيف"، وذلك بشراكة مع هيئة الأممالمتحدة للمرأة.