'قال مدير نشر أسبوعية "لوبسيرفاتور دي ماروك"، أحمد الشرعي، إن روابط "التقارب" بين العائلتين الملكيتين المغربية والإسبانية وبين صاحب الجلالة الملك محمد السادس والملك فيليبي السادس أعطت "عمقا أكثر قوة" للعلاقات الثنائية. أبرز أحمد الشرعي، في مقال نشرته صحيفة (لا راثون) الإسبانية اليوم الجمعة، أن الزيارة الرسمية التي قام بها العاهل الإسباني يومي 14 و15 يوليوز الجاري للمغرب، والأولى له لبلد من خارج الاتحاد الأوروبي، تعكس هذه الحقيقة. وكتب الشرعي، وهو أيضا مدير الموقع الإخباري "كيفاش" ورئيس إذاعة (ميد راديو)، أن زيارة الملك فيليبي السادس للمغرب "لم تكن مجرد لحظة للتعرف. وإنما تعكس أهمية العلاقات الثنائية بالنسبة للبلدين". وأكد كاتب المقال أن المغرب وإسبانيا بلدان جاران يتقاسمان "تاريخا مشتركا غنيا"، مسجلا أن البلدين تجمعهما علاقات متينة تتجاوز سوء الفهم الذي نادرا ما ظهر في الآونة الأخيرة بين المملكتين. وبحسب هذا الصحفي المغربي فإن "الرباطومدريد يتعاونان بشكل وثيق في العديد من المواضيع الهامة، ليس فقط بالنسبة لبلدين جارين، ولكن أيضا بالنسبة للمنطقة المتوسطية برمتها"، مشيرا إلى أن هذا التعاون يشمل، بالخصوص، ثلاثة مجالات هي محاربة الاتجار في المخدرات، ومكافحة الهجرة غير الشرعية، والإرهاب. وفي ما يتعلق بتعاون المغرب وإسبانيا في المجالين الأولين، أوضح الشرعي، أن البلدين يحافظان على تعاون "قوي جدا" و"استراتيجي"، يشكل "محور السياسة الأمنية" بالنسبة لإسبانيا، مبرزا أن الرباطومدريد "يتعاونان أيضا وبشكل وثيق" في مجال مكافحة الإرهاب. أما في ما يتعلق بالتعاون الاقتصادي بين الرباطومدريد فسجل كاتب المقال أن عامل القرب الجغرافي جعل من البلدين "شريكين خاصين ومتميزين"، مشيرا إلى أن إسبانيا "لا تخفي رغبتها في أن تصبح الشريك الأول للمغرب". وذكر بأن المقاولات الصغرى والمتوسطة الإسبانية أضحت مهتمة أكثر فأكثر، منذ بداية الأزمة الاقتصادية سنة 2008، بالاستثمار في المغرب، لاسيما في قطاعات الفلاحة والسياحة والبناء والأشغال العمومية. وأشار الكاتب إلى أن الاستثمارات الإسبانية بالمغرب تروم استشراف وغزو السوق الإفريقية، وذلك عن طريق إقامة مقاولات مشتركة مع فاعلين مغاربة، ما يجعل من المملكة الجارة "معبرا" إلى القارة الإفريقية. وبعد أن أبرز أهمية الجالية المغربية المقيمة بالديار الإسبانية، والروابط الثقافية بين البلدين، ذكر السيد الشرعي أن العلاقات بين المغرب وإسبانيا "متعددة ومتنوعة وعميقة" وتجسد المكانة "الاستراتيجية للتعاون الثنائي". وخلص الشرعي في مقاله إلى أن "الاختيار المشترك للبلدين الديمقراطية، والنهضة، والتنوع والانفتاح يشكل عاملا على تعزيز هذا التعاون الاستراتيجي" بين الرباطومدريد.