أفادت مصادر من القنصلية المغربية بمدينة "طاراغونا" الإسبانية أن جثامين الأطفال المغاربة الأربعة، الذين لقوا حتفهم في حريق في شقة أسرتهم ببلدة "إيل فيندريل"، ستنقل في الأيام المقبلة إلى المغرب، لدفنهم في أكادير، مسقط رأس العائلة. وتابعت المصادر ذاتها، في تصريحات لبعض وسائل الإعلام الإسبانية، أن ترحيل جثامين الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و12 سنة، إلى المغرب سيكون مباشرة بعد الانتهاء من عملية التشريح لمعرفة أسباب الوفاة. وأوضحت المصادر أن القنصلية المغربية بمدينة "طاراغونا" تتكلف بالإجراءات الإدارية الضرورية لترحيل الجثامين، وأيضا بما تكلفه العملية من مبالغ مالية. وفي مدرسة "تيريسينا مارتوريل" ببلدة "إيل فيدريل"، حيث كان يدرس الأطفال، قررت إدارة المؤسسة التعليمية غرس أربع شجرات فاكهة في الساحة كتذكارلأرواح الأطفال، أما باب العمارة، حيث توجد الشقة التي كانت تعيش فيها العائلة، فأصبح محجا لسكان البلدة، من مغاربة وإسبان، يقصدونه لوضع باقات الورد وإشعال الشموع. يشار إلى أن الشرطة الكاطالونية مازالت تجمع الأدلة داخل الشقة لتحديد الأسباب الحقيقة لاندلاع الحريق، مستبعدة فرضية وقوع تماس كهربائي، التي كانت تتداول بين الجيران، وأعلنت بلدية المدينة الحداد لمدة يومين. وإثر وقوع هذا الحادث، بادرت بعض الجمعيات الحقوقية، التي تهتم بشؤون الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا، إلى إصدار بلاغ تندد من خلاله "باستمرار العنصرية داخل المجتمع الإسباني، وانعدام الثقة اتجاه الأجانب خاصة المغاربة". ودعت بعض الجمعيات الحكومة المغربية إلى "مطالبة الحكومة الإسبانية بفتح تحقيق من أجل تحديد الجهات المسؤولة عن الحادث". وكانت وفاة الأطفال المغاربة الأربعة أثارت موجة احتجاج وسط الجالية المغربية، واتهم الجيران السلطات بعدم الإسراع في إنقاذ العائلة، حيث أن رجال المطافئ تأخروا كثيرا في الوصول إلى مكان الحريق.