طالب مركز حقوق الإنسان بشمال المغرب، محمد الداودي،وزير التعليم العالي والبحث العلمي،بفتح تحقيق حول ما وصفه بخروقات التسجيل في الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمرتيل. وقال المركز نفسه في رسالة موجهة إلى محمد الداودي، إن ميثاق الأطروحات لمركز دراسات الدكتوراه بكليةالآداب والعلوم الإنسانية والترجمة التابع لجامعة عبد المالك السعدي، ينص في مادته الرابعة المتعلقة بتأطير وتتبع الأطروحات على أن "عدد الطلبة الذين يمكن الإشراف عليهم في الوقت نفسه يحدد في خمسة على الأكثر، باستثناء في حالة الحصول على ترخيص من المركز". والواقع الذي كشف عنه مركز حقوق الإنسان في شمال المغرب، في الرسالة نفسها، التي توصلت "المغربية" بنسخة منها، وكانت مرفوقة بوثائق حول الموضوع، مخالف لما ورد في ميثاق الأطروحات لمركز دراسات الدكتوراه بكلية الآداب والعلوم الإنسانية والترجمة، إذ أن هناك أستاذين أشرفا على أكثرمن 25 أطروحة في الموسم 2013/2014،ناهيك عن إشراف الأستاذين نفسيهما على أرقام مماثلة في المواسم الجامعية السابقة. وذكر المركز نفسه أن الخروقات لم تقف عند عدد الأطروحات التي يشرف عليها الأساتذة، لأن هناك أطروحات لا علاقة لها بموضوع التكوين، خاصة أطروحة طالب حاصل علىالإجازة والماستر في الفيزياء ومسجل بالدكتوراه في تكوين النص الأدبي العربي القديم. وأكد محمد سعيد السوسي، رئيس مركز حقوق الإنسان في شمال المغرب، في تصريح ل"المغربية" أن الخروقات التي جرى الوقوف عليها سجلت، أيضا، في مواسم دراسية سابقة، وأنه بعد وقوفه على هذه الخروقات وجه رسالة في الموضوع إلى وزير التعليم العالي، بداية الأسبوع الماضي. وفي إطار توضيح الموضوع، اتصلت "المغربية" بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، غير أنها لم تتوصل بأي رد على اتصالها. وفي تعليق له حول الموضوع، قال عبد الكريم مادون، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم العالي، في تصريح ل"المغربية" إن مجلس الجامعة يحدد عدد أطروحات الدكتوراه التي يشرف عليها الأستاذ الواحد في خمس أطروحات زائد أطروحتين، حرصا على ضمان الجودة في التأطير. واعتبر ارتفاع عدد الأطروحات التي يشرف عليها بعض الأساتذة خرقا للقانون المعمول به حسب نظام التعليم العالي. من جانبه، أكد محمد أورحو، أستاذ بكلية الآداب في مارتيل، وكاتب عام محلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بالمدينة نفسها، في تصريح ل"المغربية"، إن النقابة عقدت جلسات حوار مع مسؤولين في الكلية ومع رئيس جامعة عبد المالك السعدي، كما راسلت الوزارة حول المشكل، الذي مازال على ما هو عليه. وتابع أورحوبقوله إن مشكل الإشراف على أطروحات الدكتوراه بالكلية يطرح أكثر من سؤال، لأن هناك بعض الأساتذة الذين يشرفون على حوالي 40 أطروحة، خلال ثلاث سنوات، بحيث يستقبل 10 إلى 20 أطروحة في الموسم الواحد، ويراكم ما يزيد عن 40 في ثلاثة مواسم، ما يعد خرقا لقرارت المجلس الجامعي التي تحدد الإشراف على 5 أطروحات، مع زيادة أطروحتين في بعض الحالات بالنسبة للأستاذ الواحد، خلال 3 سنوات أو 4 سنوات.