قضت "المغربية"، يوما كاملا مع النساء السلاليات الخمس اللواتي نصبتهن زينب العدوي، والي جهة بني احسين الشراردة، وعامل القنيطرة، كنائبات سلاليات بالمجلس الجماعي بالمهدية، بإقليم القنيطرة. كان أول لقاء مع النائبة الأولى، سعاد مليح، أستاذة اللغة الفرنسية، التي اعتبرت تعيين نساء سلاليات بالمهدية سابقة في تاريخ المجالس الجماعية المتعاقبة، بعدما كانت حكرا على الرجال فقط. وقالت مليح إن "تعييني نائبة سلالية بالمجلس الجماعي مهدية كان مفاجأة بالنسبة إلي، لأن مجرد التفكير في تقلد منصب نائب كان مستحيلا بسبب سيطرة العقلية الذكورية". وأضافت "مازلت لحد الآن لم أصدق الأمر، فحين تلقيت خبر التعيين كاد أن يغشى علي من شدة الفرح"، معتبرة التعيين بمثابة تكريم للنساء المغربيات، بصفة عامة والسلاليات بصفة خاصة. من جهتها، اعتبرت مليكة سليم، النائبة الثانية، تعيين نساء سلاليات مبادرة ملكية هدفها تحقيق المساوة بين الرجل والمرأة. وقالت سليم إن زينب العدوي، المعينة أول امرأة واليا على جهة الغرب اشراردة بني احسين، بادرت إلى ترجمة السياسة الملكية، بتعيين أول نساء سلاليات يتبوأن منصب نائبة سلالية بعدما كان هذا المنصب حكرا على الرجال لسنوات طويلة. وأكد أغلب النساء النائبات أنهن مستعدات للعمل مع الرجال النواب من أجل مصلحة سكان المهدية السلاليين في استخلاص الأموال من الأملاك، التي فوتت لشركات مع طلب السجل العقاري. وعلى مدخل قصبة المهدية، استوقف شباب النائبة الأولى سعاد مليح، طالبين منها الإسراع باستخلاص الأموال. الغريب في الأمر أن هؤلاء الشباب كانوا يقومون بحركات تؤكد رغبتهم في الحصول على الأموال بشكل فوري، وأكدت النائبة الأولى أن أغلب الشباب عاطلون بسبب غياب مصانع وتدهور أحوال الصيد التقليدي. وخلال زيارة "المغربية" سردت النساء السلاليات حكايات صادمة عن حرمانهن من حق الاستفادة من مبالغ تفويت الأراضي، ورفض أشقائهن اقتسام النقود المحصل عليها بينهن. دمعت عينا مليكة وهي تتذكر يوم حصول شقيقيها على مبلغ 20 مليون سنتيم، ورفضا اقتسام المبلغ مع شقيقتهما. وقالت إن حصول شقيقيها على المبلغ تزامن مع عيد الفطر، ما جعلها تشعر بغبن وحرمان. وكانت زينب العدوي نصبت خمس نساء سلاليات كنائبات للجماعة السلالية بجماعة المهدية، تزامنا مع اليوم العالمي للمرأة. وحضر الشرقي اضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، حفل التنصيب، معلنا عن إطلاق حوار وطني حول مشكل الأراضي السلالية بالمغرب.