أفادت مصادر طبية أن وزارة الصحة اقتنت كميات مهمة من الأقنعة الواقية، لتوزيعها على مجموع المطارات، من حيث يتوجه المواطنون إلى الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة، في إطار تدابير وقائية من وصول العدوى بفيروس "كورونا" إلى المغرب. وشهد مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء، أمس الخميس، اجتماعات مطولة لممثلي المصالح المختصة مع مسؤولي مصالح مديرية الأوبئة بوزارة الصحة، للنقاش حول سبل رفع اليقظة من فيروس "كورونا". وتزامن ذلك مع عقد اجتماع بين مديرية وزارة الصحة بالدارالبيضاء، ومصالح المرصد الجهوي للأوبئة، لتدارس جوانب متنوعة من هذا الموضوع، في إطار رفع اليقظة لتفادي دخول العدوى بالفيروس إلى المغرب. وتبعا لذلك، تعمم الأقنعة الواقية على مجموع مطارات المغرب، عوضا عن حصر ذلك في مطار محمد الخامس، كما كان معمولا به في وقت سابق، بعد أن أضحى السفر لأداء العمرة يجري من مطارات أخرى، مثل مطار وجدة-أنجاد. كما تجري عملية تحسيس وسط المعتمرين في مندوبيات الصحة، لحثهم على اتخاذ التدابير الضرورية للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، مثل تفادي الأمكنة المزدحمة والأشخاص المشتبه في إصابتهم بالداء، أو التهاون في تنظيف اليدين عند لمس الأماكن المشتركة الاستعمال من قبل مجموع المعتمرين. وتجري العملية التحسيسية وسط المعتمرين، بالموازاة مع خضوعهم للتلقيحات الأساسية قبل مغادرة المغرب إلى الديار المقدسة. واعتمدت الحملة على تحسيس المعتمرين على اتخاذ جميع التدابير اللازمة للوقاية من الإصابة بفيروس كورونا، مثل الحرص على نظافة اليدين والملبس، واستعمال الأقنعة الوقائية في أماكن الازدحام، والابتعاد عن التجمعات والأشخاص، الذين تظهر عليهم علامات المرض، مع وضع واق على الأنف. ومن التوصيات، أيضا، المبادرة بالاتصال بالمصالح الصحية، إذا ظهرت أعراض تنفسية حادة على الشخص المعتمر، وعدم التردد في استشارة الفرق الطبية، التي تسخرها المصالح الطبية السعودية. يشار إلى أن وزارة الصحة أوصت المعتمرين باستشارة أطبائهم قبل التوجه إلى الديار المقدسة، كما نصحت المواطنين المصابين بأمراض مزمنة غير مستقرة، والمصابين بالفشل الكلوي والسرطان في مراحله المتقدمة، وبأمراض القلب، والسكري غير المستقر، إلى جانب النساء الحوامل والأطفال، والأشخاص المسنين، بعدم السفر لأجل العمرة، مع ظهور حالات إصابات ووفيات جراء كورونا. يذكر أن فيروس "كورونا" تسبب في إصابة 699 حالة منذ سنة 2012 إلى اليوم في العالم، توفي منهم 207 أشخاص، ما يفيد أن نسبة الوفيات جراء الداء بلغت 30 في المائة. وبلغ عدد المصابين في السعودية 580 حالة، و61 حالة في الإمارات و9 إصابات في قطر. وأفاد عبد الرحمان بلمامون، طبيب مسؤول بمديرية الأوبئة بوزارة الصحة، في تصريح ل"المغربية"، أن مصالح المنظمة العالمية للصحة، لم تصدر، إلى حدود الآن، أي قرار بوقف السفر إلى السعودية، إلا أن ارتفاع عدد الإصابات في السعودية، خلال الأسابيع الأخيرة، دفع بعدد من الدول الإسلامية إلى نصح مواطنيها بتأجيل سفرهم، وإن تعذر عليهم ذلك، فإنهم مدعوون إلى احترام قواعد الوقاية من الإصابة بالمرض. وأوضح بلمامون عن أن فيروس "كورونا"، أو الفيروس التاجي، يظل عاجزا عن الانتشار من إنسان إلى آخر، لأنه فيروس ذو أصل حيواني، وأنه يشبه إلى حد كبير فيروس الأنفلونزا، ومن أبرز أعراضه، ارتفاع في درجة الحرارة إلى أكثر من 39 درجة، وسعال، وحدوث مشاكل تنفسية، تتراوح بين اضطرابات تنفسية بسيطة إلى عميقة. وفي ظل عدم توفر علاجات طبية للداء، تظل التدابير الاحترازية والوقائية، بوابة تفادي الإصابة بالمرض، وفي حالة الإصابة بالفيروس يحال المريض على غرفة الإنعاش لتلقي علاجات مكثفة، يبين بنمامون. وقال وزير الصحة الحسين الوردي، أخيرا، في رده على سؤال شفوي حول "فيروس كورونا" تقدم به الفريق الدستوري في إطار جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، إن "هذا القرار (النصح) لم تتخذه الوزارة إلا بعد استشارات طويلة مع العديد من الجهات، وخصوصا المنظمة العالمية للصحة ووزراء الصحة العرب"، مشيرا إلى أن العدوى به تبقى واردة بسبب التجمعات والمحتشدات، التي تميز مناسك العمرة والحج في المساجد والفنادق ووسائل النقل. وأضاف أن كورونا "مرض خطير يقتل 1 من أصل كل ثلاثة مصابين"، مؤكدا "عدم وجود أي دواء أو لقاح أو مضادات حيوية لعلاجه".