حظي البروفيسور عبد الرحيم الهاروشي، الأستاذ المحاضر في كلية الطب بالدارالبيضاء، والمؤسس الأول لمصلحة جراحة الأطفال في الدارالبيضاء، منذ سنة 1976، بتكريم خاص ومتميز، من قبل الجمعية المغربية لجراحة الأطفال، أول أمس الخميس، بالدارالبيضاء، في مستهل اليوم الأول للمؤتمر المغاربي العاشر للجمعية، الذي يصادف مؤتمرها الوطني 18. عبد الرحيم الهاروشي (أرشيف) ولم تمنع الظروف الصحية الصعبة للبروفيسور الهاروشي، جراء إصابته بمرض عضال، ألم به منذ أشهر، من حضور تكريمه، لمقاسمة اللحظة مع مكرميه، من أساتذة جراحة الأطفال، مغاربيين وأجانب، ومغاربة، من زملائه وطلبته. وحل الهاروشي، الأربعاء الماضي، بمدينة الدارالبيضاء، عائدا من باريس، حيث كان يباشر علاجاته، ليلبي دعوة تكريمه، فاستمع إلى كلمات مطولة في التنويه بمساره المهني وبشجاعته على خوض مبادرة إنشاء أول قسم لجراحة الأطفال في مستشفى الأطفال بالمستشفى الجامعي ابن رشد، والتنويه بكرمه في العطاء الفكري وعمله الجمعوي. وقال مصطفى أبو معروف، رئيس الجمعية المغربية لجراحة الأطفال، في تصريح ل"المغربية"، إن تكريم الهاروشي لم يأت على خلفية تداعيات مرضه، وإنما اعترافا بعطائه في مجال طب الأطفال، وفتحه لورش تكوين مجموعة مهمة من المتخصصين في المغرب، تتلمذوا على يده، وعلى يد متخصصين أجانب، كانت له القدرة على إقناعهم للحلول بالمغرب مرتين في السنة، لضمان تكوينات مستمرة لأطباء وطلبة كلية الطب. والحالة الصحية للبروفيسور الهاروشي صعبة، يرتقب معها الدخول إلى إحدى المصحات بالدارالبيضاء، اليوم السبت، حسب مصطفى أبو معروف، بناء على توصية أطبائه، لاستكمال جانب من علاجاته، في انتظار عودة مجددة إلى باريس. واعتبر أبو معروف، الذي يشغل، أيضا، منصب رئيس مستشفى الأطفال في ابن رشد بالدارالبيضاء، أن "الهاروشي رجل متعدد المواهب والكفاءات، وكون فريقا في طب جراحة الأطفال، وأبدع في مجال إرساء طرق جديدة للبيداغوجية في كلية الطب، وله مؤلفات حول جراحة الأطفال والبيداغوجيا الجامعية, منها كتاب بيداغوجيا الكفايات". وأكد أبو معروف، ل"المغربية"، أن جراحة الأطفال في المغرب شهدت تقدما مهما، بفضل تأسيس هذه المصلحة، وأن جميع أنواع الجراحات، التي تجرى في العالم على الأطفال، أضحت ممكنة بالمغرب، وينفذها أطباء مغاربة أكفاء، باستثناء الجراحة، التي تهم الأطفال السيميائيين، التي ما زالت تجرى في الخارج. ومن أنواع الجراحات المنفذة في المغرب، يضيف أبو معروف، جراحة العظام، والجراحة التجميلة، والجراحة الباطنية، وجراحة الصدر عند الأطفال، المتراوحة أعمارهم بين ساعتين إلى 15 سنة. يجدر الذكر أن عبد الرحيم الهاروشي ولد في 31 يناير 1944 بالدارالبيضاء، وحصل على الدكتوراه في الطب سنة 1971، وعمل طبيبا داخليا بمستشفيات باريس منذ سنة 1969. وفي سنة 1973، تولى منصب رئيس مصلحة مساعد بمستشفيات باريس، قبل أن يحصل، سنة 1975، على صفة جراح مبرز من الجامعات والمراكز الاستشفائية والجامعية الفرنسية. وفي سنة 1976، عين رئيسا لمصلحة جراحة الأطفال بالمركز الاستشفائي ابن رشد بالدارالبيضاء، بينما تولى تدريس مادة جراحة الأطفال بكلية الطب بالدار البيضاء سنة 1978. وتقلد الهاروشي، بين سنة 1985 و1992، منصب عميد كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء، وبين 1992 و1995، منصب وزير للصحة، وفي فترة لاحقة، عين وزيرا للتنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، وهو أيضا عضو مؤسس لجميعة "آفاق". يشار إلى أن أشغال مؤتمر الجمعية المغربية لجراحة الأطفال تتواصل إلى غاية اليوم السبت، إذ يشكل فرصة لتقديم عروض ومداخلات علمية، وتبادل التجارب والخبرات بين الاختصاصيين في المجال، وتنظيم موائد علمية مستديرة، تتدارس جديد الطب في جراحة الأطفال، مع تقديم تجارب متعلقة بالجوانب الدقيقة والمعقدة في جراحة الصغار.