يحل بالمغربk اليوم الاثنين، بدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، صاحبا الجلالة الملك فيليبي السادس والملكة ليتيثيا، عاهلا المملكة الإسبانية، وتتواصل هذه الزيارة غدا الثلاثاء. وكان بلاغ لوزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، أفاد أن صاحب الجلالة، أعزه الله، سيجري مباحثات رسمية مع ضيفه الكبير، ويقيم جلالته، أعزه الله، مأدبة إفطار رسمية على شرف العاهلين الإسبانيين والوفد المرافق لهما بالقصر الملكي العامر بمدينة الرباط". وتعد الزيارة التي تنطلق اليوم الأولى للملك فيليبي السادس إلى بلادنا منذ اعتلائه العرش، كما أنها الأولى لبلد إفريقي وعربي. وتأتي هذه الزيارة في وقت تمر العلاقات بين البلدين بأفضل مراحلها، بفضل الإرادة الراسخة والدفعة القوية التي يمنحها قائدا البلدين لهذه العلاقات. ففضلا عن علاقات الجوار تترجم إسبانيا الوضع المتقدم للمملكة المغربية لدى الاتحاد الأوروبي، الذي فرضه التحول في علاقات الدول الأوربية مع البلدان المجاورة في إطار ما أصبح يصطلح عليه "سياسة الجوار"، والتي تأخذ بعين الاعتبار الديمقراطية وحقوق الإنسان، في المقام الأول لعلاقتها. كما أن التاريخ المشترك بين المغرب وإسبانيا، الذي لعبت فيه الجغرافيا دورا مهما، ساهم في تعزيز الشراكة بين البلدين، ويقع الإجماع على وصفها بالنموذجية في المنطقة الأورو متوسطية. ويجني البلدان في السنوات الأخيرة ثمار التعاون الاقتصادي المتواصل المنطلق أساسا من شراكة رابح رابح، التي أضحت ميزة العلاقات الخارجية للمملكة بقيادة جلالة الملك محمد السادس منذ اعتلاء جلالته عرش أسلافه المنعمين، وبفضل الرغبة المشتركة في بناء العلاقات الاقتصادية على أسس متينة ارتقت إسبانيا لتصبح في سابقة من نوعها أول شريك تجاري للمغرب، الذي أضحى ثاني أكبر زبون لإسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية. وشهدت صادرات إسبانيا للمغرب تطورا ملحوظا، إذ بلغت سنة 2013 ما مجموعه 5,508 ملايير أورو، أي بزيادة قدرها 4 في المائة مقارنة مع سنة 2012، ما يجعل المغرب باستمرار الوجهة الأولى إفريقيا وعربيا للصادرات الإسبانية بفضل أزيد من 20 ألف مقاولة تصدر منتجاتها إلى المملكة. ويعبر هذا التحول اللافت بصدق عن الثقة التي يحظى بها المغرب، على الصعيد العالمي، وواحدة من ثمار التحولات التي يشهدها مغرب الحداثة والديمقراطية، إذ تقوت العلاقة المغربية الإسبانية بشكل فاعل ما جعل الجارة الشمالية للمملكة الشريك الأول منذ العام 2012، تنشط في المغرب أزيد من 800 مقاولة إسبانية وتوظف آلاف الأشخاص. ويأتي جذب الكثير من الاستثمارات بالنظر إلى الفرص التي يوفرها المغرب في عدة مجالات، وسام مناخ الأعمال الملائم في استقبال 52 في المائة من الاستثمارات الإسبانية في إفريقيا، وهي نسبة تدل على المكانة المتميزة التي يحتلها المغرب بالنسبة إلى المستثمرين الإسبان. فالمغرب يستفيد من موقعه الجغرافي الاستراتيجي باعتباره بوابة العالم نحو القارة الإفريقية، وأيضا، من تحديث بنياته التحتية، والاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي جعل المراهنة عليه من قبل المقاولات الإسبانية الراغبة في دخول السوق الإفريقية أمرا محسوما. وكان العاهل الإسباني السابق، خوان كارلوس الأول، خلال زيارته للمملكة في يوليوز 2013، قال إن المغرب "نموذج للانفتاح والاستقرار"، مبرزا أن لهاتين الميزتين، اللتين يتمتع بهما المغرب، "الأثر الإيجابي على البيئة الإقليمية والعلاقات الثنائية". وأضاف الملك خوان كارلوس أن العلاقات المغربية الإسبانية تتميز بزخمها العالي، الذي يتجلى في تعدد الاجتماعات واللقاءات على جميع المستويات.