افتتحت أمس الاربعاء بمدينة تطوان فعاليات الملتقى الإقليمي المتوسطي لجراحة الدماغ والأعصاب والمؤتمر الوطني ال 23 لجراحة الدماغ والأعصاب بمشاركة خبراء وأطباء مغاربة وأجانب ينتمون إلى دول البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى خبراء من مؤسسات وطنية ودولية مختصة في مجال الصحة. وتروم التظاهرتان المنعقدتان تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس و تشرف على تنظيمهما الجمعية المغربية لجراحة الدماغ والأعصاب إلى غاية يوم 26 أبريل الجاري ، توفير أرضية علمية لتبادل الخبرات والتجارب بين المختصين في المجال، وبسط آخر المستجدات التي تعرفها طرق التشخيص والعلاج . وفي هذا السياق ،قال رئيس الجمعية المغربية لجراحة الدماغ والأعصاب سعيد آيت بن علي ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ،أن التظاهرتين العلميتين المتزامنتين ، اللتين تعرفان مشاركة نحو 250 خبيرا ، تسعيان إلى بسط وملامسة الوسائل والتقنيات الحديثة التي يعرفها المجال الطبي المختص في تشخيص وجراحة الدماغ والأعصاب، وتحفيز البحث العلمي وتطوير الجودة للممارسة العملية المختصة، لاسيما وأن المجال يعرف في السنوات الأخيرة تطورا علميا وتقنيا ملحوظا . وأضاف أن المؤتمر الاقليمي المتوسطي يتوخى أيضا تشبيك الجهود على الصعيد المتوسطي من أجل توسيع مجال التعاون العلمي الطبي الدقيق وتبادل الخبرات والمعلومات العلمية حول التكنولوجيات الحديثة المسخرة في المجال على مستوى التشخيص ومعالجة الامراض التي تصيب النظام الدماغي، وكذا استعراض خبرات الكفاءات العلمية المتوسطية والدولية والمغربية لتعميم الفائدة على المهتمين بالمجال. وخلال محاضرة افتتاحية ،أكد يوسف العمراني الأمين العام السابق للاتحاد من أجل المتوسط أن انعقاد مثل هذه الملتقيات ذات البعد المتوسطي والدولي في المغرب تعكس المقاربة الاقليمية التي تتبناها المملكة من أجل جعل حوض المتوسط فضاء لتلاقح الحضارات والتعاون والتعايش والتسامح وسيادة الامن والسلام والاستقرار ، مبرزا أن أواصر التعاون بين دول جنوب وشمال حوض المتوسط يجب أن تشمل كل القضايا التي تستأثر باهتمام شعوب المنطقة ،سواء منها ذات البعد السياسي والاقتصادي وأيضا العلمي والفكري ،باعتبارهما تقومان على أسس تبدد كل الحواجز وتركز على القيم الانسانية الفضلى. وأضاف أن القيم الانسانية المثلى التي يتبناها المغرب ويسعى إلى تحقيقها في أرض الواقع جعلت منه فضاء للتلاقي وصلة وصل بين الشمال والجنوب ،من أجل تقاسم الخبرات والحمولات الفكرية والعلمية لكسب رهان التنمية وتحقيق التكامل والتوازن بين ضفتي المتوسط ، مشيرا إلى أن انخراط المغرب في مسار التنمية البشرية والاقتصاد الاجتماعي ومكافحة الهشاشة والاقصاء الاجتماعيين ببرامج واضحة المعالم لخير مثال على مقاربات التعاون والتآزر التي يجب ان تتقاسمها دول المتوسط بعيدا عن كل الحسابات السياسية الضيقة والنظرات المنغلقة التي لا تخدم مصلحة شعوب المنطقة. وسيناقش المؤتمرون عدة مواضيع علمية متخصصة من ضمنها الوضع الراهن لطرق معالجة الأورام العصبية والامراض السرطانية في المغرب ،والجهود التي تبذلها مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان للعناية بالمرضى المعنيين ومواكبة علاجاتهم ومقارباتها الطبية والاجتماعية والنفسية والخدمات التي تقدمها المراكز المرجعية التابعة للمؤسسة من أجل تشخيص سرطاني الثدي وعنق الرحم. كما ستنظم موائد مستديرة وعروض علمية حول آفاق الجراحة بالمنظار بخصوص جراحة الدماغ وعلاج تمدد الأوعية الدموية والعصبية والأورام الدماغية وأورام النخاع الشوكي ،ومدى تقدم البحوث العلمية والتقنية الطبية في المجال ،وغيرها من المواضيع ذات الصلة.