أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، اليوم الجمعة، على إعطاء انطلاقة أشغال إنجاز "سد خروب"، باستثمار إجمالي قدره 1،6 مليار درهم، والذي يروم دعم تزويد جهة طنجة- تطوان بالماء الشروب والماء الصناعي. ينسجم هذا المشروع الرائد تمام الانسجام مع الخطاب الملكي السامي ليوم 30 يوليوز 2000، الذي أكد فيه جلالة الملك إرادته الراسخة على مواصلة سياسة السدود التي أطلقها والده المنعم، جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه، وذلك "برؤية متجددة تعتمد التدبير العقلاني للموارد المائية". وسيساهم السد المستقبلي، الذي يقع على وادي خروب، على بعد 45 كلم جنوب مدينة طنجة، و22 كلم شرق مدينة أصيلة، في تقوية البنية التحتية المائية لشمال المملكة، سعيا إلى الاستجابة للطلب المتزايد على الماء الشروب والماء الصناعي، واستغلال موارد جديدة تتوفر بالأساس على شكل مياه سطحية. كما سيمكن هذا المشروع المهيكل من تعميم الولوج للماء الصالح للشرب، وتحسين الظروف المعيشية والصحية لمواطني المنطقة، وفك العزلة عن السكان المحليين، وتطوير السياحة البيئية بفضل استغلال حقينة السد، إضافة إلى إحداث 470 ألف يوم عمل خلال فترة إنجاز المشروع التي تقدر ب 60 شهرا. وستمكن هذه المنشأة المائية، التي تبلغ طاقتها التخزينية 185 مليون متر مكعب، من تحقيق حجم سنوي منتظم قدره 40 مليون متر مكعب من المياه. ويأتي "سد خروب"، الممول من طرف دولة الإمارات العربية المتحدة والميزانية العامة للدولة، لتعزيز منظومة التزويد بالماء الشروب والماء الصناعي على مستوى الجهة، والتي تتألف من سد ابن بطوطة الذي شرع في استغلاله سنة 1977، وسد "9 أبريل 1947" الذي دخل حيز الاستغلال سنة 1995، وسد طنجة- المتوسط الذي انطلق استغلاله في 2008، فضلا عن الفرشة المائية لشرف العقاب. وفي إطار تأهيل منطقة "سد خروب" ستعمل المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر على تنفيذ برنامج لتهيئة عالية الحوض المائي لوادي خروب رصد له غلاف مالي قدره 22،4 مليون درهم. وسيساهم هذا البرنامج في حماية التربة من الانجراف، والحفاظ على النظم الايكولوجية، واستصلاح النظم الغابوية على مساحة 8000 هكتار، وفك العزلة عن 28 من دواوير المنطقة، وحماية المنشآت الأساسية من أخطار الفيضانات. ومن جهة أخرى، يعمل المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب على تنفيذ برنامج لتقوية تزويد مدينة طنجة والمراكز والدواوير المجاورة بالماء الشروب، وذلك باستثمارات قيمتها 1350 مليون درهم. ويروم هذا البرنامج الذي سيستفيد منه أزيد من مليون و700 ألف نسمة في أفق سنة 2030، كذلك، توسيع محطة "الحاشف" لمعالجة مياه سد "9 أبريل 1947" بصبيب إضافي قدره 1400 لتر في الثانية، ودعم تزويد ميناء طنجة- المتوسط بالماء الصالح للشرب، من خلال إنجاز محطة للمعالجة بطاقة 300 لتر في الثانية. كما يروم هذا البرنامج دعم تزويد محطة المعالجة ( الحاشف) بالماء انطلاقا من سد "خروب"، عبر إنجاز محطة للضخ (1700 لتر في الثانية) ووضع قنوات للجر (32 كلم). ويأتي "سد "خروب"، الذي يندرج في إطار استمرارية سياسة السدود التي ينتهجها المغرب منذ عدة عقود، لإغناء البنيات المائية الوطنية، بما يعزز، في الوقت ذاته، منظومة الري ويوفر الحماية من أخطار الفيضانات.