حذرت وزارة الصحة من استعمال السيجارة الإلكترونية، التي يجري التسويق التجاري لها في المغرب وذلك تبعا لمعطيات منظمة الصحة العالمية، التي لم تخلص إلى سلامة استعمال الأجهزة الإلكترونية المُقَدّمة للنيكوتين، إلى جانب أن هذه المنتوجات لا تخضع للمراقبة من قِبَل أي هيئة وطنية للمراقبة على الصعيد الدولي. ودعت وزارة الصحة جميع المواطنين، خاصة الشباب منهم، إلى "اليقظة أمام الإعلانات المُغْرِيَة التي تؤثر سلبا على السلوكيات الصحية، والتي قد تؤدي في مرحلة ما إلى الإدمان على التدخين". ويأتي ذلك بالموازاة مع عمل وزارة الصحة، خلال السنة الجارية، على المصادقة النهائية على الاتفاقية الإطار لمكافحة التبغ، الموقعة سنة 2004 من طرف المغرب كباقي دول العالم، والتي ستعطي قوة تشريعية لمكافحة التبغ بالمغرب. وعبرت وزارة الصحة عن استغرابها من ترويج هذه الإعلانات التجارية، لما تسميه "فوائد صحية للسيجارة الإلكترونية"، كما تستنكر الوزارة طرق التسويق، التي تستهدف بشكل خطير الشباب والنساء، الذين لم يسبق لهم التدخين من قبل. وأفادت الوزارة أن من شأن هذا التسويق التجاري للسيجارة الإلكترونية أن يعرض صحة المواطنين لمخاطر صحية وخيمة، مثل السرطانات وأمراض القلب والشرايين، الثابتة علميا وبشكل قاطع كنتائج مباشرة للتدخين. وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها، أنه، إلى حدود اليوم، لم تعْتَبِر منظمة الصحة العالمية السيجارة الإلكترونية بديلا مساعدا للإقلاع عن التدخين، ولا تتوفر معطيات علمية تثبت سلامة أو نجاعة هذا المنتوج، موكدة عدم ثبوت خُلُوّ السيجارة الإلكترونية من أي أضرار على الصحة، لاحتوائها على كميات من النيكوتين، ما قد يجعلها سببا في الإدمان على التدخين، ومن شأن الإقبال عليها أن يكون مد خَلا سهلا للتدخين، خاصة عند الشباب والنساء. يشار إلى أن وزارة الصحة تعمل، من خلال برنامجها لمكافحة آفة التدخين، على المراقبة الوبائية للأمراض الناتجة مباشرة عن استهلاك التبغ، كما توفر في 18 مستشفى و247 مركزا صحيا استشارات طبية متخصصة في الإقلاع عن التدخين. من جهته، قال حسن البغدادي، رئيس الجمعية المغربية لمحاربة التدخين والمخدرات، في تصريح ل"المغربية"، إن "الظهور والانتشار الواسع لنقاط بيع السيجارة الإلكترونية هو ثمرة لاستراتيجية تسويقية محكمة من طرف لوبي إنتاج وبيع وترويج هذه السلعة القاتلة والمدمرة، كما يقر بذلك صانعوها"، موضحا أن هذه الاستراتيجية بنيت على "اختلاق أساليب ملتوية لجلب مزيد من الزبناء، سواء عبر إعطاء أسماء جديدة للسيجارة، بدءا من التبغ الأسود، والتبغ الأشقر، والتبغ الخفيف، والتبغ الرقيق، وصولا لتغيير حجمها ورائحتها دون محتواها، طمعا في تحقيق رقم معاملات أكبر، دون اكتراث بالنتائج الوخيمة على مستقبل الأفراد والشعوب". وأضاف أن ظهور بؤر كثيرة لتسويق المنتوج الجديد، هي بمثابة "فخاخ جديدة جذابة تنصب في طريق شبابنا وأبنائنا وبناتنا من أجل إشغالهم بما لا ينفعهم وثنيهم على استكمالهم لمسارهم الدراسي، والتكويني، والمهني في أحسن الظروف"، معتبرا أن "الأهداف المعلنة من وراء حملة الترويج للسيجارة الإلكترونية تصب في مساعدة المدخنين على الإقلاع عن التدخين بطريقة بسيطة، لكن هذه الخدعة لا يمكن أن تنطلي على أحد، لأنه، لو كانت مصلحة المدخنين تشغل فعلا بال لوبي تجارة السجائر، لما وقع الترويج لها أصلا ولما احتاج الأمر للبحث عن بدائل، ليست في حقيقتها إلا نسخة جديدة لمنتوج قديم". وعن نجاعة هذا المنتوج البديل في المساعدة على الإقلاع عن التدخين، أكد أن الأبحاث التي أجريت حتى الآن "لم تمكن من التحقق من الهدف الذي صمم من أجله، كما ادعى المسوقون له"، موضحا أن السيجارة الإلكترونية تحتوي على مادة النيكوتين ذات الخاصية والطبيعة الإدمانية.