نبه مكتب جمعية الدفاع عن حقوق المستهلك في إقليمبرشيد إلى المخاطر الكبيرة المحذقة بصحة المواشي والإنسان في المنطقة، بسبب اعتماد عدد من الفلاحين على السقي بواسطة المياه العادمة، خصوصا منها المقذوفة من قبل الوحدات الصناعية. وأكد أبو الفداء أن جمعية الدفاع عن حقوق المستهلك في برشيد، سبق لها أن راسلت وزارة البيئة حول الموضوع، سنة 2008، إذ تلقت جوابا، قال أبو الوفاء إن فحواه "هو أن وزارة البيئة رصدت غلافا ماليا لفائدة الصندوق الصناعي لحث وتشجيع الوحدات الصناعية على توفير تجهيزات مناسبة لمعالجة المياه العادمة والمستعملة من قبلها قبل القذف بها في المصارف". ووصف أبو الفداء هذه الوضعية ب"الكارثة التي تهدد المنتوجات الغدائية، من خلال لحوم الأبقار والمواشي". وأكد أبو الفداء أن اللجنة المذكورة وقفت على "وجود العشرات من مضخات مياه الري المزودة بمحركات البنزين وقنينات الغاز، المنصوبة لضخ المياه العادمة مباشرة عبر أنابيب بلاستيكية، بادية للجميع، موجهة لسقي المواد العلفية المخصصة للماشية مثل الذرة والفصة وبعض الخضروات التي تسخر للتسويق والاستهلاك". وفي استفسار حول مسؤولية الجهات المخول لها مراقبة صحة سلامة المنتجات الغذائية، أفادت مصادر من المديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية والمنتجات الغذائية بسطات، في تصريح ل"المغربية"، فضلت عدم ذكر اسمها، أن الموضوع يدخل في اختصاص وزارة البيئة، لمنع السقي بالمياه العادمة ورفع الوعي بمخاطرها". وحددت المصادر وظيفة المكتب الوطني للسلامة الغذائية والمنتجات الغذائية في "مراقبة سلامة المنتجات الغذائية في جميع سلسلات الإنتاج، انطلاقا من مراقبة جودة البذور والمبيدات المستعملة في العملية الزراعية، وفي الحرص على استعمال هذه المواد بالمعايير المطلوبة، إلى جانب تنفيذ عمليات المراقبة للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية على الصعيد الوطني في أماكن البيع". وفي التشديد على الاستفسار على ضرورة تدخل المكتب في مراقبة عملية السقي الزراعي باعتبارها منتجات غذائية، تحدثت المصادر نفسها عن "أن الأمر يدخل ضمن مهمة وزارة البيئة إلى جانب عدد من المتدخلين الآخرين". من جهة أخرى، أفادت مصادر طبية أن استعمال المياه العادمة لها عواقب وخيمة على صحة وسلامة المواطنين، تتسبب في نقل أنواع خطيرة من البكتيريا والجراثيم، خصوصا عند سقي المنتوجات مثل النعناع والبقدونس والخص". وتكمن هذه الخطورة في أن تسرب المياه العادمة إلى المنتوجات الغذائية يتسبب في إمكانية تعرض الإنسان لتسمم غذائي، خصوصا عند استهلاك المنتجات غير المطهية، مثل المستعملة في السلطات، لاحتواء مياه الصرف الصحي على مواد كيماوية سامة ومعادن ثقيلة مثل الرصاص والزئبق، تظهر تأثيراتها على المدى المتوسط والبعيد". وأشارت المصادر إلى أن عددا من الدول تعيد استعمال المياه العادمة المعالجة في عملية سقي المنتجات الغذائية وتسميد المحاصيل الزراعية، إلا أنها عملية تجري وفق معايير علمية وفيزيائية محددة، تراعي مجموعة من شروط الاستعمال لضمان تحقيق الفائدة وتجنب الاثار السلبية المحتملة على البيئة والصحة.