تنظم جمعية الأطباء المقيمين في المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، الأيام العلمية الثانية عشرة للتخصص الطبي، أيام 2 و3 و4 أبريل المقبل في كلية الطب والصيدلة. وتتميز الأيام العلمية بعرض آخر المعطيات والأرقام حول مواضيع علمية متنوعة، استنادا إلى خلاصات الدراسات والأبحاث المحلية والأجنبية الجديدة، لتحفيز الطلبة الأطباء على البحث في بعض الجزئيات، وتوسيع مجاله لما فيه مصلحة تطور الطب بالمغرب. وستنظم ثلاث موائد مستديرة في مواضيع تكتسي أهمية بالغة، حول "القابلية الوراثية للأمراض التعفنية عند البالغ والطفل"، و"القلق واضطرابات الاكتئاب وعلاقتها بالأمراض العضوية"، و"التواصل باللغة العربية في المجال الصحي". ولأول مرة، تخصص الموائد العلمية حيزا لنقاش تعزيز قنوات التواصل مع الجمهور، وضمنهم المرضى، باللغة العربية، للرفع من جودة التواصل وتحسين العلاقة بين المريض والطبيب. وقال طارق المتوكل، رئيس جمعية الأطباء المقيمين في المركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد، إن مناقشة التواصل بالعربية في المجال الصحي يستند إلى الأثر الإيجابي لذلك، لأن التواصل الجيد بين المريض والطبيب يشكل 50 في المائة من العلاج، ونسج علاقة ثقة قوية بين الطبيب والمريض، التي تساعد على نجاعة البروتوكولات العلاجية، وعدم توقيفها من قبل المريض بسبب عدم توصله بالمعلومة الكافية، أو لعدم ارتياحه من الطبيب المعالج. واعتبر المتوكل، في تصريح ل"المغربية"، أن من شأن التواصل بالعربية في المجال الصحي أن يجعل الأيام العلمية منفتحة على جمهور عريض، حتى لا تظل المعلومة المقدمة فيها حكرا على الأطباء والمتخصصين، ما سيساهم في نشر المعلومة الصحية، وتبسيطها لتصبح في متناول حتى من غير ذوي الاختصاص. وأضاف أن الأيام العلمية ستقف على موضوع العلاقة السببية بين عدد من الأمراض العضوية والمعاناة النفسية، سيما الاكتئاب والقلق، استنادا إلى أثرها السلبي، ولخطورة عدم الانتباه إليها، بينما تصيب الأمراض النفسية شخصا واحدا من بين أربعة، موضحا أن الأيام العلمية ستسلط الضوء على أهمية استفادة المرضى من علاجات متنوعة الاختصاص، لبلوغ درجة عالية من جودة العلاجات. وستتناقش الأيام العلمية نتائج الأبحاث العلمية حول وجود ارتباط بين مجموعة من الأمراض والوراثة الجينية، وسيقدم محمد بناني العثماني ندوة حول "آليات المعلوميات والتواصل في مجال التدريس". وتتجلى أهمية هذه العروض في أنها عبارة عن ملخصات لبحوث أنجزت سنة 2013، ناتجة عن دراسات، وأخرى حديثة عما توصل إليه البحث والملاحظة في ميدان الطب، بشأن المواضيع المطروحة للنقاش وتبادل الخبرة والتجربة. وأضحت هذه التظاهرة العلمية موعدا قارا يلتقي فيه الأساتذة الجامعيون، والأطباء المقيمون، وطلبة كلية الطب والصيدلة لتوسيع مجال المعرفة العلمية الطبية لدى الأطباء والطلبة، بل وكذلك لدى الرأي العام. ويدخل تنظيم هذه الأيام العلمية ضمن التزام جمعية الأطباء المقيمين بالدارالبيضاء بإقامة جسور التعارف والتعاون مع أساتذة لهم تجربة وخبرة للاستفادة منهم في أفق تطوير التعليم والبحث العلمي بقطاع الصحة، وتقوية العلاقة مع طلبة كلية الطب، لتوسيع مجال الاستفادة.