انطلق خطيب الجمعة بمسجد "محمد السادس"، الذي دشنه الملك محمد السادس، اليوم بمدينة بني ملال، من الآية القرآنية "يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم"، ليبرز أنها "أصل من أصول الشريعة في طاعة أولى الأمر في السر والإعلان". وربط الخطيب هذه الآية بسابقتها التي تنيط إقامة العدل برقاب أولى الأمر، باعتبارهم حراس العدل وأمناؤه والموكول إليهم تنفيذه وتحقيقه ، مؤكدا أن تحقيق العدل لا يتم إلا بوجود الإمام الذي به تتم حراسة الدنيا والدين". وشدد الخطيب ذاته على أنه يجب على الأمة نصب الإمام الذي به ينتظم شأن الأنام على ممر الأزمنة والأيام ، ويرتفع شأن دين الإسلام، مضيفا أن أمور كل مجتمع إسلامي لا بد أن تقوم على نظام سياسي تضمنه هذه الإمامة، لأنه بذلك الشرط يكون لهذا المجتمع شأن". وأورد خطيب الجمعة المكانة الرفيعة لأولي الأمر في الشريعة الإسلامية، وقال إن "الإسلام ما عظم حقا من الحقوق العامة، بعد حق الله ورسوله، أعظم من حق الإمام أمير المؤمنين، فأوجب طاعته في المنشط والمكره، والوفاء له بالبيعة في الظاهر والباطن، وفي السر والعلن". واستدل خطيب مسجد "محمد السادس"، في هذا الصدد، بقول النبي عليه الصلاة والسلام "من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني". وبين المتحدث أن "المسلم إنما يطيع ولي أمره طاعة لله ورسوله، وأن هذا هو الفرق بين إخلاص الطاعة من المسلم الذي يطيع إمامه تقربا وتعبدا وعقيدة وتعهدا ، وبين من يطيعه لدنياه إن أعطاه منها رضي، وإن منعه منها سخط". وأشار خطيب الجمعة أيضا إلى أن "هذه الطاعة مبنية كذلك على الحب المتبادل بين من ولاه الله مقاليد الأمة وبين هذه الأمة ، فهي تحبه لما تعلمه من أن حبه من حب الله ورسوله، وتتقرب بذلك الحب إلى ربها لتنال به خير دنياها وأخراها". وربط الخطيب بين تحقق الوفاء والحب لولي الأمر وبين الحب الإلهي، حيث يتجلى سبحانه في عطائه للأمة التي تحقق فيها هذا الحب والوفاء بالرخاء والازدهار والأمن والاستقرار ، فتكثر أرزاقها وتتضاعف بركاتها وتعظم قوتها ويعلو شأنها وينفذ أمرها" وفق الخطيب.