فككت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، نهاية الأسبوع، شبكة دولية منظمة للتهريب الدولي للمخدرات، انطلاقا من مدينة الدارالبيضاء، بعد ضبط أزيد من 28 طنا من مخدر الشيرا، كانت معدة للتصدير صوب أحد الموانئ الليبية، تصل قيمتها المالية إلى 28 مليار سنتيم. (أيس بريس) وجاءت هذه العملية في إطار التعاون الأمني الدولي، بتنسيق مع مصالح الشرطة الإيطالية، خاصة قسم مكافحة المخدرات. واعتقلت الفرقة الوطنية عنصرين من أفراد الشبكة، كما حجزت سيارتين ووثائق مزورة لشركات وهمية، ومبالغ مالية مهمة من العملة الوطنية والأجنبية، وهواتف محمولة، ودفاتر شيكات، وبطاقات تعريف مزورة، وأختام. وجاء حجز كمية المخدرات على مرحلتين، الأولى، عاش فصولها ميناء الدارالبيضاء، حيث ضبطت، الجمعة الماضي، 16 طنا و659 كلغ على متن حاوية معدة للتصدير، قبل أن تتوصل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى معلومات قادتها إلى حجز12 طنا و59 كلغ في مستودع بعين الشق، أول أمس السبت. وقال المراقب العام عبد الحق الخيام، رئيس الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، إنه، بناء على إخبارية من الإدارة المركزية، من مديرية الشرطة القضائية، بداية الأسبوع المنصرم، مفادها أن كمية مهمة من المخدرات سيقع تسريبها عبر ميناء الدارالبيضاء، أنجزت عناصر المكتب الوطني لمحاربة المخدرات، تحريات في المكان، لرصد جميع الحاويات المتوجهة إلى دولة عربية، مشيرا إلى أن المعلومات، التي كانت متوفرة، تؤكد أن المخدرات ستهرب عبر دولة مغاربية. وأوضح الخيام، في تصريح ل"المغربية"، أن هذه المعلومات قادت عناصر الفرقة إلى إحباط تهريب 16 طنا و659 كلغ بميناء الدارالبيضاء، وإيقاف شخصين مسؤولين عن المستودع، الذي كانت تخبأ فيه المخدرات. وأضاف أن البحث الأولي مع المتهمين كشف عن وجود كمية أخرى داخل المستودع، الواقع بأحد أحياء الدارالبيضاء، مشيرا إلى أن عناصر المكتب الوطني لمحاربة المخدرات انتقلت إلى المحل المذكور وحجزت الكمية الإضافية. وأفاد رئيس الفرقة الوطنية أن عمليات التحقيق والبحث تجري تحت إشراف النيابة العامة، وأن الأبحاث ما زالت متواصلة لإيقاف كافة أفراد الشبكة، التي تعد شبكة منظمة، معلنا أن البعض منهم أمكن التوصل إلى هويته، بينما الآخرون سيكشف عنهم التحقيق. وشدد الخيام على أنه سيجري إيقاف جميع المتورطين في هذه الشبكة، التي تنشط دوليا، ولم يستبعد أن تكون نفذت عمليات سابقة تحت غطاء شركات وهمية، مبرزا أن البحث سيكشف كافة المعطيات. وذكر رئيس الفرقة أن الشخصين الموقوفين، وهما من جنسية مغربية، لهما علاقة مباشرة بالتهريب، مشيرا إلى حجز مبالغ مالية، وسيارتين، ووثائق مزورة لشركات وهمية، وبطاقات تعريف مزورة، ودفاتر شيكات، وأختام. وتبين من التحقيقات الأولية أن المتهم الأول (56 سنة) أوقف بأحد شوارع البيضاء، بعد مطاردة هوليودية من قبل عناصر الفرقة الوطنية، وخلال التحقيق معه، دل المحققين على هوية الشخص الثاني (56 سنة)، جرى الترصد له، بفيلته في أحد الأحياء الراقية بالبيضاء، ليجري إيقافه. كما كشفت التحقيقات أن أحد المتهمين من ذوي السوابق في الاتجار في المخدرات، وسبق أن قدم إلى العدالة من قبل الشرطة القضائية بالناظور. وكانت عملية الحجز بدأت من ميناء الدارالبيضاء، بعد أن أحبطت الفرقة الوطنية، بتنسيق مع عناصر الجمارك بميناء الدارالبيضاء، محاولة لتهريب 16 طنا و659 كلغ من مخدر الشيرا، على متن حاوية كبيرة الحجم بطول 42 قدما. ونقلت الحاوية إلى مركز زمرة الحراسة ومكافحة المخدرات بميناء الدارالبيضاء، مساء الجمعة المنصرم، وفتحت بحضور جميع المصالح المختصة، وتبين أن المخدرات كانت معبأة بشكل محكم على شكل صفائح داخل 329 قناة بلاستيكية (تستخدم لتصريف المياه)، قبل دسها داخل ألياف بلاستيكية، وهي السلعة التي وقع التصريح بتصديرها قبل انكشاف المخطط. كما استعان المهربون بتثبيت صفائح "اللدون" على رأس كل قناة، لتمويه جهاز السكانير. وأوضح نور الدين العسري، نائب رئيس مقاطعة الصادرات بالميناء، أنه، في إطار عملية مراقبة وتفتيش السلع المعدة للتصدير إلى الخارج، أخضعت البضاعة المعنية للفحص بجهاز السكانير، قبل إخضاعها للفحص المادي. وأضاف أن الفحص أسفر عن وجود كمية كبيرة ومهمة من مخدر الشيرا، معبأة بطريقة محكمة داخل ألياف "رولو" من البلاستيك، داخل حاوية من الحجم الكبير، مشيرا إلى أن هذه العملية ضبطت بفضل التنسيق مع مصالح الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، والشرطة القضائية بالميناء. وفي المرحلة الثانية، انتقل محققو الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إلى مستودع بعين الشق، كانت الشبكة تتخذ منه مخزنا لها، ليعثروا بداخله على كمية مهمة من المخدرات، معبأة بالطريقة ذاتها، التي وجدت عليها في الميناء، وقدرت كميتها ب12 طنا و59 كلغ، بعد نقلها إلى مقر الفرقة الوطنية، على متن العديد من الشاحنات. وحسب مصدر مطلع، فإن قيمة المخدرات المحجوزة تقدر بأزيد من 28 مليار سنتيم، وتتضاعف قيمتها عدة مرات في حالة نجحت في العبور نحو الضفة الأخرى.