تعاهد الأمناء العامون لأحزاب التحالف الحكومي، الذي يقوده عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، رئيس الحكومة، على دعم رشيد الطالبي العلمي لرئاسة مجلس النواب، والالتزام بالشفافية في تدبير الوزراء لمهامهم الحكومية، والعمل المشترك المتضامن في تحمل المسؤولية. دعا عبد الإله بنكيران، في اجتماع موسع لأحزاب التحالف الحكومي، أول أمس الخميس بسلا، كل مكونات التحالف، من برلمانيين ووزراء وقياديين سياسيين للأحزاب الأربعة، إلى الالتزام بالاتفاقات وتقديم الدعم الشامل للقيادي التجمعي، رشيد الطالبي العلمي، للظفر بمقعد مجلس النواب، مطالبا برلمانيي التحالف في مجلس النواب بالتصويت على مرشح الأغلبية ودعمه، بعد فوزه، في عمله. وقال إن "الجميع مدعو إلى العمل بجدية، حتى يشعر جميع المواطنين بأن الأحزاب ليست مجالا للعب، وإنما هي مجال للوفاء بالالتزامات"، واعترف بأن التحالف الحكومي لن يتمكن من حل كل المشاكل الاجتماعية خلال المدة المتبقية له، إلا أنه أبدى عزم الأغلبية على إنجاز كل الملفات المبرمجة في خطة العمل الحكومي. ورغم تلميحه إلى وجود بعض الاختلافات في وجهات النظر بين مكونات التحالف في التعاطي مع بعض الملفات الاجتماعية الكبرى، دعا بنكيران حلفاءه إلى المزيد من التنسيق والعمل وفق مقتضيات ميثاقهم الجديد. من جهته، عبر صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عن ارتياحه للعمل إلى جانب حزب العدالة والتنمية، الذي كان يعتبر التعامل معه خطا أحمر لا ينبغي تجاوزه من طرف كل التجمعيين، داعيا برلمانيي التحالف إلى العمل الجماعي ودعم الطالبي العلمي، وقال مزوار إن "ستة أشهر من العمل داخل الأغلبية أكدت أننا أصبحنا نشكل عائلة واحدة". وعن تحالفه مع غريمه السابق، بنكيران، قال "في التجمع الوطني للأحرار نضع الوطن فوق الأحزاب، وهذا هو ما يميز المغرب عن البلدان التي عاشت الربيع العربي"، مبرزا التزامه بالعمل داخل تحالف يقوده حزب العدالة والتنمية رغم الاختلاف في المرجعيات. وقال إن "تحالفنا كان على أسس وتوجهات واضحة، ووجدنا أن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، وهذا هو ما سهل عملنا الحكومي كأغلبية". في السياق نفسه، نفى امحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، وجود خلافات داخل أحزاب الأغلبية، مشيرا إلى أن الأغلبية ملتزمة باختياراتها والتزاماتها. إلا أنه اعتبر أن الانسجام وحده غير كاف، بل "يستوجب تحقيق إنجازات وتفعيل الإصلاحات رغم الظروف الصعبة". وعبر نبيل بن عبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، عن ارتياحه للعمل إلى جانب بنكيران، داعيا التحالف إلى تسريع وتيرة العمل، بهدف تحقيق "تراكم إيجابي، يلبي انتظارات المواطنين". يشار إلى أن اللقاء وقعت فيه قيادات التحالف الحكومي على ميثاقها الجديد، الذي سبق ل "المغربية" أن نشرت مضامينه التي تهدف إلى تفعيل الدستور، وتعزيز الإصلاحات، وبناء الديمقراطية، وخدمة المصالح العليا للوطن والدفاع عن سيادته واستقلاله ووحدته الوطنية شعبا وأرضا، والالتزام بالتنسيق، وتقوية حضور الأغلبية داخل البرلمان، لبلورة وإقرار السياسات العمومية والدفاع عنها، والرفع من مستوى العمل المؤسساتي والسياسي. كما يهدف الميثاق إلى احترام الالتزامات وفق آليات متوافق عليها، تمكن من تنظيم وتسيير وتقييم عملها المشترك، والعمل على إرساء رؤية موحدة ومنسجمة ومندمجة للعمل الحكومي، خاصة حول الملفات الكبرى التي تحددها هيئة رئاسة التحالف، على أن تصاغ توجهاتها وفق مقاربة تشاركية.