أسفرت الحملة الوطنية التي أطلقتها الحكومة حول السلامة الطرقية، بداية صيف 2014، بمشاركة وتعاون كافة المتدخلين المعنيين بالسلامة الطرقية، عن نتائج إيجابية. صور من الأرشيف تفيد الإحصائيات الرسمية للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير أنه سجل انخفاض في عدد حوادث السير خلال شهر يوليوز 2014 بنسبة 8.80 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية. وقال ناصر بولعجول، المنسق الدائم للجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، إن "المعطيات المتوفرة تفيد أنه سجلت 5856 حادثة سير خلال شهر يوليوز الماضي، صنفت منها 236 حادثة سير مميتة، أدت إلى وفاة 264 شخصا، وهي نتيجة إيجابية إذا علمنا أن معدل الوفيات انخفض بنسبة 32.99 في المائة، كما انخفض معدل عدد الإصابات بجروح خطيرة بنسبة 36.43 في المائة خلال الفترة نفسها، حيث سجلت 773 إصابة، فيما سجلت 8143 إصابة بجروح خفيفة، بنسبة تراجع بلغت 8.86 في المائة. وأوضح بولعجول، في حوار مع الزميلة"لوماتان" ستنشره في عدد لاحق، أن هذه النتائج الإيجابية المسجلة تعود بالأساس إلى جهود مختلف الشركاء الذين انخرطوا في هذه الحملة التي انطلقت في 4 يوليوز الماضي، والتي شهدت تعبئة قوية جدا سواء على مستوى أطر اللجنة الوطنية أو على مستوى الفاعلين الحكوميين. وأضاف بولعجول أن الأرقام المسجلة، خلال الأشهر السبعة الأولى من سنة 2014، تذهب بدورها في اتجاه الانخفاض. وأشار إلى أن عدد الحوادث التي سجلت خلال هذه الفترة بلغ ما مجموعه 37 ألفا و983 حادثة، وهو ما يمثل انخفاضا بنسبة 2.08 في المائة في عدد الحوادث المسجلة خلال الفترة نفسها من السنة الماضية، فيما تمثل حوادث السير المميتة 1579 حادثة، منها 1787 وفاة، بمعدل انخفاض بلغ 6.24 في المائة، كما سجل انخفاض بنسبة 11.69 في المائة، في ما يتعلق بالإصابات الخطيرة مقارنة مع السنة الماضية، حيث سجلت اللجنة 5059 إصابة خطيرة فقط. ويرى بلعجول أن هذه الأرقام تدعو إلى نوع من الارتياح بما أنها تدخل في إطار تراجع عدد الوفيات المسجلة منذ سنة 2012 بمعدل 2.4 في المائة، ثم انخفضت بمعدل 8 في المائة سنة 2013، ما سمح بإنقاذ حياة حوالي 335 شخصا، وقال "يمكننا أن نكون فخورين بهذه الأرقام المسجلة التي تعزز المنحى التنازلي، فالمغرب استطاع أن ينزل عن عتبة 4000 قتيل المسجلة سنويا الناتجة عن حوادث السير، حيث لم يتعد 3800 قتيل سنة 2013". وأبرز بولعجول أن الفاعلين التزموا بالعمل على خفض معدل الوفيات الناتجة عن حوادث السير، لكن رغم ذلك، حسب المنسق الدائم للجنة، المغرب مايزال من بين الدول ذات أعلى معدل في الوفيات، لأنه إذا قارنا بلادنا مع بعض الدول المتقدمة التي لها الأسطول من السيارات نفسه، وحركة السير نفسها، والكثافة السكانية والحضارة نفسها، فإنه يجب على المغرب ألا يتعدى 1200 حادثة سير سنويا، ما يعني أن معدل حوادث السير المسجلة ببلادنا مرتفعة بنسبة 300 في المائة. وأكد المنسق الدائم للجنة أن العنصر البشري هو المتسبب في حوادث السير بنسبة 90 في المائة، حيث إن الناس لا يحترمون الإشارات ولا قانون السير، فضلا عن الإفراط في السرعة، مشيرا إلى أن هناك تعديلا لمدونة السير قيد الدراسة من طرف وزارة النقل والتجهيز واللوجستيك، لأن هناك بعض البنود في حاجة إلى المراجعة من أجل تسهيل تطبيق هذه المدونة.