سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أمير المؤمنين يدشن 'مسجد محمد السادس' ببني ملال ويؤدي به صلاة الجمعة الأكبر على مستوى جهة تادلة - أزيلال شيد على مساحة قدرها 18 ألفا و415 مترا مربعا بغلاف مالي بلغ أزيد من 23 مليون درهم ويتسع ل3000 مصل ومصلية
- أدى أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أمس، صلاة الجمعة، ب"مسجد محمد السادس"، الذي دشنه جلالته، بالمناسبة، بمدينة بني ملال. (ماب) وانطلاقا من قول الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، بين الخطيب أن هذه الآية العظيمة الشأن تمثل كلية من كليات القرآن العظيم، أي مبدأ من المبادئ الكبرى في تنظيم الإنسان والعمران، وأصلا من أصول الشريعة في طاعة أولي الأمر في السر والإعلان. وأوضح أن هذه الآية جاءت مؤسسة على سالفتها السابقة التي تنيط إقامة العدل برقاب أولي الأمر، باعتبارهم حراس العدل وأمناءه والموكول إليهم تنفيذه وتحقيقه، مؤكدا أن تحقيق هذا الأمر العظيم، الذي قامت عليه السماوات والأرض ألا وهو "العدل"، لا يتم إلا بوجود الإمام الذي به تتم حراسة الدنيا والدين، فوجب على الأمة، بمقتضى هذه الآية، نصب الإمام الذي به ينتظم شأن الأنام على ممر الأزمنة والأيام، ويرتفع شأن دين الإسلام، أي أن أمور كل مجتمع إسلامي لا بد أن تقوم على نظام سياسي تضمنه هذه الإمامة لأنه بذلك الشرط يكون لهذا المجتمع شأن. وأضاف الخطيب أنه لما كانت طاعة الله ورسوله، التي هي الغاية من وجود الإنسان وحكمة الله في بقائه واستمرار العمران، وبما أن هذه الطاعة لا يتحقق وجودها على التمام والكمال إلا بطاعة أولي الأمر الذين هم نواب رسول الله صلى الله عليه وسلم في إقامة الدين بشموله وأصوله وفروعه ومراتب إسلامه وإيمانه وإحسانه ورعاية مصالح الخلق، فقد كان للإمامة العظمى أمرها العظيم وخطرها الجسيم وحقها الفخيم. وذكر بأن الإسلام ما عظم حقا من الحقوق العامة، بعد حق الله ورسوله، أعظم من حق الإمام أمير المؤمنين، فأوجب طاعته في المنشط والمكره، والوفاء له بالبيعة في الظاهر والباطن وفي السر والعلن، وألزم سمعه وتنفيذ أمره، مصداقا لقول الرسول الكريم "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني". وشدد الخطيب على أن المسلم إنما يطيع ولي أمره طاعة لله ورسوله، وأن هذا هو الفرق بين إخلاص الطاعة من المسلم الذي يطيع إمامه تقربا وتعبدا وعقيدة وتعهدا، وبين من يطيعه لدنياه إن أعطاه منها رضي وإن منعه منها سخط، مبرزا أن طاعة أمير المؤمنين منبثقة من عقيدة الإيمان، بحيث لا يكمل الإيمان إلا بها ولا يجمل إلا بتحقيقها ولا تحسن الخاتمة إلا بالوفاء ببيعتها. وأشار إلى أن هذه الطاعة مبنية كذلك على الحب المتبادل بين من ولاه الله مقاليد الأمة وبين هذه الأمة، فهي تحبه لما تعلمه من أن حبه من حب الله ورسوله، وتتقرب بذلك الحب إلى ربها لتنال به خير دنياها وأخراها، وحين يتحقق هذا الحب والوفاء يتحقق معه الحب الإلهي، فيتجلى سبحانه في عطائه للأمة التي تحقق فيها هذا الحب والوفاء بالرخاء والازدهار والأمن والاستقرار، فتكثر أرزاقها وتتضاعف بركاتها وتعظم قوتها ويعلو شأنها وينفذ أمرها، كما أنه بهذه الطاعة الجامعة والمحبة الكاملة بين الراعي والرعية يتحقق جلال التسبيح للواحد الأحد وجمال السجود للفرد الصمد. وبعد أن ذكر بجلال هذه الحقوق للإمام ولي الأمر وجمال القيام بها وما تثمره من سؤدد ورفعة وما تحققه من سعادة وطمأنينة في الدنيا والدين، حث الخطيب على ضرورة الاستمرار في القيام بحقوقها وتعظيم شأنها ورعاية حرمتها، مؤكدا أن مما يزيدنا ترغيبا في التمسك بها والدعاء بالبقاء لها، ما أنعم الله به علينا وحبانا به في هذا البلد الحبيب من إمامة قامت على أمر الدين، وقيادة رشيدة أسست على بيعة شرعية وحبل متين، واجتمع فيها من الخير والسؤدد ما تفرق في غيرها، فتميزت بإمارة المؤمنين وذرية سيد المرسلين وأهل بيته الطاهرين فصار حبها من صميم الدين ووجب بمقتضى ذلك وصلها وعظم شأنها. وابتهل الخطيب، في الختام، إلى الله عز وجل بأن يحفظ أمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ويشد عضد جلالته بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الكريمة. كما تضرع إلى العلي القدير بأن يغدق شآبيب مغفرته ورضوانه على فقيدي العروبة والإسلام جلالة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني ويطيب ثراهما ويكرم مثواهما. وكان أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أشرف في اليوم نغسه، بحي رياض السلام ببني ملال، على تدشين مسجد جديد تفضل جلالته فأطلق عليه اسم "مسجد محمد السادس"، قبل أن يؤدي به جلالته صلاة الجمعة. وشيد المسجد الجديد، وهو الأكبر على مستوى جهة تادلة - أزيلال، على مساحة إجمالية قدرها 18 ألفا و415 مترا مربعا، بغلاف مالي بلغ أزيد من 23 مليون درهم، ممول من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية. وأنجز "مسجد محمد السادس"، الذي يتسع ل3000 مصل ومصلية، وفق الطراز المعماري المغربي الأصيل، وهو يتوفر على جميع المرافق الضرورية للمصلين والقيمين على الشأن الديني. كما يندرج هذا الصرح الديني، الذي كان جلالة الملك أعطى انطلاقة أشغال إنجازه يوم 4 أبريل 2008، ضمن سياسة الدولة المتعلقة ببناء المساجد، في إطار برنامج مهم تمت بلورته بناء على حاجيات المواطنين، مع الحرص على ضمان توزيع متناغم لبيوت الله عبر مختلف ربوع المملكة.