باشرت وزارة الصحة ابتداء من نهاية الأسبوع الفارط سلسلة لقاءات تحسيسية على صعيد العاصمة الاقتصادية في مختلف العمالات، بحضور الممثلين المحليين للوزارة الوصية على الشأن الصحي ومعهم كذلك المركزيين، إضافة إلى ممثلي الإدارة الترابية وكذا مسؤولي وكالات الأسفار، من اجل تقديم الشروحات والإيضاحات للمعتمرين والحجاج المتعلقة بفيروس كورونا القاتل، وسبل التعامل في المطار، وكذا في حال الوصول إلى الديار السعودية وحتى بعد العودة منها، مع تسليمهم المطويات التي خصصت لهذه الغاية، وكذا الأقنعة الواقية. وأكد متدخلون على أن فترة ذروة المرض، والتي يعلمها المتخصصون والأطباء في المجال الوبائي، قد مرت في شهر أبريل التي عرفت تسجيل أكبر عدد من الإصابات، لتنخفض في الوقت الحالي، شأنها في ذلك شأن تطور عدد من الفيروسات، إلا انه ومع ذلك لاتجب الاستهانة بالداء والعمل على اتخاذ كافة التدابير الضرورية، وأكدت مصادر «الاتحاد الاشتراكي» في هذا الصدد أن كل الاحتياطات قد تم اتخاذها وبأن التجربة التي عاشها المغرب مع فيروس أنفلونزا الخنازير مكنته من الاستفادة من التعامل مع باقي الفيروسات الأخرى, سيما أن لها نفس القاسم المشترك المتمثل في الاعتلال التنفسي، والاستعداد بجدية لفيروس الكورونا. وجدير بالذكر أن الداء ومنذ ظهوره سنة 2012 وإلى غاية 4 يونيو 2014 قد أسفر عن تسجيل 681 حالة مرضية مؤكدة مختبرياً بين الأشخاص، من بينها 204 حالة وفاة. من جهته, نصح وزير الصحة أول أمس الثلاثاء, المواطنين الذين من المقرر أن يتوجهوا إلى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج برسم الموسم الجاري بالعدول عن هذا القرار، تفاديا لخطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا. وقال الوردي، في معرض رده على إحاطة بهذا الشأن في إطار جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب، «ننصح فقط السيدات والسادة الحجاج الذين سيتوجهون إلى الديار المقدسة بعدم الذهاب» ، مضيفا أن « هذه النصيحة/القرار لم تتخذها الوزارة إلا بعد استشارات طويلة مع العديد من الجهات، على الخصوص المنظمة العالمية للصحة ووزراء الصحة العرب»، وأكد الوردي أن المملكة العربية السعودية هي بدورها أصدرت بيانا بهذا الشأن تنصح فيه جميع المسلمين بالعدول عن أداء مناسك العمرة والحج خلال الموسم الحالي، محذرا من إمكانية انتقال فيروس كورونا عن طريق الحجاج والمعتمرين الذين سيعودون إلى أرض الوطن بعد أداء مناسكهم، داعيا الراغبين في أدائها خلال الموسم الحالي إلى التزود بأقنعة واقية توزعها وزارة الصحة بالمستشفيات مجانا، ومطويات تمكن من فهم هذا المرض بشكل أكبر بالخصوص الجانب الوقائي منه، فضلا عن الاتصال بالرقم الأخضر (0801004747) الذي وضعته الوزارة لهذا الغرض. وفي السياق ذاته أكدت منظمة الصحة العالمية أول أمس الثلاثاء ,أنه على الرغم من انخفاض أعداد المصابين بفيروس «كورونا» والذي كان قد ارتفع في أبريل الماضي والتأكد من أنه ليس هناك دليل على انتقال العدوى من الإنسان إلى الإنسان, إلا أن الوضع مازال خطيرا على الصحة العامة، وشددت لجنة الطوارئ التي عقدتها المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية في جنيف - في اجتماعها السادس لبحث آخر تطورات انتشار فيروس كورونا - على أن الوضع أيضا لا يزال مصدر قلق خاصة في ضوء الزيادة المتوقعة للسفر إلى المملكة العربية السعودية لأسباب تتعلق بالعمرة خلال شهر رمضان وموسم الحج، مطالبة بتعزيز الجهود الرامية إلى تنفيذ التدابير الأساسية للوقاية من العدوى، إضافة إلى تعزيز القدرات في البلدان الضعيفة وبخاصة في إفريقيا، وأن تتخذ تلك الدول إجراءات ملموسة تحسبا من العمرة، كما طالبت بزيادة الوعي بين الحجاج الذين يخططون للذهاب إلى العمرة والحج وبخاصة لأولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة.