عقب مغامرة مثيرة ومليئة بالعواطف، تمكنت بشرى بيبانو، يوم 24 يونيو الماضي، من تسلق قمة جبل ماكنلي المعروف باسم دينالي، الموجود بمركز آلاسكا بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو أعلى جبل بأمريكا الشمالية، بارتفاع يبلغ 6149 مترا من سطح البحر. وفي لقاء صحفي عقد بالدارالبيضاء، أول أمس الخميس، أفادت بشرى بيبانو أن ارتفاع ومناخ هذا الجبل ووضعيته الجغرافية القطبية جعلوا منه القمة الأكثر صعوبة في التسلق في العالم. وأضافت بيبانو، وهي مهندس دولة في الاتصالات وموظفة بوزارة النقل والتجهيز وأم لطفلة واحدة، أن الرحلة إلى أمريكا الشمالية لم تكن سهلة، فلأول مرة في مسارها في تسلق "أعلى سبعة جبال العالم"، كان عليها أن تتخلى عن المكلفين بحمل الأمتعة، إذ تكلفت لوحدها بحمل 25 كيلوغراما من العدة اللازمة للتسلق. بشرى بيبانو أوضحت أنه كان عليها مواجهة الظروف المناخية القاسية، رياح قوية وعاصفة ثلجية اشتدت أمامها. هكذا، تطلب تسلق مونت ماكنلي السير لمدة تتراوح بين 8 و10 ساعات يوميا في طقس تتراوح درجات الحرارة به ما بين ناقص 20 وناقص 30 درجة مائوية، مع التوقف لأيام عند هبوب العواصف الثلجية، حيث شكلت المعاناة والتضحية الكلمة الأساس لتحقق بشرى بيبانو مبتغاها، وبهذا الخصوص قالت "عند وصولي للقمة، فرحي كان كبيرا وأحسست بسعادة بالغة. ناهيك عن الفخر الذي شعرت به عندما وضعت العلم المغربي على سطح أمريكا الشمالية. كان شعورا خاصا، وحقا أجد صعوبة في وصفه بالكلمات". من جانبه، أبرز منير باري المدير العام للشركة الراعية لهذه البطلة المغربية، قائلا "عندما التقينا بشرى بيبانو لأول مرة وقدمت لنا مشروعها في سبع أعلى قمم في العالم، تفاجآنا كلنا وانبهرنا بشجاعة هذه المرأة الشابة. بعد ذلك، نقلتنا بشرى معها بشغفها وحماسها إلى عوالم جديدة. إنها مغامرة جميلة. وما أتاحت لنا بشرى أن نعيشه هو إحساس قوي يعجز اللسان عن وصفه. وعين سلطان فخور بدعم هذه المغامرة والانتماء إليها وكلنا سعداء بمشاركتها مع جميع المغاربة". وبعد نجاحها في تحدي قمة كلمنجارو، أعلى قمة إفريقية، ومونت بلان أعلى قمة في أوروبا الغربية، ومونت البروز سقف أوروبا، وأكونكاغا بأمريكا اللاتينية، ومونت وماكنلي بأمريكا الشمالية، أعلنت بشرى بيبانو عن قرارها بشد الرحال نحو قمة جبل إفرست الأكبر ارتفاعا في العالم، بعلو يبلغ 8848 مترا عن سطح البحر، وبعده نحو كارستينس بأندونيسيا، ثم جبل فينسون بالأنتركتيك.